الحلقة الثانية
مهن بحرية كويتية

تراثنا – التحرير :
امتازت كتابات ومرويات الكاتب والمؤرخ الكويتي المعروف علي أحمد الشرقاوي(1) ( 1908-1990م) ، يرحمه الله – بالصلة الوثيقة بتاريخ الكويت وعادات أهلها ومهنهم الحرفية وفنونهم الشعبية القديمة .

اختارت تراثنا من بين مؤلفاته المتعددة ، مقتطفات منتقاة من كتاب (الكويت واللؤلؤ) ،ص (98) :
حكايات من الغوص
أرتبطت حياة الكويتيين ارتباطاً وثيقاً بالبحر ، باعتباره مصدر الرزق الوحيد لهم ، بالتالي فقد ارتبط بعملية الغوص على اللؤلؤ العديد من الحكايات والسوالف، سواء الواقعية منها أو الخيالية ، والتي ابتدعها الخيال الشعبي :
هير غَمِيْضَه

يقال أن بعض السفن “طرحوا” في أحد المغاصات ، وحصلوا منها على كمية كبيرة من المحار ، إلى أن جاء الليل وباتوا ليلتهم على “الهير” (2) ، على أن يعودوا في نهار اليوم التالي لالتقاط المحار .
فلما عادوا في صباح اليوم التالي ، لم يجدوا المحار في مكانه ، وتعحبوا ،وأخذتهم الحيرة ، وباتوا مندهشين .
فقالوا : المحار ” سمّر ” اي استمر في سيره .
وقالوا : ” غميضه ” ، وهي كلمة تقال للأسف والندم لضياع فرصة وعدم اقتناصها ، بينما كان ذلك بالإمكان .
وقالوا أيضا : ” ياليتنا لو اكثرنا من المحار ، ولذا فقد سُمي هذا “الهير ” هير غميضه “!
وُيقال أيضا أن السفن بعد أن أخدوا كميات كبيرة من المحار، ساروا في طريقهم دون أن ينتهي المحار ، ولما بعدوا عن المغاص ، ندموا على تركهم أياه ،وقالوا : “غميضه ” .
هامش :
1-وُلد علي الشرقاوي في حي القبلة بمدينة الكويت ويعود نسبه إلى ال بن جمعة من البوحبل البورحمة من قبيلة المناصير القحطانية ، بحسب (الشبكة الوطنية الكويتية).
2– الهير والهيرات : هو مكان الغوض على اللؤلؤ في البحر .
يتبع لاحقا ..
كاتب وكتاب
انتقاءات من كتاب (الكويت واللؤلؤ) لمؤلفه على أحمد الشرقاوي – وإعداد وتنقيح إبراهيم الشرقاوي ، الطبعة الثانية (1998م) مزيدة ومنقحة ، 189 صفحة ، حجم الورق وسط ، مقتنيات مكتبة مركز المخطوطات والتراث والوثائق بالكويت .
تواصل مع تراثنا