• Post published:11/02/2021

الحلقة ( العاشرة )

خلفاء بني العباس

تراثنا – التحرير :
في الحلقة العاشرة ، تستأنف تراثنا نشر متفرقات منتفاة من كتاب ( الفخري في الآداب السلطانية والدول الإسلامية ) لمؤلفه : محمد بن علي بن طباطبا (1260 – 1309 هجرية )، مقدماً نصائحه ومشورته لما يُعين الملوك والسلاطين في شأن سياسة الراعي والرعية.

  • كان الخلفاء الراشدين يلبس احدهم الثوب الغليط وفي رجله نعلان من ليف ويمشي في الأسوق كبقية الرعية.

  • اتهم رجل الخليفة عمر بالاستئثار ببردة زيادة عن البقية فشهد عبدالله بن عمر بأنه ناول أباه ثوبه ليتم به تفصيل بردته!

بعد أن فصَّل المؤلف في الحلقة السابقة حقوق الملك على رعيته وحقوقهم عليه ، اظهر  في معرض حديثه ما ابداه المغول من طاعة لحكامهم وتفان ، وذكر الدولة الكسروية وتجرأ  النعمان بن المنذر نائب كسرى وملك الحيرة على العرب على عصيانه ،وياتي هنا على ذكر الوضع في الخلافة الإسلامية .

الدولة الإسلامية
وأما الدول الإسلامية ، فلا نسبة لها إلى هذه الدولة حتى تُذكر معها ، فأما خلافة الأربعة الأول ، وهم أبوبكر الصديق وعمر بن الخطاب وعثمان بن عفان ، رضي الله عنهم ، وعلي بن أبي طالب عليه السلام ، فإنها كانت أشبه بالرتب الدينية من الرتب الدنيوية في جميع الأشياء .

كان أحدهم يلبس الثوب من الكرباس الغليظ ، وفي رجله نعلان من ليف ، وحمائل سيفه ليف ، ويمشي في الأسواق كبعض الرعية ، وإذا كلم أدنى الرعية أسمعه أغلظ من كلامه .

عمر بن الخطاب 

وكانوا يعدّون هذا من الدين الذي بُعث به النبي ، صلوات الله عليه وسلامه ، قيل : إن عمر بن الخطاب جاءته برودٌ من اليمن ، ففرقها على المسلمين ، فكان نصيب كل رجل من المسلمين بُردا واحداً ، وكان نصيب عمر كنصيب واحد من المسلمين .

قيل ..ففصّله عمر ثم لبسه ، وصعد المنبر ، فأمر الناس بالجهاد ، فقام إليه رجل من المسلمين، وقال : لا سمعاً وطاعة ، قال : لم ذلك ؟ قال : لأنك استأثرت علينا ، قال عمر : بأي شيء استأثرت ؟ قال : إن الأبراد اليمنية لما فرقتها حصل لكل واحد من المسلمين بُرد منها ، وكذلك حصل لك ، والبردُ الواحد لا يكفيك ثوباً ، ونراك قد فصلتّه قميصاً تاماً ، وانت رجل طويل ، فلو لم تكن قد أخذت اكثر منه ، لما جاءك منه قميص !

فالتفت عمر إلى عبدالله ، وقال : يا عبدالله أجبه عن كلامه ، فقام عبدالله بن عمر وقال : إن أمير المؤمنين عمر لما أراد تفصيل بُرده لم يكفه ، فناولته من برُدي ما تممه به ، ففال الرجل : أما الآن فالسمع والطاعة .
وهذه السّيَر ليست من طرْز ملوك الدنيا ، وهي بالنبوات والأمور الأخروية أشبه .

يتبع لاحقا ..

طالع الحلقة السابقة ( التاسعة ) : حقوق الملك على رعيته وحقهم عليه

تواصل معنا 

اترك تعليقاً