انتقاءات من الاعلام العربي
كتاب الكويت في جريدة العراق
الحلقة 4
تراثنا – التحرير :
في الحلقة الرابعة يستكمل الكاتب الكويتي وليد عبدالله الغانم – يرحمه الله – وقائع كتبتها صحيفة (العراق)عن تداعيات هجوم الاخوان بقيادة فيصل الدويش على قرية (الجهرة) وتصدي الكويت له.
وكانت مناوشات حدودية حصلت بين البلدين ، تم على أثرها اتفاق الطرفين على عرض النزاع على الحكومة البريطانية لتبدي حكمها فيه .
وفي الحلقة الرايعة ، تستكمل تراثنا ما وصلت اليه الجهود المبذولة بين اطراف عدة في المنطقة لحل النزاع بين الصباح وابن سعود ، حيث انطلق وفد مكون من شيوخ وكبار الشخصيات بينهم الشيخ أحمد الجابر ولي عهد الكويت للقاء ابن سعود ، وفقا لما نشرته جريدة (العراق) في عددها (276) الصادر في 25 نيسان (نوفمبر) 1921 ، الموافق 15 من شعبان 1339 هجري ، وجاء في المقال التالي :
الصلح بين ابن صباح وابن سعود
توترت العلائق بين الإمام ابن سعود وابن صباح،وأريقت بسبب ذلك دماء غزيرة،وانتهكت حرمات عظيمة ، وبلغت للشدة بينهما منتهاها على أمور لا أهمية لها ولا طائل تحتها ، مما يفطر كبد الحق ويدمي قلب الحقيقة .
لذلك أرتأى حضرة الشيخ خزعل أن توسطه للصلح بينهما هو من أفضل الإعمال ، لا سيما وقد علما رغبة الكل في ذلك ، فانتدب وفد لتلك المهمة ، يرأسه الشيخ أحمد الجابر ولي عهد إمارة الكويت في وقت سفره ،والأمير الحالي وابنه الشيخ كاسب ،وبمعيتهما عبداللطيف باشا المنديل وزير التجارة في العراق.
ساروا من الكويت في يوم 29 من جمادي الأولى 1339 هجري ، على اليخت الخزعلي ، قاصدين البحرين ،فأنزلوا ضيوفاً كراماً عند الشيخ عيسى علي آل خليفة ، فقابلهم بما يليق بهم من الحفاوة والإكرام ، مما شكروه عليه ،ثم ساروا منها إلى العقير، ومنها إلى الأحساء ، حيث قابلهم الأمير عبدالله بن جلوي بما يليق بهم ، وبعد أن أقاموا مدة وجيزة فيها الاستراحة من وعثاء السفر ، ساروا قاصدين الإمام عبدالعزيز السعود ، فمروا في أثناء المسير على حفر العج ، فقابلهم الأمير فيصل بن الإمام ابن سعود ، ثم ساروا إلى أفقي روضة التنهات ، حيث ضرب الإمام فيه خيامه ، فقابلهم هناك مقابلة حسنة ، وأكرمهم إكراماً تاماً ، وفرح بقدومهم فرحاً عظيماً .
وبعد تبادلهم عبارات الإخاء والمودة ، وخوضهم في الحرب وأسبابها ، شرعوا فيما جاؤوا إليه ، وتناولوا المسائل اللازمة ، فكتب الإمام بذلك كله كتاباً إلى الشيخ سالم ،ولما أتم الوفد مهمته وعزم على القفول ، بلغهم هناك وفاة الشيخ سالم ، فقال الإمام للشيخ أحمد ، أما الآن حيث كان الأمر بيني وبينك ، فاعلم أنه ليس بيننا شيء ، وأني لك سيف مسلول اضرب بي من شئت من أعدائك ، وحدودك من الكويت إلى الرياض (عاصمة ابن سعود) وأل الصباح ، وآل السعود شيء واحد ، وأي قبيلة من قبائل العرب الذين هم تحت أمري وتمد يدك عليهم ، فأنت أولى بهم مني ، وإذا عليك أو على من ينتمي إليك اعتداء من الخارج ، فإن كان أمر المعتدي راجعاً إلي فالأمر مفوض إليك فيه ، وإن كان غير ذلك فأنا طوع أمرك ،وأي شيء تريده ،فهو تحت إشارتك وإني اعطيك على ذلك كله عهد الله وميثاقه .
عودة أسواق الكويت ونجد
ثم نادي المنادي بين الأخوان وفي هجرهم إن الصلح قد تم بين الأميرين ، سوق الكويت والأحساء ونجد واحد ، ومن أراد السفر إلى الكويت فليس له معارض ، وإياكم والتعدي على أحد من الناس ، ممن ينتمي إلى ابن صباح ، ومن صدر منه شيء من ذلك فأبن صباح يأخذ الحق منه في ذلك وأنا ورائه .
ونادي المنادي في النجدين بتمام الصلح ، والإذن لهم بمواصلة الكويت ، فتم الصلح على ذلك ،ورجع الوفد شاكراً للأمام ،وحاملاً معه تلك البشارة العظيمة التي هي السبب في حق الدماء بين المسلمين ،وانطلقت الإلسن بشكر من كان الأصل في ذلك ، وطفق الناس يتفائلون خيراً بحاكمهم الجديد ، الذي تم الصلح بين الفريقين وهو من العوامل القوية فيه ..
يتبع لاحقاً ..
انتقاءات من ص : (37 -39 ) .
طالع الحلقة الثالثة :
الشيخ خزعل يسعي بالصلح بين ابن صباح وابن سعود عام 1921
كاتب وكتاب
نقلاً عن كتاب (الكويت في مجلة العراق) خلال الفترة من 1920-1921م ، لمؤلفه وليد عبدالله الغانم ، يقع في 80 صفحة من الحجم الوسط، الطبعة الأولى (1435هجري – 2014م) ، منشورات مركز المخطوطات والتراث والوثائق (الكويت) .
تواصل مع تراثنا