• Post published:22/10/2020

 الحلقة السادسة 

في إدارة سياسة المُلك والعامة ، والتعامل مع الممالك الأخرى

 

الشورى والمشاورة في الأمر
الشورى والمشاورة في الأمر

 

تراثنا – التحرير :

 

في الحلقة السادسة ، تواصل تراثنا نشر مقتطفات متفرقة منتقاة من كتاب ( الفخري في الآداب السلطانية والدول الإسلامية ) لمؤلفه : محمد بن علي بن طباطبا (1260 – 1309 هجرية )، مقدماً نصائحه ومشورته لما يُعين الملوك والسلاطين على تثبيت ملكهم ، وإدارة سياسة أمور العامة بحكمة ، والتعامل مع الممالك الأخرى.

 

 

  • نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم على مشورة صحابي في بدر عملاً بقوله تعالى ( وشاورهم في الأمر ) .

  • أختلف المتكلمون في مشاورة الرسول عليه الصلاة والسلام أصحابه رغم تسديده الإلهي إلى أربعة وجوه .

  • صاحب كليلة ودمنة: يزداد المستشير برأي المُشير راياً كما تزداد النار بالدهن ضوءاً ، ولوكان أكمل عقلاً منه .

 

 

وأمرهم شورى بينهم
وأمرهم شورى بينهم

يواصل المؤلف بن طباطبا في تفصيل خصال المُلك التي ينبغي ان يتحلى بها أصحاب السلطان والسطوة ، والتحذير من خلافها، ومنها العمل بمبدأ المشاورة وعدم الاستبداد.

 

المشاورة والاستبداد بالرأي

 

قال الله تعالي : ( وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ) ، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يشاور أصحابه دائما .

 

لما كانت وقعة بدر خرج ، صلى الله عليه وسلم ، من المدينة في جماعة من المسلمين ، فلما وصلوا بدراً نزلوا على غير ماء ، فقام إليه رجلٌ من أصحابه وقال : يا رسول اله ، نزولك هاهنا شيء أمرك الله به ، أو هو من عند نفسك ؟ قال : بل هو من عند نفسي ، قال : يا رسول الله إن الصواب أن ترحل وتنزل على الماء ، فيكون الماء عندنا ، فلا نخاف العطش ، وإذا جاء المشركون لا يجدون ماء ، فيكون ذلك مُعيناً لنا عليهم ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : صدقت ، ثم أمر بالرحيل ،ونزل على الماء .

 

واختلف المتكلمون في كون الله تعالى أمر رسوله عليه الصلاة والسلام بالاستشارة مع أنه أيده ووفقه .

 

أربعة وجوه

 

وفي ذلك أربعة وجوه : أحدهما أنه ، عليه الصلاة والسلام ، أُمِر بمشاورة الصحابة استمالة لقلوبهم ،و تطييبا لنفوسهم ، الثاني أنه أمر بمشاورتهم في الحرب ليستقر له الرأي الصحيح ، فيعمل عليه ، والثالث ، أمر بمشاورتهم لما فيه من النفع والمصلحة ، الرابع أنه إنما أُمر بمشاورتهم ليقتدي به الناس ،وهذا عندي أحسن الوجوه واصلحها .

 

نور على نور

 

قال : الخطأ في المشورة أصلح من الصواب من الانفراد والاستبداد ، وقال صاحب كليلة ودمنة : فإن المستشير وإن كان أفضل من المستشار ،وأكمل عقلاً وأصلح رأياً ،قد يزداد برأي المُشير راياً كما تزداد النار بالدهن ضوءاً ونوراً ، قال الشاعر :

 

إذا أعوز الرأي المشورة فاستشر

                       برأي نصيحٍ أو مشورةِ حازِمِ

 

 

يتبع لاحقا : الناس على دين ملوكهم

 

 

طالع الحلقة السابقة ( الخامسة ) : مشاورة الملوك خواص العقلاء

 

 

مسك الختام

 

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” يُوشك الناس يتساءلون حتى يقول قائلهم : هذا الله خلق الخلق ، فمن خلق الله ؟ فإذا قالوا ذلك : فقولوا (قُلْ هُوَ اللَّـهُ أَحَدٌ . اللَّـهُ الصَّمَدُ . لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ . وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ ) ثم ليتفل عن يساره ثلاثاً وليستعذ بالله من الشيطان .

 

صحيح -رواه ابن السني

الأذكار / د. الشيباني

 

تواصل مع تراثنا 

 

اترك تعليقاً