• Post published:الثلاثاء 1 ذو القعدة 1446هـ 29-4-2025م

الحلقة الثانية

ذكريات كويتية من حقبة الخمسينيات

 

لوحة الفنان أيوب حسين
لوحة الفنان أيوب حسين

تراثنا -التحرير :

 

تتسم المطبوعات المهداة لمكتبة مركز المخطوطات والتراث والوثائق ، بالاخص التي تعني بتدوين سيرة كاتبها ، بإهمية خاصة بما توفره من معلومات دقيقة تكشف واقع الحقبة الزمنية والمؤثرات والمتغيرات التي دخلت على الحياة الاجتماعية عامة آنذاك.

 

 

د. عبدالله عبدالعزيز السند
د. عبدالله عبدالعزيز السند

 

من الاهداءات القيّمة للمكتبة ، كتاب (شريط حياة مهندس : مهني ، أكاديمي ، نقابي) لمؤلفه د. حسن عبدالعزيز عبدالله السند، وفيه يستعرض الكاتب شريط ذكرياته بتفاصيل دقيقة ، تكتفي تراثنا بانتقاء مقتطفات عامة ، بقصد توثيق الحياة الاجتماعية في كويت الخمسينيات وما بعدها، وتسليط الضوء على أسرها ورجالاتها وسكانها وطبيعة الحياة والحارات بالاجمال.

 

التبريد بالمراوح

 

المروحة في سقف البيت القديم

 

يأخذنا الكاتب د .السند في رحلة زمنية إلى حقبة الخمسينيات ، وتعد عائلته الكريمة نموذجاً عملياً لبيت الاسرة الكويتية التقليدية ، فيتحدث عن غرفة والديه ، فيقول : غرفتنا صغيرة تضم الوالد والوالدة وأنا وأخي اسعد ، وهناك حمام صغير ، لصيق بالغرفة،وهو للاغتسال فقط ، وليس به ماء جار ،..

 

وأما عن كيفية تبريد هذه الغرفة في ظل غياب الكهرباء فيقول : كانت الغرف تبُرد بمروحة السقف ، ولم يكن يوجد أي مكيف للهواء في المنزل .

 

المبيت في السطوح

 

النوم في السطوح ليلاً

 

ويأخذنا السند من جديد إلى جانب آخر ، وهو المبيت ليلاً في ظل تلك الظروف الصعبة ، فيقول : اما المبيت في الصيف ، فقد كانت الأسرة جميعها تنام في السطح ، وفي الصباح ،تطوى جميع الفرش ، وتوضع في غرفة ، ثم تفرش مرة أخرى عند المغرب استعداداً للنوم ، وكنا نأخذ معنا إلى السطح وعاء فخاريا لماء الشرب (برمة) .

 

الراعي و المعيز

 

الرعاة يسقون الأغنام عند الابار
الرعاة يسقون الأغنام عند الابار

 

هذه الاجواء التقليدية في البيت الكويتي القديم ، يستكملها د .السند موضحاً الاكتفاء الغذائي للاسرة الكويتية أنذاك ، أذ لا يكاد يخلو بيت من حوش للدواب والدواجن ، وهنا يقول : كانت لدينا معزتان (سخلتان) لانتاج الحليب ، إذ لم يكن الحليب السائل ، أو الحليب المسحوق متوافرين في الأسواق .

 

ويمضي قائلاً : وكان الراعي (الشاوي) ياخذ المعزتين من قطيع معز الحارة (الفريج) ، صباحاً ،و يعود بهما بعد المغرب ، ويفتح الباب قبل وصول الراعي ، وتدخل كل معزة بيتها ، فهي تستدل على مكان إقامتها تلقائياً .

 

ثور وتيس البلدية

 

يعد حوش الغنم " المواشي" في بيوتنا القديمة بمثابة الأمن الغذائي
يعد حوش الغنم ” المواشي” في بيوتنا القديمة بمثابة الأمن الغذائي

والطريف أن الحكومة في أيامها السالفة كانت لها طريقة لدعم اكتفاء الأسرة الكويتية بثروتها الحيوانية الذاتية ،أما كيف ؟ فهذا ما يجيب عليه د .السند : .. كما كانت المعيز تُؤخذ إلى مكان قريب من منزلنا ، خاص بالبلدية ، يوجد فيه ثور البلدية ، وتيس البلدية ، لتلقيح الحيوانات وهي خدمة تقدم الى المواطنين بالمجان ، لتتكاثر الحيوانات ويستمر إنتاجها الحليب !

 

سينما بيت الجيران !

 

أما عن الترفيه في كويت الخمسينيات ،فلم يكن للحكومة دور فيه، فهو يأخذ طابع التكاتف الاجتماعي بين الجيران ، فمن لديه شيء لا يمانع من مشاركة جيرانه به ، وها هو المؤلف يروى نموذج لهذه الصورة حيث يتناول دور صديقيه المجاورين لسكنه د . إبراهيم وعلى الشريدة  ، فيقول : كنا نستمتع بمشاهدة الآفلام العربية في حوش منزلهما ، وكانت آلة العرض تُوضع فوق غطاء البركة ، وسط الحوش ، ويعرض الفيلم على الحائط ،ومن زملائنا في الفريج عبدالعزيز وياسر الجاسر ، وكان بيتهما قريب من بيت الوهيب .

 

 

طالع الحلقة الأولى :

 

أسرة السند الكويتية وحديث عن ذكريات الإيام الخوالي

 

 

يتبع لاحقا ..

 

* للتوسع  في تفاصيل سيرة الكاتب وأسرة السند الكريمة مطالعة الكتاب .

 

كاتب وكتاب

 

كتاب " شريط حياة مهندس : مهني ، أكاديمي ، نقابي" لمؤلفه د .حسن عبدالعزيز عبدالله السند

 

انتقاءات مقتطفة من كتاب (شريط حياة مهندس : مهني ، أكاديمي ، نقابي) لمؤلفه د .حسن عبدالعزيز عبدالله السند، الطبعة الأولى 2025م ،يقع في 133 صفحة من الحجم الوسط ،النسخة مهداة من الكاتب إلى مكتبة مركز المخطوطات والتراث والوثائق بالكويت .

 

 

تواصل مع تراثنا

 

اترك تعليقاً