الحلقة الثانية
الشعر والأدب
تراثنا – بقلم السيد عبدالصمد * :
الشعر من ابلغ وسائل التعبير عن حب الوطن والاعتزاز بالمفاخرة به ، فكيف يكون الشعر والمعني إذا كان الوطن هو الكويت درة تاريخ الخليج العربي بجمالها الخلاب وسحرها الجذاب .
الكويت التي لا صوت يعلو فيها فوق صوت السحر والجمال والجاذبية ، الكويت التي جذب جمالها وسحرها العديد من الشعراء العرب ، فذابوا عشقاً في تربتها وحنيناً لأهلها ، وحباً لأرضها ، فعبروا عما يجيش بداخلهم تجاهها وبمشاعرهم الفياضية ،وكلماتهم الرقيقة ، وصورهم المدهشة التي ضمنتها العديد من القصائد .
وأما صوت الكويت الشاعر الكبير عبدالله ومحمد العتيبي (1942 – 15 يناير 1995)، يرحمه الله ، فقد قدم العديد من الملاحم الوطنية في حب الكويت ، التي تسلب العقول من فرط جمالها ، وقد جمع قصائده في الكويت قديمها وجديدها في دوانيين هما : (مزار الحلم) و (أغاني الوطن) .
أهل الكويت
وله قصيده في حب الكويت بعنوان (اهل الكويت) يقول فيها :
نحن أجلنا أغاني العيد للعيد الجديد
حين يأتي أهلنا الغياب من سجد العبيد
حين ينمو شجر الصبر على قبر الشهيد
حين يأتي يا كويت حلمنا العذب السعيد
عندها سوف نغني ونغني
وسنطوي صفحة اليأس
إلى سفر التمني
وقد جاءت هذه القصيدة معبرة عن واقع الكويت في أول أحتفالية بالعيد الوطني وعيد التحرير ، في فبراير من عام 1992 ، بحس العتيبي القومي الوطني ، الذي عرف به بين أقرانه من الشعراء ، فجسد من خلالها الواقع العربي وظروف الحرب على الكويت * كنموذج وطني مهم ، يجسد أفراح الكويت وأحزانه في أوقات ما ، وذلك لارتباط الشعر بواقع الأوطان والشعوب .
ولقد ربط الشاعر بين العيدين ، القديم والجديد للكويت ،وأكد على تأجيله للعيد ، حين يأتي عيدهم الجديد بالغائبين عنهم مشرقاً بحلمهم السعيد ، وقد اتسمت القصيدة بلغتها الشعرية الجزلة ، وبصدقها الفتي وقدرتها الفائقة على التقاط الهم الوطني ومشاركته .
ويعد العتيبي رمزاً للقصيدة الوطنية الكويتية ، فقد كان قيثارة الوطن بأشعاره الوطنية الخالدة خلود الكلمة الشعرية الوطنية التي كانت نبراساً للكويت ، في المحن والأوقات العصيبة ،وسوف يعيش صدى تلك الأشعار في نفوس الكويتيين أبد الدهر .
* الحرب على الكويت : يقصد به احتلال العراق الغاشم للكويت عام 1992م
طالع الحلقة الأولى :
الكويت أيقونة الكلمات في قصائد الشعراء والشاعر عبدالعزيز المخلد
يتبع لاحقاً ..
نقلاً عن مجلة تراثنا – العدد 93
لإقتناء نسختك
تواصل مع تراثنا