• Post published:08/07/2018

الحلقة (2/1)

دعم طلابي لثورة الجزائر والعدوان الثلاثي على مصر

من فصل(أولى رمانة) إلى(ثانية موزة) !

 

مدرسة المثني في صورة نادرة
مدرسة المثني في صورة نادرة

 

تراثنا – يكتبها د . محمد بن إبراهيم الشيباني *:

 

مدرسة المثنى الابتدائية ..تُنسب إلى المثنى بن حارثة من أشهر فرسان العرب والمسلمين وحليف خالد بن الوليد ، وكان شيخاً لبني شيبة في المدينة المنورة ، وموقع المدرسة سابقاً في مجمع المثنى حالياً .

 

د . محمد بن إبراهيم الشيباني
د . محمد الشيباني

د . الشيباني : 

  • كنا نسمي مرحلة الروضة الملحقة بالابتدائية ب “أم الحق ” لأننا لا نعرف معني كلمة ” ملحق “!

  • درَس في المثني : علي عبد الملك مدرس الحساب وسعد طلاع القديري الناظر ومحمد النشمي الفنان ومدرس الألعاب.

  • كان محمد النشمي “يرحمه الله” يطوف أحياء الكويت في ميكرو باص وبيده الميكروفون داعياً المواطنين لنجدة ثوار  الجزائر .

  • تحولت المثني إلى مأوى للأهالي بعد تهدم بيوتهم في أمطار عام 1956 ومكثوا فيها أشهراً حتى رُممت بيوتهم .

  •  كان والدي يطلب مني أن اسأل المدرسين عن السبيل للمشاركة في التصدي للعدوان الثلاثي على مصر .

تلاميذ الصف الرابع الإبتدائي في مدرسة المثنى سنة 1956ز يرى فيها د . محمد الشيباني رئيس مركز المخطوطات .
تلاميذ الصف الرابع الإبتدائي في مدرسة المثنى سنة 1956ز يرى فيها د . محمد الشيباني رئيس مركز المخطوطات ىعلى صدره اشارة (x) وعبدالله المشعل الثالث وقوفا يمينا في الصف الثالث .

كانت المدارس في الخمسينيات تقبل الطلاب بأعمار فوق السابعة ، ويدخلون المدارس الملحقة بالمدارس الابتدائية ، وكنا نسميها ” أم الحق ” لأننا لانعرف معنى كلمة “ ملحق ” ، وقد يقضي بعضنا سنوات في الرياض أو مايسمى بالملحق ، فيخرج من فصل “أولى رمانة” ويدخل بالملحق في فصل “ثانية موزة” ، وهكذا إلى أن ينتقل إلى الإبتدائية ، وهي اليوم مقابل فندق مريديان في الجهة الغربية في الشارع المتفرع من شارع فهد السالم ( الجهراء ) .

 

وقد تأسست مدرسة المثنى في عام 1369 هـ / 1949 م وهي من مدارس حي القبلة الكبير ثاني حي في الكويت مع حي الشرق ثم تأتي أحياء أخرى وهي أصغر منهما وهما حيا الوسط والمرقاب .

 

مدرسون عرب و كويتيون
وكان أغلب المدرسين  في مدرسة المثني و غيرها من العرب من فلسطين وسورية ومصر، إلى جانب المدرسين الكويتيين ، مثل الأستاذ يوسف العمر مدرس التربية الإسلامية ( الدين ) ،والأستاذ علي عبد الملك الصالح مدرس مادة الرياضيات ( الحساب ) ، والأستاذ سعد طلاع القديري الناظر  ، والأستاذ محمد النشمي مدرس الألعاب والمسؤول عن جماعة الأشبال ، وهو من الشخصيات المشهورة في الكويت في الخمسينيات ” يرحمهم الله “.

 

عقاب الخطيب - يرحمه الله
عقاب الخطيب 

ثورة الجزائر

عندما بدأت ثورة الجزائر وقف أهل الكويت وقتها وقفة رجل واحد فهبوا لنجدتهم ومساعدتهم بكل ما تجود به أنفسهم ، وكان من أكبر أسباب التبرع لهم أسلوب وطريقة الأستاذ محمد النشمي ( يرحمه الله ) عندما كان يطوف شوارع وسكك أحياء الكويت من الشرق إلى القبلة إلى المرقاب في سيارة (ميكرو باص ) ومعه السائق وهو جالس إلى جانبه وبيده الميكروفون وسماعته على ظهر السيارة يصيح بالمواطنين هبوا لنجدة إخوانكم في الجزائر بدريريعه (دراعة ) ودشيشة ( دشداشة ) وبـنفينيفة ( نفنوف ) أي فستان .

 

وكان أسلوبه المرح الشائق قد شجع المواطنين على التبرع ، وكان محمد النشمي” يرحمه الله ”  لاتنقصه الدعابة والتمثيل والنكتة ، فهو من مؤسسي المسرح في الكويت وكان مسؤولاً في وزارة الشؤون عن هذه الأنشطة  ، وكان من الممثلين الأوائل في الكويت وكان يقوم بالتمثيل معه في أول مسرح في المدارس كبار السن المشهورين أمثال الفلكي صالح العجيري وعقاب الخطيب وغيرهما .

 

هيئة التدريس في المدرسة الأحمدية عام 1952م
هيئة التدريس في المدرسة الأحمدية عام 1952م
محمد النشمي -يرحمه الله
محمد النشمي

سنة المدارس

لما اشتد المطر في الكويت عام 1956 تهدمت بيوت كثيرة في الحي القبلي لأنها كانت مبنية من الطين وبات المواطنون في العراء حتى قامت إدارة التعليم بإيوائهم في مدارس الكويت وكانت من ضمنهم مدرسة المثنى فأسكنوهم في الممرات وأغلقوها بقواطع حتى لايذهب إليهم الطلاب أو يكشف على النساء وأذكر أنهم مكثوا أشهراً في المدرسة حتى رممت بيوتهم ، ومن المضحكات أن أولادهم الصغار كان يمزحون معنا ومزاحهم يشغلنا عن الدراسة ووصلت شقاوة بعضهم إلى أنه كان يضربنا ويدخل خلف القاطع ، كانت أياماً أتذكرها الآن بكل مافيها من جمال حيث يشارك الكل في مساعدة المنكوبين والمحتاجين .

 

العدوان الثلاثي على مصر

سعد طلاع القدير - يرحمه الله
سعد طلاع القديري

ومن الحوادث الجميلة أنه عندما وقع العدوان الثلاثي على مصر هب الشعب الكويتي لنصرة إخوانه في العروبة والإسلام في أرض الكنانة ، وكنا نرى صور البطولات البورسعيدية في لوحة الإعلان الموضوعة في ساحة المدرسة ، فنتحمس لها ونحن صغار ، فمصر كان حبها في صدورنا معشر الكويتيين قديماً منذ ذلك العهد ، فكنت أقص على والدي البحري الذي لايقرأ ولا يكتب ما شاهدناه في الصور والبطولات ، التي قامت بها المقاومة المصرية ضد المعتدين فكان يقول : اسأل مدرسينك كيف السبيل للذهاب إلى مصر للقتال مع إخواننا هناك!!

 

طالع الحلقة (الثانية والأخيرة ) : التعليم في الكويت بالخمسينيات ..عطاء ونماء .

 

 

أسماء طلاب الصف الثاني الابتدائي
( مدرسة المثنى الابتدائية ) عام 57 / 1958 م :

1ـ جاسم أحمد محمد
2 ـ جاسم إبراهيم القطان
3 ـ حسين محمود عيسى
4 ـ خليل حسين علي
5 ـ وداد سليمان الرشيد
6 ـ عبد العزيز محمد الفارس
7 ـ عبدالله سالم صالح
8 ـ عبد الوهاب عبد القادر العتيقي
9 ـ علي عبد القادر العتيقي
10 ـ محمد احمد القبندي
11 ـ محمد رجب علي
12 ـ محمود كمال حمدان
13 ـ منظور علي سردار
14 ـ هداب يوسف
15 ـ حسن ماجد محمد
16 ـ فهد سعود الدرامي
17 ـ مساعد إبراهيم الجسار
18 ـ ناصر عبد الله الخرافي
19 ـ نبيل فارس موسى
20 ـ يوسف أحمد عبد العزيز
21 ـ محمد أحمد الغربللي
22 ـ بديع يوسف
23 ـ حامد أحمد زكريا
24 ـ عادل عبد اللطيف العتيقي
25 ـ عبد العزيز المفرج
26 ـ فاضل عبد المطلب المسلماني
27 ـ محمد إبراهيم الجاسم الشيباني
28 ـ محمد غلوم علي
29 ـ محمود محمد محمود

 

هكذا كانت مدرسة المثنى في الحي القبلي بل كل مدارس الكويت : إحياء الحس الإسلامي والعربي في نفوس الطلاب علاوة على تدريس الثقافة المعرفية بأمتنا الإسلامية والعربية .

 

يتبع لاحقا ..

 

(*) رئيس مركز المخطوطات والتراث والوثائق ومجلة تراثنا 

 

المصادر والصور :
ـ سجل الكويت اليوم : حكومة الكويت ـ دائرة المطبوعات والنشر ، جمادي الثانية 1375 هـ / يناير 1956 م .
ـ صور تاريخية من أرشيف مركز المخطوطات والتراث والوثائق ـ الجابرية ومواقع الكترونية .
ـ معلومات عن المسرح من أرشيف مركز المخطوطات والتراث والوثائق ـ الجابرية

تواصل مع تراثنا 

المقالة تحتوي على تعليق واحد

  1. هشام المنصوري

    انا كنت طالب في مدرسة المثنى الابتدائية في الثمانينات في العام 85 الى89

اترك تعليقاً