• Post published:17/12/2018

وقفة مع الدبلوباسي العراقي الشاعر كاظم حسين الدجيلي

أحد شوارع بغداد القديمة
أحد شوارع بغداد القديمة

تراثنا – بقلم : د. محمد بن إبراهيم الشيباني *
الأديب الشاعر الدبلوماسي كاظم حسين بن عيدان بن درويش بن نهار الخزرجي الدجيلي ولد في قرية دجيل المعروفة بسميكة شمالي بغداد في 10/3/1884م ، جاء به والده من بغداد وعمره سنة فاستوطن الكرخ ، درس في الكتاتيب،

الإديب الدبلوماسي كاظم حسين الدجيلي
الإديب الدبلوماسي كاظم حسين الدجيلي

فحفظ القرآن وألم باللغة العربية وطرف من العلوم ، ثم لازم فريقاً من أفاضل العلماء والأدباء كشكري الألوسي وحسن الصدر والأب أنستاس ماري الكرملي وجميل صدقي الزهاوي، فأفاد منهم فوائد جليلة. هذا مختصر ما ذكره مير بصري في «أعلام الأدب في العراق الحديث» ولنأت على مختصر آخر لحياته.
كان شاعرنا يغشى مجالس رجالات بغداد كالسيد عبدالرحمن النقيب وعبدالمجيد الشاوي وغيرهما .
كتب أكثر شعره في المجلات العلمية آنذاك «كالمقتطف» و«لغة العرب» و«الهلال».
وظف أيام الاحتلال الإنكليزي في وظائف عدة مثل معاون مفتش شرطة 1916 فمفتش شرطة 1917 ، وعين سكرتيراً خاصاً لرئيس محكمة الاستئناف ، ومحرراً لمجلة «العدلية» عام1921 فمحرراً «للوقائع العراقية» عام 1922م ، وانتخب عضواً في المجمع العلمي العربي بدمشق 1923.
عمل الدجيلي أثناء دراسته في العاصمة البريطانية (26-1928م) بوكالة سكرتيرية الممثلية السياسية العراقية في لندن 1927م .
ثم عين في السلك الخارجي وسمي نائب قنصل في مصر (1929م) ثم مراقب للبعثات العلمية 1931 فنائب قنصل في المحمرة 1938م.
هكذا مناصبه ودراسته وجهوده العلمية والأدبية والسياسية فقد كانت حياته حافلة بالأعمال والعطاء المتنوع .
الدجيلي أديب حر ، صريح القول ، واسع الأفق كما نقل عنه ومن خلال قراءة القارئ لمؤلفاته وأدبه وشعره .
له مع الأديبة المشهورة الآنسة مي (زيادة) ردود ومعاتبات وترضيات ، منها أبياته فيها :

قلبي بكل هواي لاسمك ذاكر
هل أنت شاعرة ؟ فإني شاعر
يرتاح للذكرى ويطرب كلــمــا
وافاه طيف من خيالك زائر
يامن تحدثت الرجال بفضلها
وبها النساء النابغات تفاخر

«إلى أعدل الظالمين من الشعراء» هكذا خاطبته مي سنة 1922 عندما أرسلت إليه بأحد كتبها فخاطبته وذلك في كلمة الإهداء .
ليس هذا هو ما أردته من مقالتي هذه وإنما أردت أن أذكر أبياته في قصيدته الطويلة في مجلة «المقتطف» عام 1913 تحت عنوان : (مسيرة ومصير) يحكي فيها مأساة العراق وشعبها البائس الفقير على مر التاريخ وهو البلد الغني ذو الكنوز التي مالها من نفاد وبالأمس قالها ونراها اليوم تتكرر في هذا البلد العظيم وقد انتقيت منها هذه الأبيات :

يا سواد العراق بيضك الجدب
فصرت البياض وسط السواد
يا سواد الـــعــراق فيــــك كنـــوز
يعلم الله مالــــها مـــن نفــــــاد
يا سواد العراق أمحـلك القـــــوم
وقـــد كنـــت روضة المــــرتــاد
يا سواد العراق تبكيك عين الشعر
ذا الــيوم من ســواد الــمــــداد
يا سـواد الــعــراق شلّــت يـمــين
ذات إثمٍ دلت علـيـك الأعادي

توفي كاظم الدجيلي في 23/3/1970م في فيينة عاصمة النمسة

(* ) رئيس التحرير 

الصفحة الرئيسية تراثنا  

اشترك في ايميل خدمة تلقي الاخبار المجاني هنا

تنويه : ترحب تراثنا بالتعقيبات والمساهمات ضمن بريد القراء

اترك تعليقاً