أحد القلائل الذين أنفتحوا على الإسلام وأنصفوه
إذا قام المرء بتلاوة القرآن ..
فيذكر السورة ويذكر الآية ..
فكل مسلم مجبول ساعتها ..
على الإحساس بالسكينة والرهبة ..
الدارويش الجدد لا يعلمون أكثر
فليس لديهم إلا الثرثرة في القديم والجديد ..
فيزداد الاضطراب يوما بعد يوم ..
مأ أقدس القرآن وما فيه من سكينة .. (1)
تراثنا – التحرير : هذه الأبيات التي استهلت بها تراثنا هي للشاعر الألماني غوته في حق الإسلام وقرآنه ، جاءت ضمن أحد اصدارات مركز المخطوطات والتراث والوثائق .. كتاب ” محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم والإسلام والقرآن
في كتابات العلماء الألمان المنصفين ..أمير الشعراء غوته نموذجاً “.دراسة وإعداد محمد بن إبراهيم الشيباني .
غوته.. الأديب والشاعر الألماني ( 1749 – 1848 م ) هو احد رجال الغرب المرموقين القلائل الذين انفتحوا على الإسلام والقران وانصفوه ، مستغلا هذا الانفتاح لإخراج شعراء الغرب من عتمة العقول ، ولم يفعل ذلك بدافع الرومنسية والرؤية المسيحية الأحادية ، بل كان ذو منظور واقعي ، يرى من خلاله كم المخاطر التي تهدد سلامة البشرية في حالة الاستقطاب بين الشرق والغرب .
ولم يأت ذلك من فراغ ، بل نتيجة المراحل التي مر بها في دارسة العربية والإسلام وتاريخ سيرة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم ، حتي أرشدته المخطوطات العربية والتركية والفارسية وما كتبه المستشرقين الألمان قبله ، ولم يكتف بالكتابات بل سافر إليهم في المدن الألمانية يتعرف أكثر على العرب ودينهم وحضارتهم الشرقية .
غوته ..أسلم !
توج غوته إعجابه بالإسلام ونبيه في آخر حياته بإسلامه الذي تردد الكثيرون بالاعتراف به وتأكيده .
يقول معد الكتاب د .الشيباني :” وصلت في بحثي هذا بقناعة إلى أن الشاعر الألماني غوته قد أسلم وأنه نطق بالشهادتين إن لم يكن أمام مركز إسلامي او شيخ أو غيره ، حيث لم يتواجد ذلك مثل اليوم في تلك النواحي ، فقد قالها في كتاباته وشعره ورواياته ودفاعه عن الإسلام ومحمد صلى الله عليه وسلم وقد خالف قومه في تأليه المسيح ، ولم يؤمن في اعماقه إلا بالله الواحد الأحد …”.
ومن عبارات غوته الدالة على إسلامه : ” هذا الدين المحمدي ، فيثولوجية وأخلاق تفسح المجال لشعر يليق بسنوات عمري ، تسليم غير مشروط بقضاء الله الذي لا تفسير له ، إشراف بهيج على حركة الأرض الدائبة على شكل دوائر ولوالب متكررة ، حب وهوى يطوفان بين عالمين مطهرين لكل ما هو حقيقي ، ويمتزجان بهما على نحو رمزي ” !(2)
آثار النبوة
وتضمن الكتاب مباحث أخرى على هامش موضوع ( غوته ) منها ما يتردد بين الحين والآخر عن العثور على آثار نبوية ، وادعاء تملك البعض لخصلات من شعر النبي او رسائله أو أثر اقدامه او مكحلته ، حيث أوضح د .الشيباني ان مثل تلك الأخبار محض افتراء باطل ، مشيرا إلى ان العلامة أحمد تيمور باشا نفى وجودها وتبعه في ذلك الشيخ علي الطنطاوي ، ويصل الشك حتى الى ما يتواجد في المتاحف كذلك.
كراهية الإسلام
ومن جهة أخرى ، رصد الكتاب حركة شتم الرسول صلى الله عليه وسلم في المباحث الكنسية القديمة وتاريخ اوربة ، حيث الحقد الدفين للإسلام ونبيه .
هامش
1- غوته ..والإسلام ، رؤية قديمة لعالم معاصر ص 87
2- القبس 10ابريل 2010 م