• Post published:25/10/2018

القاضي الإنكليزي

«لولا بعض الأحوال الحاضرة لكان من الممكن أن أكون أنا أكبر المجرمين»!

 

ربا و سكينة واحدى ضحيتاهما
ربا و سكينة واحدى ضحيتاهما

 

تراثنا – كتب أبو معاذ الأثري:

 

«إنهم كبقية الناس تماماً وكثيراً ما يخطر لي أنه لولا بعض الأحوال الحاضرة لكان من الممكن أن أكون أنا أكبر المجرمين كل منا في مكان الآخر »…كان هذا سؤالاً موجهاً إلى قاض إنكليزي عن طبيعة المجرمين الذين يمرون أمامه فأجاب عنه بقوله هذا “.

 

 

منزل ريا وسكينة حيث تسفك دماء الضحايا
منزل ريا وسكينة حيث تسفك دماء الضحايا

الأستاذ توفيق مفرج زار سجن بوزعبل بعدما قبض على المجرمتين ريا وسكينة ووصفهما بوصف نادر عزيز لا تجده في مكان آخر إلا في سجلات الشرطة وبعد القبض عليهما ومن معهما واشتهار أمرهما بين الناس قامت استوديوهات مصر للأفلام بانتاج فيلم عن قصتهما منذ البداية إلى النهاية ، كما قدمت في مسرحية من بطولة أشهر نجوم المسرح في مصر ، وقعت جرائمهما في خلال الحرب الكونية الأولى في سنة 1921م.

 

 

هانم وفردوس وحجازية اللواتي ذهبن ضحية قطعة من الحلي المموهة أو خلخال من الذهب الكاذب أغرى المجرمتين بها .

 

يصف الكاتب الزائر سجن ريا بقوله : “كانت ريا جالسة بهدوء وسكون وقد حوّطت ركبتيها بذراعيها فألفت منهما شبه سلة ألقت رأسها فيها وهي لا تلتفت يمنة ولا يسرة . أما سكينة فشعرت بقدوم زائر جديد وقد خامرتها على ما تخيلت رغبة شديدة في أن تظهر احتقارا للحياة وعدم اهتمام للمتطفل الذي جاء ليراها” .

 

 

ويكمل الأستاذ : “ريا وسكينة ـ المرأتان المجرمتان اللتان خنقتا كثيرات من النساء ـ يا لها من أفكار وتأملات وميول كانت تتبادر في مخيلتي وقفت في فسحة ضيقة متفرساً في تينك المرأتين وهما في ظلمة السجن المخيف تنتظران حكم القضاء “.

 

ويستطرد فيقول : اسأل من تشاء من علماء الفسيولوجية فسيقولون لك إن كل ما حدث نتج عن خلل طفيف في نسيج المادة السنجابية في تلافيف الدماغ وهي مصدر جميع الأعمال والحركات , واسأل علماء البسيكولوجية فيؤكدوا لك أن الاختلاف بين أعقل النساء وأكبر المجرمات ليس سوى اهتزاز لطيف في تلافيف الدماغ أيضاً .

 

 

الصحف المصرية تكشف اسماء الضحايا
الصحف المصرية تكشف اسماء الضحايا

 

لا يشك أحد في أن الجريمة ليست واحدة وأن دواعيها كذلك والحاصن من عدم وقوعها عند بعض الناس هو الله سبحانه وبأسبابها وهو الدين الخالص واختيار القرين الطيب الذي يدل على الخير والرفعة والسمو , فالإنسان الحق يملك نفسه من الزلل والخطايا ما استطاع إلى ذلك سبيلاً لعلمه أنه مأزور على فعلها ومأجور على تركها وأن عليه أن يملك نفسه عند الغضب وهو شر الأخلاق والعادات والصفات التي تؤدي إلى الجرائم صغرت أم كبرت .

 

وقد صدق القاضي الإنكليزي بقوله : «… لولا بعض الأحوال الحاضرة ـ الأسباب ـ لكان من الممكن أن أكون أنا أكبر المجرمين»! وهذا ينسحب على البشر كافة ولكن كما قلت العاصم من ذلك هو الدين الحي في صدور العالمين الذي يميز بين الخير والشر .

 

 

طالع : ريا وسكينة القرن السابع الهجري .

 

 

تواصل مع تراثنا 

اترك تعليقاً