• Post published:12/10/2020

الحلقة الخامسة

ينبغي أن يكون الملك كالأرض في كتمان سره وصبره ، وكالنار على أهل الفساد 

من خصال سياسة السلاطين حفظ الأمن ومنع التظالم بين الناس
من خصال سياسة السلاطين حفظ الأمن ومنع التظالم بين الناس

تراثنا – التحرير :

في الحلقة الخامسة ، تواصل تراثنا نشر مقتطفات متفرقة منتقاة من كتاب ( الفخري في الآداب السلطانية والدول الإسلامية ) لمؤلفه : محمد بن علي بن طباطبا (1260 – 1309 هجرية )، مقدماً نصائحه ومشورته لما يُعين الملوك والسلاطين على تثبيت ملكهم ، وإدارة سياسة أمور العامة بحكمة ، والتعامل مع الممالك الأخرى .

من خصال الخير في ذوي المُلك

  • السياسة رأس مال المُلك ويعول عليها في حقن الدماء ومنع الشرور وقمع المفسدين والفتن والاضطرابات .

  • كان الملك أردشير مطلع على أمور رعيته ويقول لأحدهم : كان حالك البارحة كيت وكيت ، حتى ظنوا أن مَلاك يخبره بالأمور .

  • ينبغي على الملك ان يكون أشد حذراً من غراب ، وأعظم إقداماً من الأسد ،وأسرع وثوباً من الفهد ، وألا يستبد برأيه وأن يُشاور.

وفي هذه الحلقة يسترسل المؤلف بن طباطبا في تفصيل خصال المُلك التي ينبغي ان يتحلى بها أصحاب السلطان والتحذير من سواها .

السياسة والوفاء بالعهد
ويقول : ومنها السياسة ، وهي رأس مال الملك ، وعليها التعويل في حقن الدماء وحفظ الأموال ، ومنع الشرور وقمع الدعار والمفسدين ، والمنع من التظالم المؤدي إلى الفتنة والاضطراب .

ومنها الوفاء بالعهد ، قال تعالى سلطانه ” ( وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ ۖ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْئُولًا) سورة الإسراء (34)، وهو الأصل في تسكين القلوب وطمأنينة النفوس ، ووثوق الرعية بالملك إذا طلب الأمان منه خائف ، أو أراد المعاهد منه مُعاهِد .

السياسة والوفاء بالعهد
ويستطرد قائلا : ومنها الاطلاع على غوامض أحوال المملكة ، ودقائق أمور الرعية ، ومجازاة المحسن على إحسانه والمسيء على إساءته ، كان أردشير الملك يقول لمن يشاء من أشراف رعيته وأوضاعهم : كان البارحة من حالك كيت وكيت ، حتى صار يُقال إن أردشير يأتيه مَلَك من السماء يخبره بالأمور ، وما ذاك إلا لتيقظه وتصفحه .

عشر خصال الخير
و يُجمل ابن طباطبا القول : فهذه عشر خصال من خصال الخير * ، من كُن فيه استحق الرياسة الكبرى ، ولو نظر أصحاب الآراء والمذاهب حق النظر ، وتركوا الهوى ، لكانت هذه الشرائط هي المعتبرة في استحقاق الإمامة ، وما عداها فغير طائل.

وأمرهم شورى بينهم
وأمرهم شورى بينهم

ويضرب أمثلة توضح ما ذهب إليه : قال بزرجمهر : ينبغي أن يكون الملك كالأرض في كتمان سره وصبره ، وكالنار على أهل الفساد ، وكالماء في لينه لمن لاينه ، وينبغي أن يكون أسمع من فرس ، وأبصر من عقاب ، وأهدى من قطاة ، وأشد حذراً من غراب ، وأعظم إقداماً من الأسد ، وأقوى وأسرع وثوباً من الفهد ، وينبغي للملك ألا يستبد برأيه وأن يُشاور في الملمات خواص الناس وعقلاءهم ، ومن يتفرس في الذكاء والعقل وجودة الرأي وصحة التمييز ، ومعرفة الأمور .

ولا ينبغي أن تمنعه عِزة المُلك من إيناس المستشار به وبسطه واستمالة قلبه ، حتي يمحصه النصيحة ، فإن أحدا لا ينصح بالقسر ، ولا يعطي نصيحته إلا بالرغبة ، وما أحسن قول الشاعر في هذا المعنى :

أُهانُ وأُقصَى ثم يستنصحوني
ومن ذا الذي يُعطي نصيحته قسراً

هامش :

*سبق ذكر انتقاءات متفرقة من تلك الخصال العشر في الحلقات السابقة .

يتبع لاحقا : المشاورة والأستبداد بالرأي

طالع الحلقة السابقة ( أسود ونمور وفيلة تحيط بمواكب الملوك )

للتواصل

تُطلب جميع منشورات مركز المخطوطات والتراث والوثائق من ( دار الوراقين للنشر والتوزيع – الجابرية ) ، ص . ب : 3904 الصفاة 13040 الكويت ، خط دولي (+965 ) هاتف :25320900 – 25320901 ، ناسخ ( فاكس ) : 25320902 ، shaibani@.makhtutat.org ، www.makhtutat.org-

منصاتنا الالكترونية

تراثنا الألكترونية منصة تويترمنصة انستغراممجلة ( تراثنا ) الورقيةموقع مركز المخطوطات الالكتروني.

اترك تعليقاً