• Post published:05/12/2020

وقعت بمصر في القرن السابع الهجري 

عجوز وحسناء استدرجن الرجال والنسوة فسلبوهم وقتلوهم وحرقوهم بالافران !

 

 

 

تراثنا – التحرير :

يبدو أن أحداث اشهر رواية قاتلتين في القرن العشرين ( ريا وسكينة ) لم تكن فريدة من نوعها ، بل لها سابقة في تاريخ مصر  القديم أيضا ، وقعت في  النصف الثاني من القرن السابع هجري ، على يد بطلتين ومعاونيهما ، بثوا الرعب والفزع في البلاد والعباد .

 

هذه المفارقة اللافتة والمتجددة عبر الزمن ، ننقلها للقاريء عن أحداث سنة 662 هجرية ما نصه (1) :

 

خبر الخناقة بمصر

 

” وفيها ، كان خبر الخناقة بمصر ، قال شمس الدين الجوزي في ” تاريخه ” : فيها ظهرت قتلى في خليج مصر ، وفُقد جماعة ، ودام ذلك أشهراً ، حتى عُرف أن صَّبية مليحة اسمها (غازية) كانت تتبرج بالزينة ، وتُطمع من يراها ، ومعها عجوز ، فتُشاكل الرجُل وتقول : هذه ما يُمكنها إلا في منزلها ، فإذا انطلق معها ، واستقر في دارها ، خرج إليه رجلان جلدان فيقتلانه ، ويأخذان ما عليه .

 

سكينة وريا الحقيقيتين
سكينة وريا الحقيقيتين

وكانوا يتنقلون من موضع إلى موضع ، إلى أن سكنوا على الخليج ، وجاءت العجوز مرة إلى ماشطة (2) مشهورة ، لها حُلي تخرج به بالعرائس ، فقالت لها : عندي بنت ، ونريد أن تُصلحي من شأنها .

 

فجاءت بالحُلي ، تحمله الجارية ، ورجعت الجارية من الباب ، فدمسوا (3)الماشطة ،ولما أبطأ خبرها على جاريتها ، مضت إلى الوالي فأخبرته ، فركب إلى الدار وهجمها ، فوجد غازية والعجوز ، فأخذهما وتهددهما ، فأقرتا ، فحبسهما .

 

فجاء إلى الحبس أحد الرجلين ن فشعر به الأعوان ، فأُخذ وقرُّر وضُرب ، فاعترف ودل على رفيقه ، وكان رفيق أخر له قمين (4) للطوب ، كان يُلقي فيه من يقتلانه في الليل فيحترق .

 

واظهروا أيضا من الدار حفيرة مملوءة بالقتلى ، فأنهي أمرهم إلى السلطان ، فَسُمروا خمستهم ، وبعد يومين شفع أمير في الصبية ( غازية ) فأُزلت وماتت بعد أيام” .

 

هوامش :

 

1- سنة 662 هجرية ، الذهبي: تاريخ الإسلام ج49 ص7 ، طبعة المكتبة التوفيقية- القاهرة

 

2-الماشطة : بكسر الشين جمعها مواشط ، المرأة التي تحترف تزيين النساء وتمشيطهن (معجم اللغة العربية المعاصرة )

3- دمس الشّيء : خبّأه، غَطَّاه ودَفَنه ”دَمَس المسروقات- دَمَس الأسلاك- دَمَس الحقَّ أو الخبرَ ( المعاني )

 

4-القمين :الجدير بالشَّيْء والقمن (جمعه) قمناء ،وأتون الْحمام والموضع الَّذِي يرص فِيهِ اللَّبن وَيحرق ليصير آجرا (مو) (ج) قمائن (معجم اللغة العربية المعاصرة ) .

 

صور : (زهرة الخليج ) وشبكة الأنترنت

 

طالع ريا وسكينة قبل الإعدام 

 

إقرأ

 

الحلقات والدراسات والبحوث والتقارير التاريخية المنشورة في تراثنا

 

 

 تواصل مع تراثنا 

اترك تعليقاً