• Post published:05/10/2019

شاعر أسباني” لو نزعنا الجلد الأصفر من أجسادنا لبرز اللون العربي الأسمر” 

طليطلة لمسة سحر الجمال العربي في الغرب
طليطلة لمسة سحر الجمال العربي في الغرب

تراثنا : لست من العشرات ولا المئات الذين زاروا الأندلس وكتبوا عنها كتابات لو وضعت في صعيد واحد لسدت عين الشمس كثرة ، ولكنني من أواخر المتأثرين الكاتبين عن الأندلس وأهلها وخلفائها وعلمائها وأدباءها ، وما وصفوه من جمالها وبهائها وحسنها ، كما قال شاعر المهجر شفيق معلوف ، وهو هنا في نشوة بالغة من رحيق الماضي :

أهكذا النسر بعد رفعته
إلى حضيض الهوان ينحدر
لله بدو أورت عزائمهم
نار بقلب الصحراء تستعر
لهم حديث لدى طليطلة
وعند غرناطة لهم خبر
تالله قصر الحمراء لا برحت
ترويك من المدافع الحمر
أنت على الشرق عبرة بقيت
في مقلة الغرب كلها عبر

هذه الأحلام الأندلسية الجميلة شعراً، فيها من ذكر تلك الأيام الخوالي أحلى وأجمل الذكرى الحزينة المعبرة ، وإن من تبقى من ذلك الجيل العظيم ( الأجداد ) أحفاد وأحفاد إن لم نقل الإسبان اليوم كلهم ، فهم من جلهم كما قال الشاعر الإسباني : ” لو نزعنا الجلد الأصفر من أجسادنا لبرز اللون العربي الأسمر ” !

بهاء الأندلس وقصورها وبساتينها
بهاء الأندلس وقصورها وبساتينها

وما أرق مع تنويع الأوزان والقوافي قول إلياس فرحات رداً على بعضهم :

حي البداوة نوقها وخيامها
والجاهلية رمحها وحسامها
لولا الجذور المطمئنة في الثرى
ما كانت الأغصان ترفع هامها

أزقة الأندلس وحاراتها الشبيهة بالمشرق
أزقة الأندلس وحاراتها الشبيهة بالمشرق

وكان أجمل لو قال الإسلام بدل الجاهلية أو العرب ، ولكنه لا يقصد الجاهلية بشركها ووثنيتها ، وإنما برمحها وحسامها ، اللذين كانت تحل بهما المشكلات ، ليظل راس العربي مرفوعاً على الدوام ، مازال ينعم بهذا الدين العظيم ، الخاتم للأديان الذي تتحطم على صخرته كل الديانات والوثنيات القديمة والحديثة من عبادة الفرد والمعبودات التي هي من صنع الأنسان وإلحاده .

من يمر على أندلس العرب والمسلمين الأمس واسبانية الإسبان اليوم لا يمكن أن يهمل ذلك ، ولا تتفجر مشاعره العربية الصافية تجاه تلك البقعة الرقيق كل شيء فيها .

أمير الشعراء أحمد شوقي (ما كان ليكتب عن الأندلس لولا مكثه فيها منفياً ، فهناك التفت إلى تاريخها من خلال ما كتبه مؤلفوها ، وهناك نظم مطولته التاريخية – دول العرب وعظماء الإسلام – و نظم موشحه – صقر قريش ) هذا ما قاله د . عمر الدقاق .

منذ سقوط الأندلس وإلى يومنا والعلماء والأدباء يكتبون ولم يتوقفوا ، كلما تذكروا سقوطها حفزهم على الانفعال والتغني بمآثره ومجدهم هناك ، لا سيما – كما قلت في مقالة سابقة – شعراء المهجر الجنوبي والشمالي من عرب ومسلمين .

لقد صدق من قال المشاعر كامنة لا تغشيها سوى غلالة رقيقة حتي إذا ما أتيح لها من يهتك سترها ..انطلقت انطلاق المارد من عقاله .

والله المستعان …

• الأساس
” أذا ضيعت الملوك سنن أديانها فلتعلم أنها تهدم أساس ملكها ” .

د . محمد بن إبراهيم الشيباني
       رئيس التحرير

 

 

تواصل معنا

زيارة الصفحة الرئيسة ( تراثنا ) – حساب ( تراثنا ) على منصة تويتر – حساب ( المخطوطات ) على منصة انستغرام – مجلة ( تراثنا ) الورقية – الموقع الالكتروني لمركز المخطوطات والتراث والوثائق – تتوفر تراثنا عن طريق الاشتراك فقط حاليا ً- التعقيبات والمساهمات ضمن بريد القراء ادناه .

اترك تعليقاً