• Post published:السبت 12 ذو القعدة 1446هـ 10-5-2025م

 

 

الحلقة السادسة والأخيرة

انتقاءات من كتابات المؤرخ أحمد البشر

 

الدرعية قديما
الدرعية قديما

 

تراثنا – د . محمد بن إبراهيم الشيباني (*) :

 

د .محمد بن إبراهيم الشيباني
د .محمد الشيباني

 

الفت الملابسات والأحدات في المنطقة ، اقليمياً ودولياً ، ظلالها على بداية نشأة الكويت ، والتهيئة لقيامها ، وفي السطور التالية ، نستكمل في حلقات ، ما دونه المؤرخ الكويتي أحمد البشر الرومي ، عن تاريخ الكويت ، موضحاً تلك الملابسات والظروف .

 

في الحلقة السادسة والأخيرة ، نستكمل النزاعات والتصفيات التي وقعت بين أبناء عريربن دجين اثر وفاته عام (١١٨٨هـ/ ١٧٧٤م ) وهو في طريقه مع تحالف قبلي كبير لغزو الدرعية عاصمة بن سعود ‘ إذ وافته المنية قبل أن يصل إليها .

 

 

احمد البشر الرومي
احمد البشر الرومي

المؤرخ البِشر

  •  ابناء عريعر الثلاثة كان بينهم سوء تفاهم فلما توفى والدهم دبروا المؤامرات لبعضهم البعض إما شنقاً أو قتلاً بالسم !

  • أهل الأحساء ثاروا على سعدون بن عريعر وعلى من معه من بني خالد فطردوهم فاستجمع قواته ونكل بالثوار وسباهم .

  • دامت  دولة بني عريعر قرناً وخمسة عشراً عاماً قاموا بعدها بمحاولات عدة لاسترجاع الأحساء نجحوا في بعضها بعض النجاح  لم يدم طويلاً .

 

مؤامرات الأخوة

وتولى بعده ابنه (بطين) فرجع بجمعه إلى الأحساء، وكان بينه وبين أخويه (سعدون) و(دجين) أبناء عريعر سوء تفاهم فدبرا له مؤامرة واغتالاه خنقاً !

 

وتولى بعده (دجين) بن عريعر، فلم يلبث إلا مدة يسيرة حتى مات ، وقيل توفى مسموماً من قبل أخيه سعدون .

 

 

 

وتولى الأمر بعد دجين (سعدون بن عريعر)على الأحساء وملحقاتها ، وفي (عام 1189 هجري – 1775م)، ثار أهالي الأحساء على سعدون هذا ،وعلى من معه من بين خالد ن فطردوهم ، غير أن سعدون جمع قوة عظيمة من بني قومه ، فاحتل الأحساء ، ونكل بالثوار وسبى من سبى منهم .

 

أنقلابات وانشقاقات

 

وواجهت سعدون بن عريعر مشكلات كثيرة ، منها قوة آل سعود في الدرعية ، والثورات الداخلية في الأحساء والقطيف ، وانشقاق آل عريعر فيما بينهم ، ذلك لأن (المهاشير) وهم كما أسلفنا فخذ من قبيلة بني خالد ، أنشقت برئاسة (عبدالمحسن بن سرداح) و (دويحس بن عريعر) على سعدون .

 

ولما لم تكن للأثنين قوة كافية ، فقد استنجدوا ب (ثويني بن عبدالله ) أمير (المنتفق) بأن يمدهم بالعون ، فأمدهم بجيش هاجم به الأحساء ، وطرد منه سعدون الذي ذهب إلى عدوه القديم عبدالعزيز بن محمد بن سعود ، فأكرم وفادته ،ومما يذكر عن سعدون أنه كان كريماً مضيافاً ، مدحه كثير من الشعراء ، واطنبوا في تعداد فضائله (1) ،وتولى الأحساء بعد ذلك (عبدالمحسن بن سرداح) باسم ( دويحس ابن عريعر) .

 

زوال دولة بني عريعر

 

قرية الجهراء قديما كانت آخر حدود ابن عريعر شمالا
قرية الجهراء الكويتية قكانت آخر حدود ابن عريعر شمالاً

 

وراي سعود بن محمد أن بقاء الأحساء بيد آل عريعر (آل حميد) فيه خطر عليه ، ولا سيما أنهم أصبحوا حلفاء ل (المنتفق) الذي هم أشد عداوة وخطراً ، فجهز عام (1204هجري – 1789م ) جيشاً من الدرعية ، سار به إلى الأحساء وبصحبته (زيد بن عريعر) ، ومن انضم إلى سعود من بني خالد ، فالتقي ببني خالد يقودهم عبدالمحسن بن سرداح قرب الأحساء ،واشتبك الفريقان في قتال عنيف دام ثلاثة أيام ، فانهزم عبدالمحسن ، واحتل سعود بن محمد الأحساء ،وولى أمرها (زيد بن عريعر) ، فالتف حوله بنو خالد .

 

وفي (عام 1206 هجري – 1719م) ، سار سعود إلى القطيف و(سيهات) والقرى المجاورة لها فاحتلها ، وبقيت القطيف والأحساء تحت أمرة زيد بن عريعر وتابعة لسعود بن محمد.

 

الإمام محمد بن سعود مؤسسة المملكة العربية السعودية - يرحمه الله
الإمام محمد بن سعود – يرحمه الله

 

غير أن الأحساء في عيد زيد بن عريعر سادت فيها الفوضي ، وتعددت ثورات الأهالي ضده ، مما اضطره إلى الهرب منها عام (1208 هجري – 1793م ) إلى الشمال ، حيث قومه بنو خالد ،وبقيت الأحساء والقطيف من دون أمير ، فخشي الأهالي عاقبة فعلهم من سعود بن محمد ، فأرسلوا من يأخذ لهم منه الأمان ، فأعطاهم عهده ، وبذلك زات دولة (آل حميد ) أو ( آل عريعر) ،وقام أديب من أدباء القطيف ليضيف إلى البيتين السابقين في ابتداء تاريخ دولتهم بيتاً في تاريخ زوالها ، صادف طباقاً حسنا إذ قال :

 

وتاريخ الزوال أتى طباقاً

       (وغار) إذ انتهى الأجل المسمى

 

وإذن ..فدولة (آل عريعر) أو ( آل حميد ) بدأت (عام 1083 هجري – 1672م ) وانتهت عام (1208 هجري – 1793م) ، أي أنها دامت قرناً وخمسة عشراً عاماً ، ولم ييأس آل عريعر من استرجاع الأحساء ، فقاموا بعد ذلك بمحاولات عدة نجحوا في بعضها بعض النجاح ، ولكن هذا النجاح لم يدم طويلاً .

 

وعند هذا نكون قد أتيناعلى تاريخ هذه الدولة التي يرتبط أسم امرائها بتايخنا القديم ، وعرفنا الصلة بين هذا الذي يتداوله العامة عندنا حين يخوضون في الحديث عن نشأة الكويت الأولى وبين حقائق التاريخ الواقعة (2).

 

 

الأديب المؤرخ أحمد البشر (يرحمه الله)

 

 

هوامش :

 

1- وللشيخ منيع قصيدة نبطية يمدح بها سعدون بن عريعر نشرتها مجلة المقتطف (ج 1 ، جلد 58 / 31 من يناير 1921م، مطلعها :

 

طرق المعالي صعب إسنودها

 

كايد على عزم الدناوي صمودها

 

شراها بغالي المالي والوح والشقا

 

وصير على مر الليالي وكودها

 

فلولا غلاها سامها كل مفلس

 

ولولا غناها كان كل يرودها

 

2- المصدر : مجلة الرائد : 1 / 25 عام 25 – 1953م ، إصدار مصور عنها (مركز البحوث والدراسات الكويتية)، ومرجع آخر : مقالات عن الكويت .أحمد البشر ص 13 ، 1966م ، مكتبة الأمل الكويت .

 

 

طالع الحلقة الخامسة :

 

عريعر وحلفائه يغيرون على بن سعود وبن عبدالوهاب

 

 

 

(*) رئيس مركز المخطوطات والتراث والوثائق ومجلة تراثنا

 

 

 

نقلا عن تراثنا – العدد 77

أنقر للمطالعة

 

 

غلاف مجلة تراثنا لشهر مارس - إبريل 2021م

 

 

 

تواصل مع تراثنا 

 

 

 

اترك تعليقاً