• Post published:27/06/2018
الشيخ عبدالله المبارك و فخامة الرئيس فؤاد شهاب رئيس الجمهورية اللبنانية
الشيخ عبدالله المبارك و فخامة الرئيس فؤاد شهاب رئيس الجمهورية اللبنانية

لقد اساء البعض فهم كرم الشيخ عبدالله المبارك “1914 – 1991 م “و اتهمه البعض الاخر بالبذخ والحقيقة أن هناك فارقاً كبيراً بين الكرم والبذخ ، فالكرم خلق يتطبع به الإنسان منذ الصغر ، ويعيش معه حتى الممات ، غنيا ً كان او فقيراً ، وقد كان الشيخ عبدالله المبارك الذي شغل منصب رئيس الامن العام في الكويت كريماً منذ صغره ، حسب عادات البادية وهناك أمثلة كثيرة يرددها الناس عن كرمه .

——————————————————-

الشيخ عبدالله المبارك الصباح
الشيخ عبدالله المبارك الصباح

ومن ابرزها :

  • سعاد الصباح : لا أذكر طيلة زواجي منه اننا تناولنا طيلة ثلاثين عاماً وجبة الغداء بمفردنا بدون اصدقاء ومدعوين .
  • ارسل شيكاً بمليون دولار إلى جمال عبدالناصر وفوضه بالتصرف فيه لخير الشأن العام في 1966 م .
  • كاتب سوري: سجون الكويت خاوية والطمأنينة والأمن العام ظاهرة حتى أن الحوادث العادية تكاد تكون غير موجودة عام 1953.
  • سدد رهن بيت بمئة الف روبية لتاجر جاء باكياً طالبا مهلة شهر.. فاسقط المبارك الرهن وسجل البيت باسمه وأولاده .
  • في مطلع كل رمضان يرسل من يحصر عدد المتهمين بمخالفات مالية ويسدد عنهم ليحتفلوا بالعيد بين اهليهم .
  • اوصى المبارك بثلث ثروته لأعمال الخير والبر فشيدت المساجد والمراكز العلمية وارسلت البعثات الطلابية للدراسة في الخارج .
  • اعطى مصروف البيت لبائع افريقي متجول يبيع مراوح مصنوعة من ريش النعام قائلاً:” نحن نعطي والله يعطي اكثر ” .

——————————————————-

اكرم بائع افريقي
يذكر العاملون في الاربعينيات حضور رجل افريقي إلى منزل الشيخ عبدالله المبارك يعرض مرواح من ريش النعام للبيع، وكان مظهره ينم عن الحاجة ،طلب الشيخ من سليمان الموسى الذي يعده بمثابة الوالد ما تبقى من مصروف البيت واعطاه للرجل، وعندما راجعه الموسى بهذا التصرف رد:” الله كريم نحن نعطي وهو يعطي اكثر “.
دفع التزامات المخالفين

وكان يرسل احد موظفيه في مطلع شهر رمضان من كل عام إلى السجن المركزي لكي يحصر المتهمين بمخالفات مالية ، ثم يقوم الشيخ بدفع التزاماتهم لكي يخرجوا من السجن لصيام رمضان والاحتفال بالعيد مع أسرهم واولادهم .
وربما لا يعرف الجيل الحالي دلالة هذا العمل ، ففي هذا الوقت كان المدين الذي لا يقوم بدفع دينه يسجن حتى سداد الدين ، بل وكان على السجين عند خروجه أن يدفع مبلغاً يتراوح بين 3 و5 روبيات يعطي للسجان وكان يسمى ” خدمة ” !
فك رهن بيت واهداه اياه 

المبارك في شبابه
المبارك في شبابه

في أحد الأيام حضر إلى الشيخ عبدالله أحد تجار الكويت باكياً لأن بيته مرهون ومهدد بالبيع لعدم قدرته على الوفاء بدين قيمته مئتا الف روبية ،وطلب من الشيخ أن يسدد الدين نيابة عنه بضمانة البيت لمدة شهر واحد فقط ،فاستجاب الشيخ ودفع المبلغ ، كان شهر رمضان على الأبواب ، ارسل الشيخ احد موظفيه – علي العيسى – لإحضار التاجر، فبادره الشيخ قائلا : ” لا تخف ، لقد علمت ان لديك زوجة واولاداً وليس لديك غير هذا البيت ، لذلك قررت ان اعطيك اوراق بيتك ،وان اسقط عنك الرهن ، فالبيت من الان ملك لك ولأولادك ” .

شيك المليون دولار

في عام 1966 م ارسل الشيخ عبدالله المبارك شيكاً بمبلغ مليون دلار للرئيس جمال عبدالناصر قائلاً له ” ” تاركاً للرئيس أمر توجهيه الى أي غرض من أغرض النفع العام كما يراه ” و غيرها من التبرعات الكثيرة التي لا نستطيع ان نحصرها .

دعوات الغداء جماعية
و كان لا يتناول الطعام لوحده ، كما تقول أرملته د. سعاد الصباح : ” لا أذكر طيلة زواجي منه اننا تناولنا طيلة ثلاثين عاماً وجبة الغداء بمفردنا بدون اصدقاء ومدعوين ، لم يرد محتاجاً أو مريضاً أو طالباً للعلم ، ولم يخيب رجاء من لجأ إليه سعياً لدعمه ومساعدته ” .
وسبحان الله ما اشبه الليلة بالبارحة ، فهذه د.سعاد الصباح واولادها لا ينفكون يساعدون من يلجأ إليهم طالباً المعونة من طلاب علم او باحثين او مراكز علمية أو جمعيات نفع عام او خيرية أو لجان زكاة وأسر، اخذوا عادته وطبعه وخلقه وسلوكه العام .

الشيخ عبدالله المبارك رئيس الامن العام يستعرض قوة من الشرطة العسكرية
الشيخ عبدالله المبارك رئيس الامن العام يستعرض قوة من الشرطة العسكرية عام 1959

اوصي بثلث ثروته للخير

لقد ترك الشيخ عبدالله المبارك الصباح ثروة طائلة ، اوصى بأن يكون ثلثها حقاً للأعمال الخيرية ، وقد قامت ارملته د.سعاد الصباح بالنيابة عن نفسها وعن ورثته الآخرين وابنائه وبناته ، محمد وامنية ومبارك وشيماء ، بإلزام نفسها وبإلزامهم بهذه الوصية المباركة ، فسجلتها لدى الكاتب بالعدل رسمياً ، وأقامت “مبرة الشيخ عبدالله المبارك الصباح” التي ترفض الكشف عما تقدمه من تبرعات أو عون ، ولكن الخير كالشمس لا تخفى حضورها فهاهي المساجد والمراكز الدينية في الكويت ولبنان ومصر.. وهاهم ألوف الطلبة الذين تعلموا ومئات المرضى الذين عولجوا في الخارج … وكلها شهادة لخير مبرة عبدالله المبارك ولما تؤديه ارملته واسرته لوجه الله من خير لا يعرف به أحد ” تنفق يمينه بما لا تعلم شماله ” وفي هذا تكون القدوة ويكون البر العظيم .

الامان والامان
وصف أحد المعلقين السوريين حالة الأمن العام في الكويت في عام 1953 قائلاً :” ان سجون الكويت خاوية ، و أن الطمأنينة والأمن العام ظاهرة موجودة في الكويت “بفضل الله “ثم جهود الشيخ عبدالله المبارك رئيس الأمن العام ، حتى أن الحوادث العادية تكاد تكون غير موجودة .
ويمضي قائلا ً : وكدليل على ذلك ، فإنني لم ار ولم اسمع بوقوع مشاجرات بين سكان الكويت الأصليين ، بل إن السجن هناك لم يضم في عام 1952 سوى سبعة وستين سجيناً فقط ، ثمانية وخمسون منهم من اصل غير كويتي وتسعة فقط من اهل الكويت ، وهؤلاء قد سجنوا بسبب حوادث غير خطيرة ، كحوادث السيارات أو عدم الوفاء بالديون ، وتأكد لنا ان السرقات في الكويت نادرة ، إن لم تكن معدومة ” (*).

عبدالله المبارك في موقع عمليات عسكرية
عبدالله المبارك في موقع عمليات عسكرية

نبذة عن الشيخ عبدالله المبارك
ولد الشيخ عبد الله المبارك الصباح في 23 من أغسطس من عام 1914 بدولة الكويت ، وتوفي والده وهو في عامه الأول ، ثم تولى أخوه الأكبر الشيخ حمد المبارك الصباح شؤون تربيته، بدأ حياته الدراسية بإحدى الكتاتيب، ثم بعد ذلك قرر الانضمام إلى صفوف المدرسة المباركية، وعندما بلغ عمره الثانية عشرة ، شارك عبد الله المبارك الصباح في حراسة « بوابة الشامية» وهي إحدى بوابات سور الكويت، كما عمل مساعدًا للشيخ علي الخليفة مدير دائرة الأمن العام، وتولى مسؤولية مكافحة أعمال التهريب والإشراف على البادية ، وبعد ذلك تم اختياره ليتولى منصب مدير دائرة الأمن العام بالكويت وذلك في عام 1942 وذلك بعد وفاة الشيخ علي الخليفة، وفي عام 1949 ، قام بإنشاء إدارة الجوازات والسفر بدولة الكويت وتوفي عام 1991 م رحمة الله عليه .

هوامش
* مجلة النقاد الدمشقية بتاريخ 29 من مارس 1953

 

تابعونا على الموقع الالكتروني :

http://www.torathona.org/

سجل بريدك الألكتروني لتصلك المقالات مباشرة :
h/ttp://www.torathona.org/%D8%AA%D8%A7%D8%A8%D8%B9%D9%86%D8%A7

اترك تعليقاً