حوادث الدهور ..عبرة

تراثنا – التحرير :
الشهداء لا تُبلى إجسادهم ، هكذا أخبر الصادق الصدوق محمد صلى الله عليه وسلم صحابته ومن يأتي بعدهم ،فصدقوا وعده . فأبلوا في المعارك الطاحنة الشرسة مع مشركى قريش بلاءا حسناً ، فسقط 70 شهيداً في معركة أحد .
وبعد نحو ما يزيد عن أربعين عاماً على دفنهم في مقبرة شهداء أُحد شمال المسجد النبوي ، يصرف الله الأحداث لتجري بما يكشف لإعين الناس صدق مقولته عليه الصلاة والسلام “الشهداء لا تبلى أجسادهم ” وهي عبرة ومصداق نبوته !
فما هي تلك الأحداث ؟
عن الصحابي الجليل جابر بن عبدالله رضي الله عنه قال :
فبينما أنا في خلافة معاوية بن أبي سفيان ، إذ جاءني رجل فقال : يا جابر بن عبد الله ،والله لقد أثار أباك ” القبر” عمال معاوية ،فبدأ فخرج طائفة منه .
فأتيته ، فوجدته على النحو الذي دفنته لم يتغير ، إلا ما لم يدع القتل أوالقتيل .
ثم ساق الإمام قصة وفاته بين أبيه هو ثابت في الصحيحين .
وروى البيهقي ، عن طريق حماد بن زيد عن أيوب عن أبي الزبير عن جابر بن عبدالله أنه قال :
لما أجرى معاوية العين عند قتلى أُحد بعد أربعين عاماً استصرخناهم إليهم ، فأتيناهم ، فأخرجناهم ، فأصابت”المسحاة ” قدم حمزو فانبعث دماً ، وفي رواية أبن اسحاق عن جابر قال : فأخرجناهم كما دفنوا بالأمس .
وذكر الواقدي أن معاوية لما أراد أن يجري العين ، نادي منادي من كل له قتيل بأُحد ، فليشهد : قال جابر فحضرنا فوجدت أبي في قبره ، كانما نائم على هيئته ،ووجدنا جاره في قبره ،وهو عمرو بن الجموح ، ويده على جرحه ، فأزيلت عنه ، فانبعث جرحه دماً ،
ويقال أنه فاح من قبورهم مثل ريح المشك – رضي الله عهم أجمعين – وذلك بعد ست وأربعين سنة من يوم دفنوا ، وهذا مصداق قول رسول الله صلى الله عليه وسلم ” الشهداء لا تُبلى أجسادهم “.