حوادث الدهور ..عبرة
تراثنا -التحرير :
عندما قال الأولون ان الصبر زينة الإيمان ، فلم يخطأوا ، بل لعل اكثر الكوارث والأحداث العظيمة في التاريخ قديماً وحديثاً ، سببها العجلة والبعد عن الإناة ، وفقدان البصيرة، وعدم التبين والتثبت والاحاطة بخلفيات الحدث من جميع ابعاده ، ولنا في التاريخ عبرة :
يروي ابن كثير في كتابه القيم “النهاية والبداية “أنه :

في سنة 727 هجرية ، في السابع من شهر رجب، جرت فتنة كبيرة بالاسكندرية ، وذلك أن رجلاً من المسلمين قد تخاصم هو ورجل من الفرنج ، على باب البحر .
فضرب أحدهما الآخر بنعل ، فرُفع الأمر إلى الوالي ، فأمر بغلق باب البلد بعد العصر ، فقال له الناس : إن لنا أموالاً وعبيداً ظاهر البلد ، وقد أغلقت الباب قبل وقته !!
فخرج الناس في زحمة عظيمة ، فقُتل منهم عشرة ، ونهبت عمائم وثياب وغير ذلك ..
وكان ذلك ليلة الجمعة ، فلما أصبح الناس ذهبوا إلى دار الوالي ، فأحرقوها وثلاث دور لبعض الظلمة .
وجرت أحوال صعبة ، ونُهبت أموال ، وكسرت العامة باب سجن الوالي ، فخرج منه ومن فيه ، فبلغ نائب السلطان ، فاعتقد النائب أنه السجن الذي فيه الإمراء ، فأمر بوضع السيف في البلد وتخريبه!
ثم أن الخبر بلغ السلطان ، فأرسل الوزير طيبغا الجمالي سريعاً فضرب وصادر ، وضُرب القاضي ونائبه و عزلهما ، وأهان خلقاً من الأكابر وصادرهم بأموال كثيرة جداً .
وعُزل المتولي ثم أعيد ، ثم تولى القضاء بهاء الدين علم الدين الأخنائي الشافعي ، الذي تولى دمشق فيما بعد .
وعزل قضاة الأسكندرية ، المالكي ونائبيه ، ووضعت السلاسل في أعناقهما ، وأهينوا وضُرب ابن السني غير مرة !!
تقلا عن مجلة تراثنا – العدد23
تواصل مع تراثنا