• Post published:17/06/2021

 

أضاءات حول (ابـن عـريعـر ) للمؤرخ أحمد البشر (الحلقة 2 ) 

من نفوذ وسيطرة الخوالد إلى أمارة الصباح

 

اسطول حربي بحري للدولة العثمانية
اسطول حربي بحري للدولة

 

تراثنا –  د محمد بن إبراهيم الشيباني * :

 

القت كثير من ملابسات المنطقة أقليميا ودوليا ، وما يدور في الجوار ظلالها على نشأة الكويت ، والتهيئة المناسبة لقيامها ، وفي السطور التالية ، نستكمل ما دونه المؤرخ أحمد البشر عن تاريخ الكويت .  

عن تلك الحقبة يقول المؤرخ البشر الدامية بالأحدات :  كانت تركية تعاني عام 916 هجرية /1510 م ، من احتلال الإيرانيين للعراق ، وطردهم منها ،  مما حال دون قيام الأتراك لمنازلة البرتغاليين في الخليج ، وشل نفوذهم ، فانحصر الصراع بين تركية وإيران ، مما سهل على البرتغاليين مهمتهم في الخليج .

 

احمد البشر الرومي
احمد البشر الرومي

أحمد البشر 

 

  • استغل البرتغاليين انشغال العثمانيين باحتلال ايران للعراق فوطدوا اقدامهم في الخليج  .

  • استنجد أهل القطيف العثمانيين لحمايتهم من البرتغاليين فاحتلوها فثار عليهم أهاليها وطردوهم .

  • ضاق الوالي التركي بثورات أهالي البصرة فباعها لأحد أثرياءها العرب ب(40)  ألف قرش !

 

سيطرةا لبرتغاليين 

ولما استعاد الأتراك العراق ،  وطردوا الإيرانيين منه بقيادة ( ذو الفقار التركي ) رأوا أن البرتغاليين قد وطدوا أقدامهم في الخليج ، وأنشأوا الموانىء على طول ساحله ، وأصبحوا بذلك مصدر خطر على النفوذ  التركين ،فلم يروا بداً من منازلتهم لازاحة هذا الكابوس الجديد ، فجهز الاتراك أسطولاًً أبحر إلى موانىء الخليج ، فلم يفلح في مهمته ، لأنه لم يجد العون من الأهالي .

 

الاستنجاد بالترك

 

الفاو جنة النخيل كما بدا في صورة قديمة
الفاو جنة النخيل كما بدا في صورة عراقية  قديمة

وفي عام 957 هجرية- 1550 م ، ثار أهالي القطيف على أميرهم ، وخافوا احتلال البرتغاليين لمدينتهم ، فاستنجدوا بالأتراك ، الذين كانوا في البصرة ، فلبى الأتراك طلبهم ، وجهزوا أسطولاً احتل به مراد بك مدينة القطيف .

 

طرد الاتراك من القطيف

ولما رأى أهالي القطيف أن في نية الأتراك البقاء في مدينتهم والاستيلاء عليها ، ثاروا على مراد بك فأجلوه عنها وتعقبوه إلى الشط ، ثم عاد الترك فاحتلوا القطيف مرة ثانية عام 1000 هجري – 1591 م ، فأصبحت الأحساء والقطيف تابعة للأتراك .

 

وعُين فاتح باشا والياً عليها ، فانقرضت بذلك دولة أجود ابن زامل ، ولم يكن الأتراك يستطيعون البقاء في الأحساء ، إلا بحماية  القبائل الكبيرة ورضاها عنهم ، وكان الأتراك يتركون هذه القبائل حرية التصرف في البادية .

 

وكان يحمي الأتراك في هذه المرة في احتلالهم القطيف والأحساء قبيلة آل شبيب ، وكان رئيسها في ذلك الحين راشد بن مغامس ، وآل شبيب هؤلاء هم الذين يدعون ( آل سعدون ) ، أمراء المنتفق في أيامنا هذه نسبة إلى أجدادهم ( سعدون ) .

 

الولاة الأتراك 

و تناوب حكم الأحساء والقطيف ولاة عدة من الترك هم : فاتح باشا ، وعلي باشا،  ومحمد باشا ، وعمر باشا ، وهو آخرهم ، وكان هولاء الولاة يستمدون قوتهم في الاستيلاء على الأحساء والفطيف من البصرة ، التي كانت يومئذ في نزاع مع ولاتها الأتراك ، لأن سكان البصرة  عرب ، ويرون أن الأتراك غرباء عنهم ، فلا يحق لهم أن يفرضوا طاعتهم على أهل البصرة .

 

طالع الحلقة الأولى : دولة بني عريعر واستيطان الكويتين في مناطق نفوذهم

 

 

الباب العالي في دولة الخلافة العثمانية في اسطنبول
الباب العالي في دولة الخلافة العثمانية في اسطنبول

باع البصرة !

فكان هذا الخلاف في كثير من الأحيان ينشب بين أهالي البصرة ضد الأتراك ، وكثيرا ما طرد أهالي البصرة  الأتراك من مدينتهم ، وكان والي البصرة التركي في سنة 1021 هجري – 1613 م هو أيود باشا ، فمل هذه الحال ، وباع البصرة على أحد أثريائها بأربعين ألف قرش !

 

أمير البصرة 

 ولقبه بافراسياب باشا ، فخلع عن نفسه هذا الاسم ، وسمى نفسه ( أمير البصرة )، وبقيت البصرة في عهده شبه تابعة للأتراك ، وقد استطاع أمير  البصرة العربي  أن ينشر الأمن حتي أصبحت البصرة لها سيطرة كبيرة على البادية .

 

وتوفي امير البصرة  سنة 1024هجري – 1621 م ، وخلفه ابنه علي باشا ، وكان حكيماًَ في إدارة البصرة ، فازدهرت في أيامه .

 

 

كتب وكتاب

 

كتاب ومكتبة

 

مجلة الرائد 1/25 عام 52 -1953م ، إصدار مصور عنها مركز البحوث والدراسات الكويتية ، ومرجع آخر ، مقالات عن الكويت ، أحمد البشر ص 13 ن 1386 هجرية/1966 م ، مكتبة الأمل – الكويت

 

يتبع لاحقا 

 

تواصل مع تراثنا 

اترك تعليقاً