• Post published:الثلاثاء 11 محرم 1441هـ 10-9-2019م

 

ذكريات

من تاريخ الكويت

 

انزال البضائع في فرضة الكويت سابقا
انزال البضائع في فرضة الكويت سابقا

 

تراثنا – د . محمد بن إبراهيم الشيباني * :

 

أحياء الشرق والمرقاب والقبلة اتذكرها و أتذكر أهلها وبيوتها وفرجانها ، بيت الوالد في فريج الصبيح عند مسجد الساير الشرقي .

 

وأتذكر فريج الشرهان ، حيث مسقط الرأس ، حيث بيوت الساير والحماضة والجاسم والسابج و ..وفريج أظبية ( شاوي الظبية ) ، حيث بيوت المشاري و الهاشم والغيث والزمامي والمقهوي و …

 

د . محمد بن إبراهيم الشيباني
د . محمد بن إبراهيم الشيباني

 

د . الشيباني :

  • عندما كتبت عن تاريخ  كويت القديم الجميل بفرجانها وشوارعها وأهلها اتهموني بالعنصرية !

  • نتكلم عن تاريخنا لأنه حق علينا أن يعرف أبناءنا ماعاناه الاولون من ضنك وشقاء وعنت .

  • نقول لمن يقلقهم ذكر الأولين بالمثل القديم (ما حد قال آه الا من علة في حشاه) .

 

طمس التاريخ الكويتي

 

وأتذكر فريح العم في الشرق عند مستشفى الأميري ، وأتذكر فريح الفرحان في أقصى القبلة ، حيث بيت الخال وبيوتات الفرحان والكنادرة والشاهين والسلطان والقطان و النادي الأهلي ، وفي أقصاه جهة بوابة المقصب حيث نادي الجزيرة و …عفواً نسيت واسترسلت بعض الشيء .

 

فلست هنا لأسرد أعداد الأحياء ، والفرجان والأسر والشخصيات ، وإنما هو شيء من الخوف ينتابني بل ينتاب الكثير من الكويتيين القدامى كما أسر لي ألكثير منهم قولهم : ألا ترى أن الكويت ما عادت تلك التي تعرفها ؟

 

عربات باعة الماء المتجولين في الكويت قديما
عربات باعة الماء المتجولين في الكويت قديما

ألا ترى أن هناك محاولات عبث لطمس ذلك التاريخ الزاهر وأولئك البناة الأوائل ؟ قلت لأكثرهم أني أشعر مثلما تشعرون ،وقد أكون أكثرهم تألماً لما أسمعه ويرسل لي ، فأني كلما كتبت عن تاريخ الأوائل ، وذكرت ذلك التاريخ الجميل قالوا : أنت عنصري !

 

اللي ما له أول

 

لماذا تسترجع تاريخ الكويت القديم ؟ ولماذا تذكر دائما كويت السور والقرى والبادية ؟ وكنت أرد على تلك المقولات والاتهامات ، والدخول في النيات ، أليس لكل أمة تاريخ ورجال ؟ ألا يحق لمن وفقه الله وتيسرت له أدوات العلم فيه وامكاناته أن يستعيده ويذكر به ؟ فالأولون قالو : ” اللي ماله أول ما له تالي ” .

 

لماذا يتهمنا الدخلاء والمتطفلون بالعنصرية وأنهم المعنيون فيما نقول ونتكلم ؟ فسردنا لتاريخ الكويت ورجاله ما هو إلا مجرد علم نريد به أن نفيد به ونستفيد حتي يعلم التالي بعمل الأول ، فأباءنا وأجدادنا نعم هم بناة الكويت أياً كان شكلها وسعتها ، ومن هم أهلها ، فأولادنا لهم حق علينا أن يعرفوا ذلك التاريخ ، ويدرسوه ليعرفوا كيف كان الأوائل من الشقاء والتعب والعنت والضنك والضيم والفاقة والتغرب بالشهور الطويلة ، في سفرات إلى موانئ العالم ، ليجلبوا الخير والرزق لأهلهم ، ويرفعوا علم بلدهم في كل تلك البلدان ، وقد فعلوا ذلك .

 

فقد سُجلوا في سجلات تلك الموانئ ، وسُجلت اسماؤهم وسفنهم ، وهذه السجلات موجودة في اراشيف العالم ، وعلى رأسها الأرشيف البريطاني في منطقة كيوجاردن تحت اسم مكتب السجلات العامة PRO .

 

حلوها ومرها

 

لا يستطيع اي كويتي ان ينسى تلك الأيام الجميلة ، ولا سيما المخضرمين منهم – ونحن منهم – وكما يقول المثل الكويت ” الماء ما يغطيه النبيت ” فقد عشنا تلك الحياة بحلوها ومرها ، وفُقد الأب والجد والعم و .. وهم يبحثون عن أرزاقهم في المعمورة على ظهر سفينة خشبية سارت في المحيطات ، ليس لقوتها ومتانتها وضخامتها ، وإنما بقدر القدير العلم رب العباد ، الذي اعطى الأوائل حسب نياتهم وتوكلهم ، وإلا فليجرب من ينقد الذهاب إلى الهند وغيرها من البلدان ، ويبحر في بحار المحيطات في سفينة خشبية يتحمل فيها اعباء العواصف والأمواج ، انه التوفيق الرباني الذي وفق إليه الأولون .

 

الغوص على اللؤلؤ في الكويت والخليج
الغوص على اللؤلؤ في الكويت والخليج

 

أقول تفقد النساء الرجال ، كما يفقد الأولاد الآباء وغيرهم ، لا نستطيع حين تذكر تلك الايام الخوالي ان ننسى ، فتلك أيام كما قال كويتي عتيج (عتيق) : لا تعود بذكر كويت السور والقرى والبادية ، ويقول للذين يقلقهم ذكر الأولين نذكرهم بالمثل القديم ” ما حد يقول آه إلا من علة في حشاه ” .

 

والله المستعان ،،

 

*رئيس مركز المخطوطات والتراث والوثائق ومجلة تراثنا

 

 

تواصل مع تراثنا

اترك تعليقاً