• Post published:18/11/2019

الحلقة الثانية 

القواعد الفقهية 

 

تراثنا – التحرير :

 

يمثل كتاب ( القواعد الفقهية ..مع الشرح الموجز ) مرجع مبسط ميسر لطلاب العلم الشرعي والفقه ، ورغم صغر حجمه وقلة وريقاته ، إلا أنه يغني عن الرجوع إلى امهات الكتب ، ويوفر الحدود الدنيا للثقافة الفقهية للقارئ غير المختص ، حيث نستعرض مقتطفات منه للفائدة .

 

  • الأمر المتيقن بثبوته لا يرتفع إلا بدليل قاطع ولا يحكم بزواله مجرد الشك .

  • يتفرع من القاعدة : إذا ثبت عقد بين أثنين ووقع الشك في فسخه.. فالعقد قائم .

 

 

القاعدة الثالثة ( اليقين لا يزول بالشك )

 

اليقين : الجزم بوقوع الشيء أو عدم وقوعه ، ويليه الظن الغالب ، وهو ترجيح أحد الطرفين ، والشك : هو التردد في وقوع الشيء وعدم وقوعه على السواء …فمن تيقن الطهارة ، وشك بالحدث فهو متطهر .

 

والمفقود : وهو الذي غاب عن بلده و لايعرف خبره أنه حي أو ميت ، تجري عليه أحكام الأحياء فيما كان له ، فلا يورث ولا تبين امرأته لأن حياته حين تغيبه متيقنة ، وموته قبل المدة المضروبة شرعاً مشكوك ، فيدخل تحت قاعدة ( اليقين لا يزول بالشك ) .

 

قال تعالى (إِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا ) “يونس 36 ” ، وهذه القاعدة تؤيدها السنة والعقل : أما السنة فقد ورد في الأحاديث أن المتوضئ إذا شك في انتقاص وضوئه فهو على وضوئه السابق المتيقن ، وتصح به صلاته حتي يتحقق ما ينقضه ، ولا عبرة بذلك الشك .

 

اخرج البخاري وأبو داود ( شكي إلى النبي صلى الله عليه وسلم الرجل يجد الشيء في الصلاة ، حتي يُخيل له ، فقال : لا ينفتل حتى يسمع صوتاً أو يجد ريحاً ) .

 

وأخرج مسلم و أبو داود والترمذي ( إذا وجد أحدكم في بطنه شيئاً فأشكل عليه ، اخرج أم لا ؟ فلا يخرجن من المسجد حتي يسمع صوتاً أو يجد ريحاً ) .

 

ويتفرع عن هذه القاعدة الكثير من الفروع ، منها أذا ثبت عقد بين أثنين ، ووقع الشك في فسخه ، فالعقد قائم ، وإذا تحقق دين على شخص ثم مات ، وشككنا في وفاته فالدين باق .

 

وإذا هلك الوديعة عند الوديع ، وشككنا في أنها هلكت بتعديه عليها أو تقصيره أو قضاءً وقدراً ، فهو غير ضامن لان صفة الأمانة هي المتيقنة عند العقد ، فلا تزول بالشك في حصول التعدي أو التقصير .
ما يتفرع عن هذه القاعدة من قواعد نستكملها في الحلقات القادمة .

 

 

كتاب القواعد فقهية

 

 

الجدير بالذكر ان كتاب ( القواعد الفقهية ) من مقتنيات مكتبة الباحث الشيخ عبدالله الخضري (يرحمه الله) التي تم التبرع بها لصالح مركز المخطوطات والتراث والوثائق ضمن قسم المكتبات الأهلية المتاحة للباحثين والقراء .

 

حلقات سابقة

 

 تواصل مع تراثنا 

اترك تعليقاً