• Post published:16/04/2025

حوادث الدهور ..عبرة

 

كتابة التاريخ وتدوينه

 

تراثنا -التحرير :

 

عندما قال الأولون ان الصبر زينة الإيمان ، فلم يخطأوا ، بل لعل اكثر الكوارث والأحداث العظيمة في التاريخ قديماً وحديثاً ، سببها العجلة  والبعد عن الإناة ، وفقدان البصيرة، وعدم التبين والتثبت  والاحاطة بخلفيات الحدث من جميع ابعاده ، ولنا في التاريخ عبرة :

 

يروي ابن كثير في كتابه القيم “النهاية والبداية “أنه :

 

كتاب البداية والنهاية لإبن كثير
كتاب البداية والنهاية لإبن كثير

 في سنة 727 هجرية ، في السابع من شهر رجب، جرت فتنة كبيرة بالاسكندرية ، وذلك أن رجلاً من المسلمين قد تخاصم هو ورجل من الفرنج ، على باب البحر .

 

فضرب أحدهما الآخر بنعل ، فرُفع الأمر إلى الوالي ، فأمر بغلق باب البلد بعد العصر ، فقال له الناس : إن لنا أموالاً وعبيداً ظاهر البلد ، وقد أغلقت الباب قبل وقته !!

 

فخرج الناس في زحمة عظيمة ، فقُتل منهم عشرة ، ونهبت عمائم وثياب وغير ذلك ..

 

وكان ذلك ليلة الجمعة ، فلما أصبح الناس ذهبوا إلى دار الوالي ، فأحرقوها وثلاث دور لبعض الظلمة .

 

وجرت أحوال صعبة ، ونُهبت أموال ، وكسرت العامة باب سجن الوالي ، فخرج منه ومن فيه ، فبلغ نائب السلطان ، فاعتقد النائب أنه السجن الذي فيه الإمراء ، فأمر بوضع السيف في البلد وتخريبه!

 

ثم أن الخبر بلغ السلطان ، فأرسل الوزير طيبغا الجمالي سريعاً فضرب وصادر ، وضُرب القاضي ونائبه و عزلهما ، وأهان خلقاً من الأكابر وصادرهم بأموال كثيرة جداً .

 

وعُزل المتولي ثم أعيد ، ثم تولى القضاء بهاء الدين علم الدين الأخنائي الشافعي ، الذي تولى دمشق فيما بعد .

 

وعزل قضاة الأسكندرية ، المالكي ونائبيه ، ووضعت السلاسل في أعناقهما ، وأهينوا وضُرب ابن السني غير مرة !!

 

 

تقلا عن مجلة تراثنا – العدد23

انقر للمطالعة

 

 

غلاف مجلة تراثنا ،العدد 23 صدر بتاريخ ( صفر 1423هـ - ابريل - مايو 2002)

 

 

تواصل مع تراثنا

 

اترك تعليقاً