تساؤلات تطرحها تراثنا
سرقات واعتداءات على الحريات والإعراض وفساد مستشري
كتب – د . محمد بن إبراهيم الشيباني (*) :
بين ليلة وضحاها ، وبعد نحو 32 عاماً ، مرت كحلم يقظة ، طافت بنا كارثة غزو العراق، حيث أمست الكويت ، تلك البقعة الصغيرة، قلب الحدث الأكبر ، الذي أشغل العالم بأسره من أقصاه إلى أقصاه.
ودعنا منذ 32 عاما ، وكأنها بالأمس قوافل ممن قضوا نحبهم من أخواننا بحسرة ولوعة ودموع وغصة ..قوافل سارت من المكلومين – الشهداء بإذن الله -عملت لخير الناس ، ولعز الأحياء ، ولحفظ الأرض والعرض والمال .
د .الشيباني :
-
شباب الكويت سطروا بدمهم روائع القصص وعجائب البطولات التي لا نراها إلا في الروايات وسير الأولين.
-
هل رعى الأحياء بلدهم الكويت التي أودعها الشهداء عندهم وحافظوا عليها من الزوال بالافساد والإجرام ؟
قوافل شبابية سطرت بدمها روائع القصص وعجائب الأعمال التي لا تراها في إلا في الروايات وسير الأولين .
لقد اصطفت تلك الأجسام الطيبة في القبور الجماعية ، سنة الأسلام في الضائقة – متجاورة في اللحود ، وكانت متصاحبة في الجهاد والمقاومة على الأرض ، ذهبت إلى ما نوت – طلب الجنة – وبقى لنا منها الذكرى التي نستمد منها العبر .
فهل وَفَّى الأحياء من أهل هذا البلد لهم الوفاء ، وقاموا لبلدهم كما قاموا هم لها بالدماء والدموع والعذاب ، لقد دافعوا عنها في وقت عسرتها ، فهل رعاها الأحياء في وقت رخائهم ، وهم يتقلبون اليوم بنعيم الأمن والأمان ، والمطاعم والمشارب ، بعد أن كان إخوانهم الذي قضوا نحبهم في شدة ويأس ورعب وقلق ؟
إيها الأخوان ، الله الله في بلدكم ، حافظوا عليها ، كما حافظ عليها أبطالنا بدمائهم وارواحهم ، ، فالذي يحصل عليها اليوم من سرقة على جميع الأصعدة والأمكنة ، والجرائم التي ينتهك فيها عرض الصغير والكبير .
والإعتداء الذي يحصل من احداث على حرمات الناس في كل مكان ، والمخدرات التي انتشرت بشكل لم يسبق له مثيل ، كما بينتها إحصائيات وزارة الداخلية .
والتجاوزات في الوظائف ، واخذ حقوق الآخرين بغير حق ، وأكل اموال الناس بالباطل ، كما يحصل في الجمعيات التعاونية وغيرها ،تدل دلالة واضحة أن هذا الدمار والخراب إن استمر على ما هو عليه وازداد ، فعلى البلاد السلام ، ولتعلمن نبأه بعد حين، ويقول تعالى : وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (179) – البقرة .
بعد كل هذه المشاهد المؤلمة ،نأمل الا تكون ذهبت دماء وتضحيات ابناءنا لعودة الوطن لأهله سدى .
(*) رئيس مركز المخطوطات والتراث والوثائق ورئيس مجلة تراثنا .