• Post published:20/05/2021

الشيخ عبدالله السالم الصباح ( 1950 – 1965م )

 لو احتاج أحد من أفراد شعبي إلى عباءتي لخلعتها من على ظهري وسلمتها له

 

الأمير عبدالله السالم ( الأول يسار) وأسرة الصباح الكرام في انتظار التهنئة بعيد الفطر عام 1961 "دروازة "
الأمير عبدالله السالم ( الأول يسار) وأسرة الصباح الكرام في انتظار التهنئة بعيد الفطر عام 1961 “دروازة “

 

نراثنا – د . محمد بن إبراهيم الشيباني * :

 

د. محمد الشيباني
د. محمد الشيباني

لا أدري لماذا تذكرت هذا الرجل في هذا الوقت ، هل لأني عشت حقبته كاملة من أولها (1950 م ) إلى نهايتها عام ( 1965 م ) ؟ حيث يمر بنا في كيفان ، في الشارع الذي بيننا وبين منطقة الشامية ، حتى رجوعه يومياً من قرية الجهراء مع سائقه وحدهما في سيارته الكاديلاك السوداء ، من دون حماية لا من أمامه ولا من خلفه !

 

  • المؤرخ الحاتم عن عبدالله السالم : الذي انطلقت في عهده الحياة الهانئة من عقالها باجلى مظاهرها .

  • كان الرجل لا يتكلم كثيراً وإذا تكلم كان لكلامه معنى وبُعد نظر واهتز له من في الداخل والخارج .

  • كانت يده سخاء لا يحب الجمع والتكاثر ، فقد كان يجمع للشعب ولسعادتهم وضمان مستقبلهم .

 

أم هو تذكر لعصره الذهبي كما ذكره المؤرخ الحاتم بقوله : ” الذي انطلقت فيه الحياة الهانئة من عقالها بأجلى مظاهرها ، وانعتق فيه العيش الرغيد من إساره ” ؟!

 

الأمير عبدالله السالم الصباح يتابع مجريات الأحداث - يرحمه الله
الأمير عبدالله السالم الصباح يتابع مجريات الأحداث 

لقد انجلت في عصر الشيخ عبدالله السالم الصباح – يرحمه الله – الكثير من المعضلات والأزمات المحلية والأقليمية ، وقد حلت بأسهل ما يكون مشكلة الماء في الداخل ، ومشكلة التهديدات العراقية في الخارج ، وآخرها تهديدات عبدالكريم قاسم عام 1961 م .

 

وليس هذا فقط ، فقد كان هذا الرجل لا يتكلم كثيراً ، وإذا تكلم كان لكلامه معنى وبُعد نظر ، واهتز له من في الداخل والخارج ، لقد رفع من شأن أخوانه العرب الرؤساء والشعوب ،  وساعدهم ووقف مع محنهم ، وصالح بين المتنازعين والفرقاء ، لم يهتم بالسياسة عند المساعدة والتمويل ، فكانت أموال الكويت الكثيرة هي للمواطنين والعروبة والإسلام .

 

لقد كان أول من بنى للأيتام والأرامل البيوت في المناطق الداخلية ، وفكرته كانت كذلك بناء بيوت الحكومة في جميع مناطق الكويت ، كان يرى أن خير الكويت لأهلها في الأول والأخير ، وهو ماحباهم ربهم به ، فليوزع عليهم ، وذلك عندما أنشأ لجنة التثمين ، حيث إن الكثير من الكويتيين لا يملكون المال لبناء البيوت في المناطق السكنية الجديدة خارج السور .

 

طالع : حاكم الكويت عبدالله السالم في حوار مجلة المصور  المصرية معه منذ 60 عاماً 

 

حكمته أن المال وُجد ليسعد الناس ، و” يتبحبحوا ” به ، وهو رزق أتاهم من ربهم ، وهو سبحانه مقسم الأرزاق ، ونحن الأسباب ، كانت يده سخاء لا يحب الجمع والتكاثر ، وقد ذهب ولم يعلم عنه أنه ترك شيئاً يُشار إليه أو يُذكر به بعد موته ! فقد كان يجمع للشعب وإلى سعادتهم وضمان مستقبلهم .

 

الشيخ عبدالله السالم الصباح يجلس مفترشا الأرض ويتناول غداءه البسيط - يرحمه الله
الشيخ عبدالله السالم الصباح يجلس مفترشا الأرض ويتناول غداءه البسيط 

 

رحمة الله عليك أبا سالم ، لا أعلم كيف تذكرتك ، لقد جرني القلم !

 

*رئيس مركز المخطوطات والتراث والوثائق ومجلة تراثنا

 

-نُشر المقال في الزميلة القبس في 2 من نوفمبر 2011 م 

 

تواصل مع تراثنا 

اترك تعليقاً