• Post published:22/07/2019

انتقاءات من مكتبة تراثنا

 

 

تراثنا – التحرير :

 

عبر مر التاريخ ، تداول الرواة والقصاصون فضل ووفاء الكلب على أصحابه واسياده ، ومن بين تلك الكتابات ، اخترنا من مكتبة مركز المخطوطات والتراث والوثائق كتاب حمل عنوان ” فضل الكلاب على كثير ممن لبس الثياب ” !

 

الكتاب من تصنيف الشيخ الأمام العلامة أبي بكر محمد بن خلف ابن المرزبان ، رواية ابي عمر محمد بن العباس ابن محمد ابن زكريا بن حيويه الخزاعي رحمهم الله .

 

عنى بنشر الكتاب الذي يقع في 39 صفحة من الحجم الصغير ( رسالة ) ابراهيم يوسف ” رحمة الله عليه ” ،وطُبع في مطبعة محمود توفيق بمصر في شهر ذي القعدة سنة 1341 هجرية .

 

كتاب فضل الكلاب على كثير ممن لبس الثياب
كتاب فضل الكلاب على كثير ممن لبس الثياب

 

 

يذكر الناشر إبراهيم يوسف في مستهل مقدمته : ” ولما كان بعض الحيوان له من الصفات الحميدة المشكورة ، والافعال الغريبة المأثورة …فقد رأيت بعد الاطلاع على كتاب ” فضل الكلاب على كثير ممن لبس الثياب ” وموافقة كثير من رجال العلم والادب على ما جاء به من الحكم البالغة والمواعظ النافعة ،أن أقوم بطبعه خدمة للإنسانية ..” .

 

وقد ارتأت تراثنا أن تنقل بعض الشذرات المنتقاة من بين دفتي الكتاب لإمتاع القارئ بما جاء في كتب الأولين في الثناء على هذا الحيوان الوفي .

 

 

الخوف من الصديق

 

قال الفضيل ابن عياض : لا يكون الرجل من المتقين حتى يأمنه عدوه ، فقال بعضهم ذهب زمن الأنس ، ومن كان يعارض ، فاحتفظ من صديقك كما تحتفظ من عدوك ، وقدم الحزم في كل الأمور ، وإياك أن تكاشفه سرك فيجاهرك به في وقت الشر .

 

انشد زيد بن علي :

 

احذر مودة مازق

 

خلط المرارة بالحلاوة

 

يحصي الذنوب عليك

 

أيام الصداقة للعداوة

 

 

وقيل لبعض الحكماء : أي الناس احق أن يتقي ؟ قال : عدو قوي وسلطان غشوم وصديق مخادع ، وانشد لدعبل بن علي الخزاعي :

 

عدو راح في ثوب الصديق

 

كشريك في الصبوح وفي الغبوق

 

له وجهان ظاهره ابن عم

 

وباطنه بن زانية عتيق

 

بسرك مقبلا ويسؤك غيباً

 

كذاك تكون أولاد  الطريق

 

 

الكلب اكثر اشفق وأوفى

 

وعن كرم ووفاء الكلب مقارنة مع بني البشر يقول المؤلف :

 

واعلم أعزك الله أن الكلب لمن يقتنيه أشفق من الوالد على ولده ، والأخ الشقيق على أخيه ، وذلك أنه يحرس سيده ويحمي حريمه شاهداً وغائباً و نائماً ، لا يقصر عن ذلك ، وان جفوه لا يخذلهم وان خذلوه!

 

وروي لنا أن رجلاً قال لبعض الحكماء أوصني . قال : ازهد في الدنيا و لا تنازع فيها أهلها ،وانصح لله تعالى كنصح الكلب لأهله ، فأنهم يجيعونه و يضربونه ،ويأبي إلا ان يحوطهم نصحاً.

 

خير من جليس السوء

 

حدثنا القاسم بن محمد الرصدي حدثنا محرز بن عون عن رجل عن جعفر بن سليمان قال : رأيت مالك بن دينار ومعه كلب ، فقلت : ما هذا ؟ قال : هذا خير من جليس السوء .

 

 

التوصية بكلب

 

حدثنا احمد بن منصور عن ابيه عن الاصمعي قال : حضرت بعض الاعراب الوفاة ، وكلب في جانب خيمته ، فقال لأكبر ولده ، أوصيك خيراً به ، فإن ل ه صنائع لا أزال أحمدها ، يدل ضيفي علي في غسق الليل إذ النار نام موقدها .

 

كلاب بشوشة

 

أخبرني أبو الفضل أحمد بن أبي طار قال : اخبرني بعض الأدباء قال : كان لإبراهيم بن هرمة كلاب إذا أبصرت الأضياف بشت لهم ، ولم تنبح ، وبصبصت بأذنابها بين ايديهم ، فقال يمدحها :

 

ويدل ضيفي إذا الظلام سرى

 

ايقاد ناري او نباح كلبي

 

حتى إذا واجهته وعرفته

 

فديته ببصابص الأذناب

 

وجعلن مما قد عرفن يقدنه

 

ويكدن أن ينطقن بالترحاب

 

ومما يدل على قدر الكلب كثرة ما يجري على ألسنة الناس بالخير والشر والمدح والذم ، حتى ذكر في القرآن وفي الحديث وفي الأشعار والامثال ، حتى استعمل في طريق الفأل والطيرة والاشتقاقات للأسماء .

 

فمن ذلك أكلب بن ربيعة ، وكلاب بن ربيعة ومكلب بن ربيعة ابن نزار ، وكليب بن يربوع ومكالب بن ربيعة بن قذار ، وكلاب ابن يربوع ، ومثل هذا كثير .

 

دليل التائه

 

 

وقال ابو بكر الصديق : ان الرجل في البادية أذا ضل الطريق ، وهاله الليل ، نبح نبح الكلاب ، لتنبح كلاب الحي، فيتبع اصواتها حتى يصير إلى الحي .

 

انقذه كلبه من الموت

 

قد أنشدني ابو عبيدة لبعض الشعراء :

 

يعرج عنه جاره وشقيقه

 

ويرغب فيه كلبه وهو ضاربه

 

قال أبو عبيدة ، قيل هذا الشعر في رجل من أهل البصرة خرج إلى الجبانة ينتظر ركابه ، فاتبعه كلب له ، فطرده وضربه ، وكره ان يتبعه ورماه بحجر فأدماه ، فأبى الكلب إلا ان يتبعه ، فلما صار إلى الموضع ، وثب به قوم كان لهم عنده طائلة ، وكان معه جار له وأخ ، فهربا عنه وتركاه وأسلماه ، فجرح جرحات كثيرة , ورمي به في بئر ، وحثوا عليه بالتراب ، حتى واروه ولم يشكوا في موته ، والكلب مع هذا يهر عليهم وهم يرجمونه .

 

فلما انصرفوا أتي الكلب إلى رأس البئر ن فلم يزل يعوي ويبحث بالتراب بمخاليبه ، حتى ظهر رأس صاحبه ، وفيه نفس يتردد ، وقد كان أشرف على التلف ولم يبق فيه إلا حشاشة نفسه ، ووصل إليه الروح .

 

فبينما هو كذلك إذ مر أناس ، فأنكروا مكان الكلب ، ورأوه كأنه يحفر قبراً ، فجاؤوا فاذا هم بالرجل على تلك الحالة ، فاستخرجوه حياً ، وحملوه إلى أهله ، فزعم أبو عبيدة أن ذلك الموضع يدعي بئر الكلب ، وهذا الأمر يدل على وفاء طبيعي ، وإلف غريزي .

 

 

 تواصل مع تراثنا 

المقالة تحتوي على تعليق واحد

  1. محمدنود محمد علي

    Your comment here…مأوجد في هذه ألوأحه ألثيره بألترأث ألعربي وألأسلأمي ألقيم تحكي عن أصأله أهل ألكويت ثقأفة عربيه قيمه هذه حقيقه وتمسك بألقيم وألأصأله ألمطلوب ولسوأبق كم توأصل مع ألأخوه بألكويت عبرألأثيروألأستفأد مهم بأأكثير من ألمعرفه وشكرلكم طأل عمرك

اترك تعليقاً