الحلقة الثالثة
الشعر والأدب

تراثنا – بقلم السيد عبدالصمد * :
الشعر من ابلغ وسائل التعبير عن حب الوطن والاعتزاز بالمفاخرة به ، فكيف يكون الشعر والمعني إذا كان الوطن هو الكويت درة تاريخ الخليج العربي بجمالها الخلاب وسحرها الجذاب .

الكويت التي لا صوت يعلو فيها فوق صوت السحر والجمال والجاذبية ، الكويت التي جذب جمالها وسحرها العديد من الشعراء العرب ، فذابوا عشقاً في تربتها وحنيناً لأهلها ، وحباً لأرضها ، فعبروا عما يجيش بداخلهم تجاهها وبمشاعرهم الفياضية ،وكلماتهم الرقيقة ، وصورهم المدهشة التي ضمنتها العديد من القصائد .
وأما الشاعر الجميل (وليد القلاف)، فقد كتب قصيدتين للكويت ، وهما كويت الجمال ولوحة الجمال ، وكانت كلماته اختصاراً لأسمى مراحل الهيام والعشق للكويت ، فتراه يقول في قصيدته (كويت الجمال) :
كويت الجمال

فيا ليت من أرض تسامت ملاحم
وسارت بمعناك الجميل الركائب
وخاطبك البدر المنير محبة
وما كنت إلا حيث كان المخاطب
ومن حولك الآمال ترسم هالة
بها اتضحت للشاربين المشارب
.. يثم يواصل مع رؤاه الشعرية المضاءة بمشاعل الوطن المحفوفة بالحب من كل اتجاهاته فيقول :
سلمت لنا أرضك .. بها العشق منزل
وهل فيه إلا عاشقيك أقارب
ولا شيء أحلى من توافقنا الذي
أشار ت إليه بالبنان المذاهب
وتجمعنا فيك المواهبة التي
توافق موهوب عليها وواهب
وفيها نجد انفعاله الواضح بحب الكويت ،وبمدحه بأرض تسامت فيها الملاحم ، واصفاً أرضه بأنه العشق المنزل ، كما نرى أن الشاعر هنا في أفضل أحواله المعنوية والنفسية ، ونلمح استخدامه الجيد لضمير المخاطب ، متخيلاً الوطن ،وكأنه أمامه يخاطبه ويسامره بقصيدته الملتهبة بالعواطف المتوقد والمتأججة بحب الوطن .
كما نلمح مشاعره المصحوبة بصور ذاتية ، بمعنى أن يتغني بمشاعره الوطنية في شكل مناجاة ، أومخاطبة ذاتية حميمية للكويت .
كما يرى الافصاح عن العواطف الوطنية والهتاف باسم الوطن غير كاف ، بل لا بد من العمل الدؤوب لخدمة الوطن وإعلاء شأنه ، فكانت آماله ترسم الهالات لتتضح مشاربها للشاربين .
طالع الحلقة الثانية :
أيقونة الكلمات في قصائد الشعراء والشاعر عبدالله العتيبي
يتبع لاحقاً ..
نقلاً عن مجلة تراثنا – العدد 93
لإقتناء نسختك
تواصل مع تراثنا