• Post published:29/01/2020

في الزوايا خبايا

قصاصات مطوية بين الكتب في رفوف مكتبتي

مظاهرات الشعب الكويتي تند بادعاءات قاسم حول تبعية الكويت للعراق يوليو 1961 .
مظاهرات الشعب الكويتي تندد بادعاءات قاسم حول تبعية الكويت للعراق يوليو 1961  ( صورة ) .

تراثنا –  كتب د . محمد بن إبراهيم الشيباني *

نادراً ما تجدفي الكتب القديمة أوراقاً وقصاصات وأسراراً وأشياء لا تتوقع أن تجدها أو تحصل عليها .ولاسيما ما تخص زيداً من الناس ، تبحث عنه ، أو عمراً ، أو معلومات تتعلق بحادثة طواها الزمان .

..لا يدري كيف وقعت ، وكيف ختمت ..أو معرفة موقع من المواقع أو سياسة من السياسات ، إلى آخر الفوائد التي لا تحصي من قصاصة صغيرة ، ليست في العين شيئاً عند غير المتخصصين أو المهتمين .

  • خبايا الزوايا .. قد تكون قصاصات في كتب قديمة تحوي أسرار لا تتوقعها لأحداث وأناس وسياسات .

  • أحداث طواها الزمن  أحيتها قصاصة في ثنايا كتاب اعدها الأديب محمد الخولي لإلقائها في مؤتمر صحفي .

  • خطاب الخولي ندد بمطالبات قاسم العراق ضم الكويت مؤكدا استقلالها : عاش الأمير .. ويسقط قاسم .

  • كنا قوميين ناصريين وحملنا السلاح وخرجنا في المظاهرات وتحادثنا  مع الجيش البريطاني في الاسواق .

  • اخزى الله سبحانه عبدالكريم قاسم ودحره فسجن نفسه في وزارة الدفاع خوفاً من شعبه فأُخرج منها مقتولاً !

جانب من المظاهرات الكويتية المنددة بقاسم العراق
جانب من المظاهرات الكويتية المنددة بقاسم العراق

في الزوايا خبايا ، وفي ثنايا الكتب أسرار ، وجدت ورقة صغيرة ، هي مشروع خطبة ألقيت في الكويت ، في مؤتمر الإعلام أمام اصحاب السعادة الأمراء والوزراء ، ورجال مؤتمر الإعلام ورئيس المجلس التأسيسي .

يقول منشئ الخطبة : ” إن من تمام استقلال الكويت وسعادتها ، اعتراف جميع الدول العربية والأجنبية ، وإن انعقاد مؤتمر الأعلام الخامس فيها ، واشتراكها في تلك الدورة دليل واضح على استقلالها التام ، وعلى حبها ومساندتها للدول العربية ، فيما تصبو إليه من عز وكرامة ضد المعتدين والطامعين “.

وقال : ” وأكبر شاهد على ما تكنه الكويت من الإخلاص في سبيل التعاون والتناصر ، طلبها انعقاد المؤتمر في دورته الخامسة ،وإن الكويت لتفخر بوجودكم يا رجال الدول العربية والإسلامية ” .

عاش الأمير ويسقط قاسم

وقد ختمها بقول : ” عاش أمير دولة الكويت وعاشت الأمة العربية ، وعاش رجالها المخلصون ، وليسقط قاسم العراق بدعواه الباطلة على الكويت ، البلد الحر المستقل .. والسلام “وجدت هذه الرسالة في كتاب الأدب النبوي ، لمحمد عبدالعزيز الخولي ” يرحمه الله ” في الصفحة (181) ، ومحمد الخولي توفي 14 من إبريل 1931م ، وأكمل كتابه الشيخ مصطفي الخفاجي ” يرحمه الله “، وقد طبع طبعته الثانية في1937 م.

وهذا الكتاب من كتب مكتبة الشيخ محمد حامد الفقي ( من مقتنيات مكتبة مركز المخطوطات والتراث والوثائق ) وكذلك الشيخ الفقي” يرحمه الله ” توفي قبل هذا التاريخ (1961م ) .

قومية ناصرية 

عبد_الكريم_قاسم
عبدالكريم قاسم

فلعل أحدهم استعار الكتاب من الفقي ،ولم يرجعه بعد ذلك ، أي بعد وفاته ، عموما هذا الخطاب يسلط الضوء على الفترة التي حاول قاسم العراق أن يطالب بالكويت (61-1963 م ) والتي على ضوئها جاءت الجيوش العربية ، وقبلها الجيش البريطاني ،وقد رأيناها في الأسواق والأماكن العامة ، وتحادثنا معهم على اعتبار أننا كنا قوميين عرباً ، بل قبلها ناصريين .

سبق الجيش البريطاني الجيوش العربية في الوصول إلى الكويت والحكومة البريطانية ،و في هذا تنفيذ معاهدة الحماية الجديدة مع الكويت والتي بدأت في عام 1961 م .

الشيخ عبدالله السالم - يرحمه الله - يوقع على وثيقة الإستقلال عن بريطانية
الشيخ عبدالله السالم – يرحمه الله – يوقع على وثيقة الإستقلال عن بريطانية

استنفار الشعب الكويتي

كانت تلك الأيام ايام استنفار للشعب الكويتي ، وفي مقدمتهم الشبيبة الذين تسابقوا للتطوع لتسجيل أسمائهم للذود عن الكويت وحمايتها ، وأخذوا في التدريب في المراكز التي حددتها وزارة الداخلية آنذاك ، وكنت أنا وبدر

صدام حسين
صدام حسين

عبدالله العمر نحرس القطعة (3) من منطقة كيفان ، ومعنا بنادقنا ( الذاتية ) ، وقد اخزى الله سبحانه عبدالكريم قاسم ودحره ، وسجن نفسه بنفسه في وزارة الدفاع خوفاً ، ليس من الكويت وأهلها ، وإنما من شعبه الذي هدم عليه وزارته بالمدفعية ، وأخرج منها مقتولاً .

والأيام تدور

وظهر في تلك الأثناء في الأعلام صدام حسين وهو قطع رأسه أمام الملأ ، كبداية لظهور عميل جديد لأعداء الأمة ، وكان وقتها يدرس في القاهرة ، ويسكن مع طلبة كويتيين ، وبلمح البصر يذهب إلى العراق ليكون له هذا الدور ، بعد التقاء بوش الأب به ( آنذاك كان مديرا للمخابرات الأمريكية ) حيث اجتمع به قبل ذهابه إلى العراق ، وبدا دور هذا العميل الشاب منذ ذلك اليوم .

الأمير الوالد الشيخ سعد العبدالله رحمة الله عليه عند عودته للبلاد بعد التحرير
الأمير الوالد الشيخ سعد العبدالله رحمة الله عليه عند عودته للبلاد بعد التحرير

ومن المفارقات أن يتم سقوط نظام صدام على يد بوش الأب نفسه وابنه عندما توليا حكم الولايات المتحدة … بعد أن اعاد صدام ما فعله سلفه قاسم ..ولكنه لم يكتفي بالمطالبات كسابقه .. بل احتل الكويت وطرد حكامها وشعبها !!

وفي الزوايا خبايا عندنا منه الكثير ما يصلح للنشر ، ومالا يصلح .

والله المستعان ..

البيان الأول :
” أن الكويت دولة عربية مستقلة ، ذات سيادة معترف بها دولياً ، وحكومة الكويت وشبعها مصممان على الدفاع عن استقلال الكويت ، والحكومة مقتنعة بان الدول الصديقة والمحبة للسلام ، ولاسيما الدول العربية الشقيقة ، ستساند الكويت في الحفاظ على الاستقلال ” ( الشيخ عبدالله السالم الصباح امير الكويت – 1961 م ) .

*رئيس مركز المخطوطات والتراث والوثائق ومجلة تراثنا

تواصل معنا 

اترك تعليقاً