• Post published:09/11/2019

هل سافرتم قليلاً أو كثيراً وشعرتم شعوري ؟

جشود من اللاجئين الفارة من شظف المعيشة والظلم من بلدانها
حشود من اللاجئين الفارة من شظف المعيشة والظلم من بلدانها

تراثنا – د . محمد بن إبراهيم الشيباني : منذ عام 1964 م وإلى اليوم ، وفي خلال رحلاتي الكثيرة في مختلف بلدان العالم للبحث عن التراث ، ومعرفة آثار الدول والأمم ، ينتابني بعض الأحيان شعور ، اعتقد أنه لا يحس به مثلما أحس ، إلا فئة واحدة هي الفئة المحرومة من الهوية والجنسية والشعور بالاستقرار في مكان واحد .

د محمد الشيباني
د محمد الشيباني

الإحساس التام بأن هذا المكان أو البلد هو المكان الدائم والثابت – وطبعا لا دوام لأحد على الأرض وإنما أعني المعايش الدنيا – وهذا الشعور هو عدم الاستقرار مدة طويلة في بلدي الكويت .

وفي بعض الأحيان يهمل أو – يطنش – أحدنا الدورة أو المؤتمر أو الندوة الفلانية لبعد الشقة ، أو الشعور بالإرهاق و التقصير في حقوق الآخرين من الأهل والوالد والخلان مع أهميتها .

أقول : شعور يحسه أحدنا ، فيجعله يفكر بغيره الذي لا ينعم بما ننعم معشر البشر ممن اغدق الله عليهم نعمة الاستقرار في بلد واحد ، وبين الأهل والولد والخل ، على عكس ممن لم ينُعم عليهم

نشرد زضيتاع ومستقبل مجهول للاجئين في الغربة
تشرد وضياع ومستقبل مجهول للاجئين في الغربة

بذلك ، فكان هو في بلد وأهله في بلاد أخرى ،وخلانه في بلد ثالث ، وقد يلتقي الثلاثة يوما ما ، أو قد لا يلتقون ، وقد يلتقون بعد زمن طويل ، وقد مات أحدهم أو مجموعة منهم ، حقاً إنها الحياة جهاد وابتلاء ، بل ظلم بين العباد لا يحمله الا من هو واقع تحت ظلمة هذا السجن وذاك القيد

الحرية حلوة يحبها الانسان ، وأما القيد والظلم وعدم الاستقرار فيبغضها هؤلاء كلهم ، كما رفضتها الأديان كلها.

كثير من النعم نحن غائبون عنها ، أو غافلون عن شكل منعمها لنا ، وهو ربنا ، بلدان العالم الغربي والآسيوي تغص باللاجئين من الدول المختلفة ، رحلوا عن اوطانهم طلباً للاستقرار من سوء ما هو موجود في أوطانهم ، ولم يحصلوا على ذلك الاستقرار ، فهل سافرتم قليلاً أو كثيراً ، وشعرتهم شعوري ؟

والله المستعان …

تواصل معنا

زيارة الصفحة الرئيسة ( تراثنا ) – حساب ( تراثنا ) على منصة تويتر – حساب ( المخطوطات ) على منصة انستغرام – مجلة ( تراثنا ) الورقية – الموقع الالكتروني لمركز المخطوطات والتراث والوثائق • تتوفر تراثنا عن طريق الاشتراك فقط حاليا ً. التعقيبات والمساهمات ضمن بريد القراء ادناه 

اترك تعليقاً