الحلقة (9)
أوراق مضيئة في مسيرة المبارك طوتها السنون
تراثنا – التحرير :
يطل د . راشد عبدالله الفرحان “وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية الأسبق ” على متابعي تراثنا عبر زاويته “ تراثيات د . الفرحان ” حيث يواصل في الحلقة ( التاسعة ) سرد ما سطره في كتابه النادر عن حياة ( الشيخ أحمد المبارك المطوع ) المطبوع في نيودلهي ( الهند ) الطبعة الأولى الوحيدة التي خصنا به.
د . راشد الفرحان :
-
طلب من أبنه عبدالوهاب دعوة رجل غريب في المسجد على سفرته فتعجب الحضور من كرمه .
-
كان يكرم كل من يأتِ من الكويت إلى الفحيحيل ويقدم له المعكرونة والبلاليط والحلوى والرهش والفواكه .
-
لم يدخر مالاً أو يورث كنزاً ، فكل ما يكسبه من وظائفه يصرفه على ضيوفه وسد عوز الفقراء والمساكين .
-
كان ينظم رحلات لمشايخ المعهد الديني الوافدين ليأنس بهم وبعد الفراغ من الطعام يدس في يد كل منهم المقسوم .
-
من محبته لطلبة العلم أن أختار حفيدته التي تربت على يديه ،وتشربت بأخلاقه ، والتزمت الدين والكرم أسوة به.. زوجة لي .
الكرم
عن صفة الكرم في الشيخ أحمد المبارك ” يرحمه الله ” يقول المؤلف والمؤرخ د . الفرحان : ” كان كريماً ، يشعر بالغيرة ، وينشد الخبر للناس دائماً ، وفي أحد الأيام – يقول ابنه عبد الوهاب: ،كنت جالساً معه للغداء بالديوانية ، فإذا هو يقول : ” يا عبد الوهاب قم واذهب إلى المسجد ، سترى هناك رجلاً تبدو عليه ملامح الغربة ، فإذا وجدته فادعه ليأكل معنا ، وذهبت فعلاً ، ووجدت الرجل ، فدعوته وحضر وتغدى معنا ، فسر الرجل وسر الشيخ بذلك ، وتعجب الحاضرون من كرم الشيخ – يرحمه الله “.
معكرونة وبلاليط
ويستطرد د .الفرحان : ” ولا عجب ، فذلك شيء لا يُذكر بالنسبة لكرمه وجوده ، فقد شاهدته وخبرته ، وصاهرته ، وتربت زوجتي أم رياض في بيته ، إذ كان هو جدها ، وأذكر أننا نكون أحياناً جالسين في الديوان ننتظر الغداء أو العشاء ، فإذا سمع بان أحداً من الكويت جاء إلى الفحيحيل ، أرسل في دعوته ليأكل معنا ، فإذا كان الوقت متأخراً قال : اطبخوا معكرونة أو بلاليط وبيض وحلوى ورهش ، وفواكه من كل نوع ، وكان يقدم كل ما لديه في الثلاجة ” .
لم يدخر مالاً
ويمضي قائلا : ” وثاني يوم يذهب إلى السوق ويملأها ، كان ” يرحمه الله ” كريماً إلى اقصى حد ، وكرمه هذا لم يجعله يدخر مالاً ، أو يورث كنزاً ، كل ما يحصل عليه من الوظائف التي يتولاها ، ينفقه على ضيوفه أو على الفقراء والمساكين “.
كرمه مع العلماء
وعن مودته للعلماء وطلبته ، يشير د . الفرحان إلى أنه كان “: يرحمه الله ” من كرمه وأخلاقه ومحبته لطلبة العلم والعلماء أنه كان يدعو مشايخ المعهد الديني المصريين ، من الكويت ليأنس بهم برحلة ينظمها لهم ، وبعد الفراغ من الطعام يدس في يد كل منهم (المقسوم ) فيرجعون غانمين مبسوطين ، ومن محبته لطلبة العلم أن أختار لي زوجة فاضلة حفيدته ، التي تربت على يديه ،وتشربت بأخلاقه ، والتزمت الدين والكرم أسوة به “.
جعلني ابناً له
ويستطر موضحاً : “زوحني وأسكنني في بيته أسبوعا ، وجعلني واحداً من أولاده ، يعاملني كصديق له ، ودائما كان يقول لأولاده هذا رجل عصامي ، فاقتدوا به ، وكنت صديقاً له لهم ، من قبل ، ورأيت منهم كل الود والصداقة الخالصة ، لقد اعجبت به كثيراً ، وتمنيت لو كنت ولداً له ، ولكن الله اعطاني أمنيتي فكنت أراه في كل وقت ، وكان ” يرحمه الله ” يزورنا في بيتنا ، يقدم لنا ما حملت يداه الكريمتان ما نسر به ونشكره عليه ، كان يتفقد أحوال بناته وأزواجهم وأولادهم ” .
يتبع لاحقا ..
- طالع لحلقة القادمة (العاشرة) :
- الشيخ أحمد المبارك يدس في يد المليونير الإماراتي سلطان العويس مالا لمساعدته !!
أقرأ في الحلقة السابقة (8) :
المبارك يجيش أهل الفحيحيل للتصدي لقوات الاخوان
تواصل مع تراثنا
اكرام الغريب, اكرام الفقير, اكرام المسكين, الأنفاق على العلماء والمشايخ, الأنفاق على طلبة العلم, الحلويات, الشيخ أحمد المبارك المطوع, الفحيحيل, الكرم في الإسلام, الكرم من عادات العرب, المعهد الديني في الفحيحيل, المعهد الديني في الكويت, بلاليط, بيض, حلوى الرهش, د . راشد عبد الله الفرحان, فنجان القهوة, فواكه, كرم الشيخ أحمد المبارك المطوع, معكرونة