• Post published:الخميس 2 ذو الحجة 1446هـ 29-5-2025م

الحلقة الأولى

سطور من كتاب (الكويت في مجلة العراق)

 

مقهى شعبي في مدينة الكويت القديمة
مقهى شعبي في مدينة الكويت القديمة

 

تراثنا – التحرير :

 

وليد عبدالله الغانم - يرحمه الله
وليد الغانم

 

سلّط مؤرخ الكويت الشيخ عبدالعزيز الرشيد الضوء على ما وصفه ب (أدوار الكويت) الأربعة ، موضحاُ مدى تطورها الاجتماعي والسياسي والتعليمي وبروزها في المنطقة في ظل حكم أمراءها في تلك الفترة .

 

 جاء ذلك كتاب (الكويت في مجلة العراق ..) استخرجها وحققها وقدم لها الباحث الكويتي وليد عبدالله الغانم – يرحمه الله – نقلاً عن مقالة كتبها الرشيد في مقالة  نشرتها مجلة (العراق) بتاريخ  19 شعبان 1339هجري – 29 نيسان 1921م)..

 

وتقتطف تراثنا ما أتى  المؤرخ الرشيد على ذكره في صفحات الكتاب ( من 42-47) ، حيث يقول :

 

مضي للبلدة الكويتية منذ تأسيسها إلى الآن أربعة أدوار ، حصل لها في خلالها كما يحصل لغيرها من البلاد من التطورات والتقلبات، وإني ذاكر تلك الأدوار بكلمات وجيزة ، ومبينها بدورها الحالي الذي نحن فيه الآن .

 

الدور الأول

 

أما دورها الأول ، فمن تأسيسها سنة 1313 ، ففي ذلك الدور لم يحصل لها تقدم يذكر ،ولم تكن لها أهمية ولا اعتبار في عالم السياسية ، بل كانت بلدة صغيرة ، كغيرها من البلاد التي لا يؤبه لها ولا يعتد بها .

 

 

الدور الثاني

 

الشيخ مبارك الصباح
الشيخ مبارك الصباح

 

أما دورها الثاني ، فيبتدئ من سنة 1313 إلى سنة 1313 (1) ، وهو دور الشيخ مبارك الصباح – يرحمه الله – ذلك الرجل السياسي المحنك ، ففيه حصل لها تقدم عظيم وشهرة طارت في الخافقين ، حتى عُرف مركزها أقطاب السياسة ، وطمحت إليها أنظار الدول لأهمية مركزها .

 

ومن جراء ذلك حصل لها من التطورات السياسية ما هو معروف ، وقد تمتعت في ذلك الدور بالأمن ، الذي ضرب فيها أطنابه ، واتسعت تجارتها ، وكثر نفوسها ،وارتادها الناس من جهات عديدة للاتجار والسكنى ، حتى أصبحت من أهم البلاد على شاطئ الخليج (الفارسي) ، وأعظم نقط المواصلات التجارية البرية بين نجد والحجاز .

 

 

طلاب مدرسة المباركية في مدينة الكويت القديمة
طلاب مدرسة المباركية في مدينة الكويت القديمة

 

وإني ليعجبني هنا قول الشيخ الملكي بن عزوز بشأنها في ذلك الدور ،وإنها لم تشتهر إلا بحاكمها في جواب كتاب كنت أرسلت له في الآستانة ، قال رحمه الله : ” الكويت في هذا الزمان تساوي البصرة في الشهرة ، فكل من خاض في السياسة يعرف الأمير مبارك بن الصباح ، ويعرف بلده الكويت ، لأن الكويت اشتهر بها ، وهنا ذكرت قول بعض النسابين ،(لولا سفيان الثوري والربيع بن خيثم ما عرفت قبيلتهما) .

 

ولقد زادت شهرتها عن ذي قبل بتأسيس المدرسة المباركية التي نُسبت إليه ، فعلق الناس آمالهم الكبيرة عليها بسبب ذلك ، وظل أنظار المصلحين شاخصة إليها ، وأفاضت الجرائد في ذلك ، ونشرت المقالات من أشهر الكتّاب في هذا الشأن ، ولكن من المؤسف أنها لم تفز بشيء مما كان الناس يتأملونه ، إذ حصل لها عقبات في سبيل إصلاحها ، من أهمها عدم الرغبة في العلوم من القائمين بمهمتها وجهلهم بمزاياها ومنافعها ، وفقهم الله للإصلاح ،وباعدهم عن الخلال التي هي العثرات في سبيل المنافع العامة .

 

الدور الثالث

 

الشيخ جابر المبارك الصباح - يرحمه الله
الشيخ جابر المبارك 

 

أما دورها الثالث ، فيبدأ من 1334 إلى 1336 هجري ، وهو دور الشيخ جابر نجل الشيخ مبارك الصباح ، فكانت الكويت على هيئتها في الدور الذي قبلها ، إلا أن الكويتيين فيه أحبوا حاكمهم محبة كبرى ، وأسبابها شفقته عليهم ورحمته بهم ، وميله لما ينفعهم ، والسعي وراءه ، بكل ما يستطيع من قول أو فعل وسلامة صدر ، وبشاشة محياه وسخاؤه .

 

أما العلوم والمعارف ، فكان حظها منه من سابقه ، على أنه – رحمه الله – لو وُفق لجلساء عارفين مزايا العلم ، ميالين إليه ، صادقين في أعمالهم ، لوجدوا منه – رحمه الله  – آذاناً صاغية في كل إصلاح ، ولكنه لم يوفق لقوم هذه صفاتهم ، لذلك بقيت الكويت على خمولها وانحطاطها .

 

الدور الرابع 

 

مقالة بعنوان أدور الكويت كتبها المؤرخ عبدالعزيز الرشيد في مجلة العراق في 29 نيسان 1921م
مقالة بعنوان أدور الكويت كتبها المؤرخ عبدالعزيز الرشيد في مجلة العراق في 29 نيسان 1921م

 

الشيخ سالم المبارك الصباح - يرحمه الله
الشيخ سالم المبارك 

أما دورها الرابع ، فيبتدأ من سنة 1336 إلى سنة 1339 هجري ، وهو دور الشيخ سالم المبارك – يرحمه الله – وهو كالأدوار الماضية ، لاسيما بعدم الاعتناء بالعلوم والمعارف ، إلا  أنه يزيد عليها بمشاكله الجسيمة ، التي أذهبت بهجة الكويت ، وكدرت صفوها ، وحيث أنه معلومة لا أرى حاجة إلى بيانها ، فالكويت بذلك  الدور فقد أموراً كانت تتمتع بها من قبل ، من أهمها الأمن والراحة وروجان التجارة ، فهو دور من أعقد الأدوار على الكويتيين ، لم يبلوا بمثله ، ولم يصابوا بما يشاكله .

 

هذه هي أدوراها السالفة قد مضت بخيرها وشرها وعجرها وبجرها ، ولكن ما لنا ولها :

 

ما مضى فات والمؤمل غيب   

                              ولك الساعة التي أنت فيها 

 

يتبع لاحقا : (الحلقة 2 والأخيرة ) .

 

 

هامش 

 

1- هكذا وردت في الأصل ، ولعله يقصد 1333 .

 

 

 

كاتب وكتاب 

أنقر الغلاف للمزيد

 

 

كتاب (الكويت في مجلة العراق) خلال الفترة من 1920-1921م ، لمؤلفه وليد عبدالله الغانم

 

 

نقلاً عن كتاب (الكويت في مجلة العراق) خلال الفترة من 1920-1921م ، لمؤلفه وليد عبدالله الغانم – يرحمه الله -، يقع في 80 صفحة من الحجم الوسط، الطبعة الأولى (1435هجري – 2014م) ، منشورات مركز المخطوطات والتراث والوثائق (الكويت) .

 

هواتف مركز المخطوطات والتراث والوثائق - الكويت

 

 

تواصل مع تراثنا 

 

 

 

اترك تعليقاً