• Post published:12/11/2018

تراثنا – التحرير:  نستل لكم من كتاب ” طبعات السفن والقرصنة عليها في تاريخ الكويت ” أحد منشورات مركز المخطوطات والتراث والوثائق ، مقتطفات من أحداث دامية رافقت الموروث البحري في الكويت والخليج بحثاً عن الرزق والتجارة والغوص على اللؤلؤ و صراعهم مع قراصنة الخليج …وهي تمثل أحداث وقصص دامية من تراثنا البحري .

النوخذة إبراهيم المشعل
النوخذة إبراهيم المشعل

الاسلحة المهربة
بعد أن تعلم ابراهيم المشعل قيادة السفن الشراعية ، اشترك مع أحد تجار قطر من آل مانع في سفينة صغيرة كان يقودها إلى الهند ، وله نصف الأرباح ، حتي طلب من التاجر عبدالرحمن الزياني أن يذهب إلى الهند لقيادة السفينة الكبيرة ” نور البر والبحر ” .

• ألقت البحرية البريطانية القبض على النوخذة أبراهيم المشعل وبحارته واحرقت سفينته وصادرت الاسلحة المهربة .

• دخلت مياه البحر في جوف ” كاملة الأوصاف” ولم يستطع أحد إنقاذها ، ونجى النوخذة فهد بن موسى وبحارته .

• حسد البحارة نوخذتهم محمد بن منصور على ركوبه بوماً كبيراً وتركهم في الصغير ..فعادوا للكويت وغرق هو ومن معه !

وعندما حان موعد الإقلاع بهذه السفينة فاجأتهم عاصفة ممطرة في ميناء كاليكوت الهندي ، فغرقت السفينة وهي لم تبحر بعد ، فعاد إلى الكويت وتسلم قيادة بعض السفن لأسرة المرزوق لعدد من السنين.

طبعات السفن والقرصنة عليها في تاريخ الكويت
طبعات السفن والقرصنة عليها في تاريخ الكويت

يقول الأستاذ محمد أحمد الرشيد : النوخذة إبراهيم المشعل جريْ ، ففي رحلة له كان يحمل شحنة من السلاح من مسقط إلى الكويت ، و لما علمت البحرية البريطانية بأمر السلاح طاردته و ألقت القبض عليه قرب خور فكان داخل الخليج ، فصادرت الشحنة و أشعل جنودها النار في السفينة ، وتركوا النوخذة إبراهيم وبحارته على الساحل حتي أتى من أعادهم إلى الكويت حيث ركب النوخذة إبراهيم في قيادة سفينة شراعية أخرى (1).

غرق كاملة الأوصاف

قاد النوخذة علي المبارك مركب من نوع ” البغلة” ، لسنوات عدة، ولكنها في أحدى رحلاتها اصطدمت بإحدى الشعاب المرجانية بالقرب من البحرين ( فشت اليارم ) ، ففزع لنجدته أهل الكويت ، وذهبوا لإنقاذ السفينة والعودة بها إلى الكويت حتي يتم إصلاحها .

واستمر النوخذة علي المبارك بقيادة هذه السفينة المسماة ب “الكاملة الأوصاف ” سنوات عدة ، ثم اشتراها التاجر يوسف الصقر ، لكنه طلب من النوخذة المبارك الاستمرار في قيادتها سنوات أخرى ، ثم نزل عنها وتسلم قيادتها النوخذة فهد بن موسى الذي شهد نهايتها في رحلة العودة إلى الكويت بعد أن دخل جوفها الماء ولم يستطع احد إنقاذها ، عدا البحارة والنوخذة فهد بن موسى الذين عادوا الى الكويت على إحدى السفن الشراعية التي كانت تبحر بالقرب منهم (2) .

حسدوا النوخذة فغرق
يقول النوخذة سليمان بن علي المهيني كنت مع النوخذة حسين بلال معلين من النيبار في طريقنا إلى ” نوا بومباي “للتزود بالماء والطعام لأجل العودة إلى الكويت ، وعند تأخر النوخذة حسين بلال ،خرجت من ” نوا بوبمباي ” معي سفينة ” بوم بوقماز ” وعليه النوخذة محمد بن منصور ، ورافقتنا سفينة أخرى هي بوم بن رضوان ” المصفي”.

سليمان بن علي المهيني
سليمان بن علي المهيني

وبعد أيام قليلة هاج البحر واصبح كالطوفان ، ودبرنا ” نحن بالدقل ،لكنا شاهدنا “بوم بوقماز ” يفتل ويغرق ويتركه بحارته ، فأنقذناهم ،وحملنا نصفهم ، أما النصف الآخر ومعم النوخذة محمد فقد اختاروا الركوب مع بوم ” بن رضوان ” لأنه أكبر ، ولكن البحارة الذين ركبوا معنا قالوا ” بحسد ” إن نخوذتهم محمد تركهم وذهب إلى البوم الكبير الزين ” بوم بن رضوان ،بينما تركهم في البوم الصغير مع المهيني !!

واستمرت العاصفة من الليل حتي الصباح التالي حيث اختفى عن ناظرنا ” بوم بن رضوان ” ، أما نحن فدبرنا وقطعنا الدقل ، حيث وضعنا مكانه الدستور، وعدنا في اليوم التالي إلى الساحل الهندي ، ولم نستطع العودة إلى الكويت في ذلك العام (1948 م ) وبرصنا ” بقينا” في الهند حتي الموسم التالي ، وحين العودة إلى الكويت علمنا أن “بوم بن رضوان ” غرق في رحلته ولم يسلم من بحارته وركابه أحد !! (3).

هوامش :
1- نواخذة السفرالشراعي ص 255 ،263 . وأسرة المشعل من أهل القبلة في كيفان ، استمر الأبناء والأحفاد في ركوب البحر وتملك السفن بعد ذلك البخارية منهم خالد ومشاري وأحمد المشعل إلى السبعينيات حتي توفاهم الله يرحم الله الجميع .
2- نواخذة السفر الشراعي ص 268
3- المصدر السابق نفسه ص 283

حلقات سابقة هنا 

الصفحة الرئيسية تراثنا  

خدمة تلقي الاخبار المجاني هنا

تنويه :  تعتذر تراثنا  عن استقبال مشاركات المتابعين  الكرام عدا التعقيبات والردود لإكتفاءها 

اترك تعليقاً