انتقاءات من الاعلام العربي
كتاب الكويت في جريدة العراق
الحلقة الخامسة والأخيرة

تراثنا – التحرير :

في الحلقة الخامسة والأخيرة يستكمل الكاتب الكويتي وليد عبدالله الغانم – يرحمه الله – وقائع كتبتها صحيفة (العراق) عن الصلح الذي تم بين أمير الكويت والإمام سعود بن محمد .
يشار إلى أن جهود كبيرة قد بذلها حكام وقادة وكبار الشخصيات لرأب الصدع بين الطرفين الكويتي والسعودي في أعقاب توتر العلاقات أثر هجوم الأخوان على قرية الجهراء الكويتية وما حصل من مناوشات حدودية بين البلدين.
وفي ختام سلسلة الحلقات، ترصد تراثنا مظاهر الفرح والسرور التي عمت أهل الكويت والنجديين والقبائل البدوية نتيجة للصلح بين الأميرين ، الذي تكلل باستقبال حافل كبير من الكويتيين لحاكمهم عند عودته للبلاد على متن مركب الشيخ خزعل ،
وفقا لما نشرته جريدة (العراق) في عددها (276) الصادر في 25 نيسان (نوفمبر) 1921 ، الموافق 15 من شعبان 1339 هجري ، وجاء في المقال التالي :
استقبال حافل لحاكم الكويت

..وفي ذلك اليوم ، جاءنا البشير المخير بتمام الصلح بين الأميرين على ما يرام ، فبقى الناس بعد ذلك منتظرين قدوم حاكمهم المحبوب بشدة وتلهف كبير ، يترقبون أخباره مساء صباح ، وعندما علموا بوصول المركب الذي يقله اسرعوا إلى الميناء لمقابلته من أمراء وعلماء وتجار ،والكل مسرور بذلك .
وقد قابله في المركب قبل نزوله معتمد الحكومة البريطانية ، والشيخ خزعل وعمه والشيخ جابر الصباح وبقية العائلة ، ثم بعد ذلك نزل حفظه الله بمعية المعتمد والشيخ خزعل وعمه الشيخ جابر .
أما نبأ الصلح لدى النجديين والكويتيين وأهل البادية ، فقد وقع منهم موقعاً حسناً ،واستبشروا به استبشاراً عظيماً ، وعدوا ذلك نعمة من أعظم النعم التي منحوها .

لذلك تهافت العربان على الكويت ، تهافت الفراش على السراج ، وتوافدوا عليها من كل صوب وحدب ، على اختلاف طبقاتهم ،والكل له حاجة فيها .
فترى القوم منهم القادم إليها بأبله وغنمه وغيرهما لبيعه ، والقافل منها متزوداً بما يحتاجة من طعام وتمر وغيرها من الحوائج الضرورية المعيشية ،وقد اكتظت الأسواق بهم ، وكثرت حركة البيع والشراء بسببهم ، والكل مسرور بذلك ، يبدي الحمد والثناء لله على تلك النعمة .
أما العلاقة بين أميرنا وابن سعود ، فهي من أوثق العرى وأمتنها حتى قبل الصلح ، وسبب ذلك أن الإمام في مجيئه الأخير إلى الكويت في الوقت الذي كان حاكمها الشيخ جابر – رحمه الله – (والد حاكمها الحالي) ، علم من حال الشيخ سالم أن الأمر إذا أفضى إليه أنه سيحدث انقلاب كبير بينهما ، تضعف بع الأخوة والصداقة ، فأسر هذا الأمر لحضرة الشيخ أحمد وتعاهد هو وأياه على حسن المودة والأخاء ، وسعي كل منهما في ذلك الوقت ، والروابط بمقدار ما تضعف من جانب الشيخ سالم ، تقوى من جانب الشيخ أحمد ، إلى أن وقع ما هو معروف لدى العموم .
جمع الكلمة
والآن وقد وقع الصلح ، وزالت الضغائن ، وزادت قوة الروابط الودية بين الإمارتين عن ذي قبل ، وفق الله أمراء العرب إلى ترك الضغائن والأحقاد بينهم ، والنظر في شئونهم ومصالحهم الحاضرة والمستقبلية ، فإنهم في وقت محتاجون فيه إلى جمع الكلمة ، ولم الشعث ، والدين الإسلامي بأمرهم بذلك .
فإليكم يا أمراء العرب الكرام ، ويا مطايا الآمال في ترك الاختلاف والشقاق فيما بينكم ، فإن اختلافكم هو السم الناقع والخطب الواسع ، في إزالة سطوتكم واضمحلال قوتكم ، بل هو الداء الذي لا يتجمع فيه دواء ، ولا يفيد فيه طب داء ، لا كالأدواء داء يذهب بجميع القوات الحسية ..
وإن الرجاء بكم عظيم والأمل بكم كبير ما دمتم ساعين إلى الاتحاد والا تفاق ، فالآمال بكم خائبة والرجاء بكم ضئيل ،وستعلمون ما أقول لكم، وافوض أمري إلى الله ، والله بصير بالعباد .

إليكم يا ملوك العرب نصحي
ونصحي بالتفكر في المصير
وسعي للتآلف والتآخي
ونبذ للتدابر والنفور
فما مثل التدابر من بوار
وما مثل التآزر من مجير
فهبوا أيها القوم هبوا
لانقاذ البلاد من الدثور
الكويت : عبدالعزيز الرشيد
طالع الحلقة الرابعة :
الصلح بين ابن صباح وابن سعود وعودة التجارة بين نجد والكويت
كاتب وكتاب
نقلاً عن كتاب (الكويت في مجلة العراق) خلال الفترة من 1920-1921م ، لمؤلفه وليد عبدالله الغانم ، يقع في 80 صفحة من الحجم الوسط، الطبعة الأولى (1435هجري – 2014م) ، منشورات مركز المخطوطات والتراث والوثائق (الكويت) .
تواصل مع تراثنا