• Post published:26/11/2020

الحلقة ( 10)

حكايات من الشرق والغرب

دولة المماليك وسلاطينها
دولة المماليك وسلاطينها

 

تراثنا – التحرير :

 

قال الشيخاني : ” في يقيني أن لا شيء يحل محل النادرة اللطيفة ، فهي تقرب منا أولئك الذين يجعل البعد منهم أناساً عظاماً ، أو أناساً مشوهين ، انها في الواقع ، الرسوم التي تزين مجلداً ضخما .” التاريخ الصغير ” لمؤلفه سمير شيخاني( الحلقة 10 ) .

 

  • هلك الملك الأثيوبي منليك بالتهامه طبعة كاملة من ” كتاب الملوك ” المقدس الضخم ظنا فيه الشفاء من مرضه .

  • اقتلع المصريون عيناً واحدة تهرباً من الخدمة في العسكرية القاسية ، فأنشأ علي باشا الكبير كتيبتين خاصتين لتجنيد العوران !

  • فر أمين بك ، الناج الوحيد من مذبحة ( المأدبة الدموية ) قُتل فيها فرسان المماليك بالفقز بحصانه من أعلى القلعة إلى الهاوية !

 

المعالجة بالتهاب الكتب 

 

التوراة كتاب اليهود المقدس
التوراة كتاب اليهود المقدس

كان الملك منليك الاثيوبي (1844-1913 م ) من المؤمنين بالخصائص الشافية التي تتمتع بها الصفحة المطبوعة ، فكان يلتهم باستمرار صفحة أو صفحتين من الكتاب المقدس ، عندما يكون مريضاً ، أو عندما يكون محزوناً منقبض الصدر والنفس .

 

وقد توفي نتيجة لأكله ” كتاب الملوك ” من الكتاب المقدس ، في طبعة مصرية ضخمة ، فإما أن هذا الملك غالى في تقديره قدرته على امتصاص المادة المطبوعة ، أو أنه اخطأ في تقديره طول ” كتاب الملوك ” في التوراة !

 

بيع العالم الروماني بالمزاد العلني

 

بعد موت الامبراطور يوبليوس هلفيوس برتيناكس ( دام ملكه 87 يوماً فقط ) وضع الحرس الامبراطوري  العالم الشهير الروماني في البيع بالمزاد العلني .

 

وتقدم الشارون وأخذدوا يتزايدون في الاثمان ، حتى رسا البيع على أحد التجار الرومان ، وأسمه ديديوس سالفيوس جوليانوس ماركوس ،وقد دفع مبلغاً ضخماً من المال تعادل قيمته خمسة ملايين دولار ذهباً ,وتسلم ماركوس هذه السلعة التي اشتراها في 28 آذار من العام 193 للميلاد بعد أن أقسم أعضاء مجلس الأعيان في روما يمين الإخلاص له .

 

وعرفت الكتائب الرومانية التي كانت مرابطة في إنكلترا وقتئذ بالخبر ، فساءها ذلك جداً ، وسرعان ما هبت بقيادة القائد سبتموس سيفيروس لإزالة هذه اللطخة ، فقفلت عائدة إلى رومة ، حيث القتلإت القبص على ديديوس ماركوس ، صاحب الإمبراطورية الرومانية ، وأنزلته عن عرشه ، وقطعت رأسه في الثاني من حزيران 183 م، وقد أعلن سبتيموس سيفيروس نفسه امبراطوراً على رومة .

 

جيش بعين واحدة

 

كانت الجندية من القسوة والخشونة سنة 1840 م ، بحيث أن الكثيرين من المصريين المطلوبين للخدمة العسكرية ( القرعة ) كانوا يقتلعون عيناً من عيونهم ليصبحوا عوراناً ، فيتخلصون من الخدمة .

 

ولكن حاكم مصر آنذاك ، محمد على الكبير ، أنشأ كتيبتين من المشاة ، تتألفان فقط من العوران ، ظلتا موجودتين أكثر من خمسين سنة !

 

الوالي محمد علي باشا
الوالي محمد علي باشا

 

المملوك الشارد

 

منظر القلعة في السهل المصري بالقرب من نهر النيل ، لا يقل روعة من منظر الأهرام وأبي الهول ، ومن أسوار القلعة القديمة الشهيرة تم أروع فرار في التاريخ .

 

أنه فرار أحد المماليك ، أمين بك ، إثر “المأدبة الدموية ” المشهورة ، ونجاته بالقفز من فوق السور إلى الماء من علو مئات الأقدام ، فما هي القصة ؟

 

كان المماليك فرقة من الفرسان من النخبة سيطرت على الحكومة المصرية منذ القرن الثالث عشر ، فكانوا يصنعون الحكام ويقيلونهم ، وكانوا غير مطيعين وغير مخلصين .

 

 

وفي 1881 م ، قرر محمد على باشا ، نائب الملك في مصر – أيام الأتراك العثمانيين – التخلص من المماليك إلى الأبد ، فدعاهم يوم الأول من آذار من تلك السنة إلى مأدبة عامرة ، تقام على شرف ابنه طوسون لمناسبة تكريمه

 

كتاب التاريخ الصغير
كتاب التاريخ الصغير

بقفطان الشرق ، ووقع الأربعمائة والسبعون من المماليك الممتازين المشهورين في الفخ .

 

وأقيمت “المأدبة الدموية ” في القلعة ، فوصل المماليك في موكب فخم وأبهة مشرقية ، يتبعهم عدد كبير من رجال الحاشية ، يرتدون افخر الملابس ويمتطون الجياد العربية الأصيلة .

 

واستقبلهم محمد علي بكر احترام واكرام ، وعلى أثر المأدبة ، شكل المماليك موكباً مهرجانياً مرحاً يسبقه جنود محمد علي ، الذي كان قد وزع أفضل الرماة المصريين على الأجزاء الناتئة من الحصون داخل القلعة ، وعلى الأبراج فيها – وكلها تشرف على الممر الضيق الذي يسلكه الموكب في طريقه إلى البوابة ، وعند إشارة معينة ، أُقفلت البوابة على حين غرة ، وفتح رماة محمد علي النار على مدعويه .

 

وكانت المجزرة شاملة تماماً ، مملوك واحد وحسب ، هو أمين بك ، نجا بحياته من المصير الفظيع الذي آل إليه رفاقه بالمئات ، فقد كان فارساً شجاعاً لا يهاب الموت ، همز جواده ، وقفز من فوق السور العالي إلى الهاوية ،على عمق مئة قدم .

 

وفي هذه القفزة البطولية التي لا تُصدق قُتل الحصان ، أما المملوك الشارد أمين بك فلم يصب بأي أذى ، وفر سالماً إلى طرابلس الغرب ، حيث عاش أربعين سنة في المنفى .

 

مسك الختام

 

قالت السيدة عائشة رضي الله عنها: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” إذا أكل أحدكم طعاماً فليقل بسم الله فإن نسي في أوله فليقل : بسم الله في أوله وأخره “ .

 

صحيح – رواه الترمذي

الأذكار / د. الشيباني

 

إقرأ

حلقات ودراسات وبحوث التقارير التاريخية المنشورة في تراثنا

 

تواصل معنا 

 

 

طالع الحلقة السابقة ( التاسعة ) : حكاية الأمبراطورة آكلة لحم البشر !

 

اترك تعليقاً