• Post published:08/04/2025

الحلقة الثانية 

فن التجليد والتذهيب

 

تذهيب المصاحف وتجليدها
تذهيب المصاحف وتجليدها

 

تراثنا – عرفه عبده علي* :

 

في الحلقة الثانية ، يستأنف الباحث عزفة عبده علي جولته ضمن فعاليات افتتاح معرض دار الكتب الوطنية الفرنسية تحت عنوان ” فن الكتاب العربي” مبرزا فنون التذهيب والتجليد للمصاحف والمخطوطات النادرة .

 

 

الباحث عرفة عبده علي
عرفة عبده علي

 

تجدر الإشارة أن  فعاليات المعرض افتتحت في الأسبوع الثاني من شهر أكتوبر عام 2001 م في باريس ،  حيث أقيمت بدار الكتب الوطنية الفرنسية ضمن مقرها القديم بوسط باريس .

 

ويستطرد الباحث عرفة عبده علي في تسليط الضوء على قاعاته المعرض ومحتوياته بالقول :

 

 

فنون تجليد الكتاب باليد "اليوم السابع "
فنون تجليد الكتاب باليد “اليوم السابع “

وقبل أن يأخذ المسار زائر المعرض إلى قاعة الكنز ، يمر بقاعة رائعة الحسن ، تعرض فنون تذهيب الكتب وزخرفتها ، في نماذج من المشرق والمغرب والأندلس ،عرضت بعض المصاحف وكتاب “الصحيح للبخاري” و “دلائل الخيرات ” و ” البردة” للبوصيري، وكلها تشهد على ذوق رفيع ،وتقاليد كلاسيكية رسخت حرية إبداع الفنان .

 

وازدانت واجهات العرض الزجاجية باثنتين وعشرين من أشهر المخطوطات العربية المصورة ، منها مخطوطة يحيى بن محمود الواسطي لمقامات الحريري ، ومخطوطة كليلة ودمنة الأيوبية والأخرى المملوكية ، و ” كتاب الترياق ” واطلس الشريف الادريسي ،و”صور الكتاب الثابتة ” لعبد الرحمن الصوفي ، و” كتاب الفلك ” لأبن معشر البلخي ، و “المخزون جامع الفنون ” لابن خزام ، و “حديث بياض ورياض ” ، وكتاب “البيطرة” ، كتاب ديسقوريدس ” علاج الأمراض ” وصفحات رائعة من المخطوطة المصورة لكتاب “الحيوان” للجاحظ .

 

عقب اختتام الجولة في قاعة المخطوطات المصورة ، ينتقل الزائر إلى قاعة تجليد الكتب ، التي ضمت 24 قطعة من تحف التجليد العربي ، يعود أقدمها إلى القرن الثاني عشر ميلادي (من مصر) ، حيث نرى تنوعاً ثرياً ، يبرز الملامح الخاصة لكل بلد ولكل عصر ، من حيث المواد المستخدمة والتصميمات والصبغات والنقوش المطبوعة بالمعدن الساخن ، اللونين الذهبي والفضي ، وتلك النقوش المضغوطة على الجلد في غير ألوان .

 

وتسطع الفنون والصنائع المختلفة في تنوع ثري ، من سورية والعراق والمغرب وبعض سواحل غرب أفريقية ،وتنفرد مصر بحصة الأسد من بدائع التجليد في هذه القاعة ، التي ميزت قسماً صغيراً للتجليد العثماني ، عرضت فيه سبع مجلدات تركية قديمة .

 

كما تجدر الإشارة إلى معرض ” فن التجليد الإسلامي ” “الذي أقامة أحد أشهر متاحف الفنون الإسلامية في العالم ، متحف الفن الإسلامي بماليزية ،ومن أبرز معالم كوالامبور ، من 8 مايو إلى 31 ديسمبر 2017 ،وحظي بإهتمام رائع من الزوار والعلماء والباحثين والاعلام الأوروبي .

فن التذهيب

 

صناعة تذهيب الكتب "اليوم السابع "
صناعة تذهيب وتجليد الكتب

 

حظبت فنون تذهيب الكتب باهتمام المسلمين عبر توالي العصور ،وازدهرت جميعها نتيجة لتشجيع العلماء والخلفاء والملوك لحركة تصنيف الكتب وترجمتها ، ونمو حركة انشاء المكتبات ، سواء في القصور أم تلك الملحقة بالمنشآت الدينية والتعليمية.

 

بالإضافة إلى عناية كل مسلم بإقتناء نسخة أو أكثر من المصحف الشريف تحظى بعناية خاصة من الخطاطين والمذهبين والمجلدين .. وفضلاً عن ازدهار ” الخط ” باعتباره الفن الأول للكتاب ، فقد ازدهرت فنون أخرى ، ارتبطت بإخراج الكتاب في أبهى صورة على رأسها ” فن التذهيب ” .

 

والتذهيب .. هو فن تزيين المخطوطات ،والكتب بالرسوم المزينة والمعدنية والأشكال الزخرفية ..ويعد من أهم الفنون التي ازدهرت في ظل الحضارة الإسلامية ، بضاف إليه فن تغليف أو ” تجليد ” الكتاب ، وهو فن يحتاج إلى ذوق ومهارة رفيعة .

 

 

طالع الحلقة الأولى :

 

فن صناعة تذهيب وتجليد الكتاب الإسلامي

 

* كاتب ومؤرخ مصري

 

يتبع لاحقا ..

 

 

نقلا عن مجلة تراثنا – العدد 93

 

أنقر للمطالعة

 

 

غلاف مجلة تراثنا - العدد 93 -رمضان 1446 هجري - مارس 2025م

 

 

 

تواصل مع تراثنا

 

 

اترك تعليقاً