• Post published:03/12/2018

 

الحلقة الخامسة

 

 

تراثنا – التحرير :

 

نستل لكم من كتاب ” طبعات السفن والقرصنة عليها في تاريخ الكويت ” أحد منشورات مركز المخطوطات والتراث والوثائق ، مقتطفات من أحداث دامية رافقت الموروث البحري في الكويت والخليج بحثاً عن الرزق والتجارة والغوص على اللؤلؤ وصراعهم مع قراصنة الخليج …وهي تمثل أحداث وقصص دامية من تراثنا البحري .

 

• تحطمت سفينة لأسرة بهمن قبال ساحل جوه الهندي وغرق كل من كان عليها من بحارة والأسرة .

• غواصة ألمانية ظهرت فجأة على السطح ودمرت سفينة النوخذة الطراح فتناثر البحارة في البحر .

• أغرقت الشعاب المرجانية في البحر الأحمر سفينة البرجس والبدر فهب الدرباس لنجدتهم.

 

النوخذة عبدالله عيسى المطر
النوخذة عبدالله  المطر

طبعة بهمن

 

يقول النوخذة عبدالله عيسى المطر : كنا في طريقنا إلى الكويت عندما هبت علينا عاصفة (طوفان) تسمى ” ضربة الأحيمر ” بالقرب من ميناء على ساحل الهند الغربي يسمى (رطنا جري ) ، فأنزلنا جميع الأشرعة وجنحت سفينتنا على شعاب مرجانية (قصار) عند مكان يسمى ( زنجيرة ) فتركنا السفينة و اخذنا نسبح حتي وصلنا إلى البر .

 

ويستطرد قائلا : وجلسنا في مسجد على الساحل وكان عددنا 16 رجلاً ، أما السفينة الأخرى التي كانت معنا حين هبت علينا العاصفة ، وهي سفينة تابعة لأسرة بهمن ، فقد تحطمت قبالة ساحل ( جوه ) الهند وغرق جميع من عليها من بحارة ، كان معظمهم من الأسرة نفسها ، يقدرون بحوالي 11 رجلاً ولم يعثروا على أحد ، وكانت هذه الحادثة أسوأ حوادث الغرق التي حدثت للسفن الكويتية ، وعرفت ب “طبعة بهمن ” كانت في عام 1367 هجري ( 1947 م ) .(1)

 

دمرتهم غواصة إلمانية !

 

ويروي النوخذة براك محمد عمر الطراح “ولد عام 1343 هجري ( 1924 م ) حكايته مع الغواصة الألمانية ، حيث يقول :

 

النوخذة براك محمد الطراح
النوخذة براك محمد الطراح

خرجت في إحدى سنوات الحرب العالمية الثانية من الهند قاصداً الكويت وترافقني ( سنيار) سفينة لأحدى أهالي قطر ، وأخرى هي “الداو” سفينة الصقر وعليها النوخذة عبدالوهاب بن عبدالعزيز القطامي ، وبينما نحن على بعد حوالي 250 ميلاً من ساحل الهند ، ظهرت على سطح البحر غواصة ألمانية (2) ففزعنا لمنظرها ، ووقفت على سطح السفينة وأمسكت بالأوراق الرسمية للسفينة لعل طاقم الغواصة يطلبها ، لكنهم أسرعوا بإطلاق النار علينا ، فكسرت الصاري ثم أصابت مقدمة السفينة ، فتناثرنا بحراً ، وإذا بالغواصة تطلق النار على السفينة التابعة للنوخذة القطري ، لكن السفينة بقيت طافية على سطح البحر ، نظراً لوجود أخشاب كثيرة داخلها ، فأسرعنا نحوها وركبنا قارب “الماشوة ” فيها ،وبعد أربعة أيام وصلنا ساحل الهند ، ونحن نصف أموات من التعب والجوع (3)

.

أغرقتهم شعاب البحر الأحمر

 

ومن جهة أخرى ، فقد عُرف النوخذة سليمان بن أحمد العمر ( الدرباس ) بأنه من أحد قلائل نواخذة الكويت الذين أبحروا بسفنهم الشراعية داخل موانئ البحر الأحمر حتي ميناء جدة السعودي ، فقد كان يقود سفينة لأسرة الحمد ومعه مرافق له ” سنيار ” النوخذة عبدالعزيز البرجس والنوخذة معيوف البدر ، وكانا مبحرين من ميناء جيبوتي إلى ميناء جدة حاملين أكياساً من الطحين .

 

النوخذة سليمان أحمد العمر
النوخذة سليمان أحمد العمر

كانوا يبحرون نهاراً ويتوقفون ليلاً نظراً لخطورة الإبحار في ذلك المكان ، وفي طريقهم أبصر النوخذة البرجس أن النوخذة جاسم العمر مقبل على خطر لكنه عازم في مسيره ظناً منه أن باستطاعته أن يبقي بعيداً عن الشعاب المرجانية المنتشرة في ذلك البحر ، ولكن ماهى إلا دقائق وإذ بالنوخذة جاسم يصطدم بإحداها ويدخل الماء في جوف السفينة ، ويتركها بحارتها طلباً للنجاة .

 

يقول النوخذة عبدالعزيز البرجس أنه حين رأى سفينة النوخذة جاسم تغرق أسرع وغير اتجاه سفينته حتي يتفادى ما أصاب رفيقه ، ولما أصبح في وضع آمن بدأ مع بحارته في نجدة النوخذة جاسم وبحارته ، وعاد بهم إلى الكويت سالمين . (4)

 

 

نقلا عن طبعات السفن

 

طبعات السفن والقرصنة عليها في تاريخ الكويت

 

 

هوامش

:
(1) نواخذة السفر الشراعي في الكويت ” منصور الهاجري ، ص 353،333،310،294 ، يقول النوخذة عبدالله إبراهيم إسماعيل : مساعد السفينة التي كان الوالد نوخذة فيها وبعد سنوات باعها الوالد بسبعة عشر ألف روبية على بهمن وشريكه الفليج وينفس السنة التي اشتراها بهمن سافر فيها نوخذة ومعه مجموعة من أقربائه وأسرته ولم يرجعوا ، غرقت السفينة بوسط المحيط الهندي “الغبة ” بمن فيها ولم يخرج من البحارة أي واحد ، وكان نصيبهم كما نقول في المثل : “الحي غير الميت .
(2) في المقابلة مع الأستاذ منصور الهاجري قال : إنها غواصة يابانية ! وكان ذلك في عام 1945 أيام الحرب العالمية الثانية “انظر نواخذة السفر الشراعي في الكويت ” ص 26 .
(3) نواخذة السفن الشراعي ص 306
(4) المصدر السابق ص 315

 

حلقات سابقة

 

 

تواصل مع تراثنا

المقالة تحتوي على 2 تعليق

  1. الله يرحمهم تجار وبحارة الكويت الذين بذلوا حياتهم في سبيل اللقمة الحلال والدفاع عن أرزاق عوائلهم وأهلهم،، وجابوا البحار بحثا عن لقمة العيش والتجارة وتيسير سبل الحياة لجميع منطقة الخليج العربي وجنوب الجزيرة العربية بصبر وإيمان ،، رحمهم الله جميعا في هذه السفن والأخطار لهم أجورهم عند الله الواحد القهار ،،

    1. محرر تراثنا

      جزاك الله خير …لقد بذل أسلافنا في الكويت و الخليج الدماء رخيصة لتوفير لقمة العيش الكريمة لأهاليهم ،فمن الله عليهم جزاء صبرهم خيرا عظيما يتطلب الشكر و العرفان لرازقهم… لتدوم النعم .

اترك تعليقاً