الحلقة الرابعة
الشعر والأدب

تراثنا – بقلم السيد عبدالصمد * :
الشعر من ابلغ وسائل التعبير عن حب الوطن والاعتزاز بالمفاخرة به ، فكيف يكون الشعر والمعني إذا كان الوطن هو الكويت درة تاريخ الخليج العربي بجمالها الخلاب وسحرها الجذاب .

الكويت التي لا صوت يعلو فيها فوق صوت السحر والجمال والجاذبية ، الكويت التي جذب جمالها وسحرها العديد من الشعراء العرب ، فذابوا عشقاً في تربتها وحنيناً لأهلها ، وحباً لأرضها ، فعبروا عما يجيش بداخلهم تجاهها وبمشاعرهم الفياضية ،وكلماتهم الرقيقة ، وصورهم المدهشة التي ضمنتها العديد من القصائد .
ولأن الشعر ليس حكراً على الرجال دون النساء ، فإن الشاعرات الكويتيات ضربن أروع الأمثلة في التعبير عن الروح الانتماء للكويت .
فالشاعرة الكبيرة ” د. سعاد الصباح ” ، كتبت في الكويت العديد من القصائد ، ومنهم قصيدة شهيرة بعنوان (نحن باقون هنا) ، تقول فيها :

نحن باقون هنا
هذه الأرض هي الأم التي ترضعنا
وهي الخيمة ، والمعطف ، والملجأ
والثوب الذي يسترنا
وهي السقف الذي نأوي إليه
وهي الصدر الذي يدفئنا ..
وهي الحرف الذي نكتبه ..
وهي الشعر الذي يكتبنا ..
كلما هم أطلقوا سهما عليها ..
غاص في قلبي أنا
وتواصل حبها في الكويت قائلة :

هذه الأرض التي تدعى الكويت ..
نحن معجونون في ذراتها ..
نحن هذا اللؤلؤ المخبوء في أعماقها ..
نحن هذا البلح الأحمر في نخلاتها
نحن هذا القمر الغافي على شرفاتها
هذه الأرض تدعى الكويت ..
هي عطر مبحر في دمنا
ومنارات أضاءت غدنا
وهي قلب آخر في قلبنا ..
ومن خلال تلك القصيدة الحالمة تبحر د. سعاد الصباح في كيان الكويت عبر الأرض والخيمة والمعطف والملجأ ، واصفة أهل الكويت باللؤلؤ المخبئ في أعماق مياهها ،وبالبلح الأحمر المعقود فوق نخيلها ، وبالقمر النائم الحالم على شرفاتها .
كتبتها بقلمها ترتيلاً لحبها للكويت ،فاختصرت بتلك الأبيات آلاف المعاني الجميلة ،و هي قصيدة تتسم بالبناء الهادئ البليغ ، وبالحس الجميل الشفيف ،وارتباط الشاعرة د. سعاد الصباح هنا بالوطن ارتباطاً عاطفياً لا يمكن تهميشه أبداً .
طالع الحلقة الثالثة :
أيقونة الكلمات في قصائد الشعراء والشاعر وليد القلاف
يتبع لاحقاً ..
نقلاً عن مجلة تراثنا – العدد 93
لاقتناء نسختك
تواصل مع تراثنا