من ارشيف تراثنا المتجدد
نوادر العملات وهواتها

تراثنا – د . محمد بن إبراهيم الشيباني * :
مازال أهل الاختصاص يقتنصون النوادر من الآثار ويلاحقونها في كل مكان ، بدءاً من الكويت إلى الخليج ، فالدول العربية ، فالغربية والأسيوية .

هؤلاء المتخصصون في كل فرع من فروع الأثار ،سواء كانوا أفراداً أو مؤسسات ، مناط بهم حُفظ التراث ،وما زال يُحفظ لجهودهم ونشاطهم في السعي لمرادهم هذا الطيب المشكور .
من أولئك الجمع نتوقف عند أخونا الاستاذ عبدالله بن جاسم المطيري مستشار هيئة دبي للثقافة والفنون في دولة الإمارات العربية المتحدة ، فهو الرجالات الذين تفخر بهم أمتنا لبذله على نفقته الخاصة في الحصول على أندر العملات التي لا تجدها عند أكثر المتخصصين الذين سبقوه في هذا المجال المُكلف .

فهو يبحث عن نوادر أماكن ضرب العملات ، بجانب نوادر الولايات الإسلامية التي سكت بها العملات وغيرها ، مهما كانت مدة حكم الولاة ،سواء طال أوقصر ، والأخير أكثر ما كان يحرص عليه ، وهو قصر ولاية الحاكم ، أي من الذين مدد حكمهم لا تتجاوز السنة ، أو دونها ، أو من دويلات الخوارج والانقلابيين ، الذين ظهروا على أنظمتهم في محيط الدولة الإسلامية المترامية الأطراف ، ولم تدم مدد حكمهم إما بالقتل أو الاعتقال أو غيرهما .
ومما يملكه من هذه النوادر ،على سبيل المثال لا الحصر ، درهم عباسي من عهد (الخليفة عبدالله المأمون) ضُرب بسمرقند سنة : ( 202 هجري – 817م) ، بأمر الإمام الرضا ولي عهد المسلمين علي بن موسى بن علي بن إبي طالب ذي الرئاستين .

ومما أمتاز به المطيري عن بقية الهواة والمحترفين ، أنه دأب منذ سنين على اصدار روزنامة سنوية ، في كل صفحة (شهر) منها يأتي على وصف عملة من عملاته النادرة ، موضحاً نقوشها وهوامشها على الوجهين ، بالصورة العلمية المعروفة لأهل الشأن .
تجدر الإشارة أن مجلة تراثنا التي يصدرها مركز المخطوطات والتراث والوثائق وأترأسها ،نشرت على صدر صفحاتها مقالات عدة تتناول بحوث عن العملات وأصحابها وهواتها ومقتنياتهم ، بالاضافة إلى تقارير تم نشره عن نوادر العملات من مقتنيات المركز .
*رئيس مركز المخطوطات والتراث والوثائق ومجلة تراثنا