• Post published:25/07/2020

كان عالماً بالأنساب والأصول، ورع محارب للبدع، قدوة للدعاة وطلاب العلم

عبدالله عيسى الخالد المشاري
عبدالله عيسى الخالد المشاري – يرحمه الله 

تراثنا – التحرير :

تستضيف تراثنا على موقعها الالكتروني كتابات منتقاة للزميل الكاتب يوسف عبدالرحمن في زاويته الشهيرة ( ومضات )التي تنشر في الزميلة جريدة الأنباء لما عُرف عنه الوسطية في الطرح وعقلانية المعالجة .

رحل حامل ” السلفية ” الحقة

يوسف عبدالرحمن
يوسف عبدالرحمن

يوسف عبد الرحمن  :

  • ما زلت اتذكر دائما ابتسامته الجميلة الهادئة المطمئنة التي عُرف بها بكل هدوئه وآرائه وأفكاره .

  • كان أنموذجا للإنسان الحامل لدعوة التوحيد المباركة، نقي السريرة، دائم التفاؤل، وحصد محبة الناس .

بقلم : يوسف عبدالرحمن *

رحل العم عبدالله عيسى الخالد المشاري (أبو خالد) عن عمر يناهز ٨٤ عاما – عطاكم عمره – في 22 من ذي القعدة 1441هـ الموافق الاثنين 13 يولي

2020م ودفن في مقبرة الصليبخات، فمن هذا الشيخ الجليل، إذا أردت أن تتعرف على شخصية (سلفية) حقيقية ونحسبه كذلك، ولا نزكي على الله أحدا؟

الشيخ الداعية عبدالله خلف السبت
عبدالله السبت

آلمني الخبر الذي نبهني إلى وفاته وهي (مرثية طيبة) كُتبت له في مجلة «الفرقان» ومن إعداد الأستاذ سالم الناشي والزميل وائل مصطفى.

والعم أبوخالد رأيته أول مرة في مزرعة بالوفرة مع الشيخ عبدالرحمن عبدالصمد ” يرحمه الله ” في درس عن الجن ثم كنت ألتقي به في محاضرات جمعية إحياء التراث الإسلامي، خاصة المخيمات الربيعية الدعوية التي تستضيف مشايخ من المملكة، العربية السعودية والشيخ عبدالله السبت – رحمه الله – والشيخ عبدالرحمن عبدالخالق  ” يرحمه الله ” وآخرين كثرا، يوم كان التجمع السلفي موحدا ومهتما فقط بالعمل الدعوي والخيري.

 ابتسامة هادئة

في هذه الفترة كنت أرى شيخنا عبدالله الخالد – أبوخالد – في حملات الحج، وقد أكرمنا الله معه بكم حجة وعمرة رمضانية جلسنا معه وتحدثنا وما زلت أتذكر دائما ابتسامته الجميلة الهادئة المطمئنة وعُرف بها بكل هدوئه وآرائه وأفكاره، وكان بحق من ركائز جميعة إحياء التراث والفكر السلفي المحب لوطنه وأمته وشعبه وعلمائه ودعوته وعقيدته، وأنموذجا للإنسان الحامل لدعوة التوحيد المباركة، نقي السريرة، دائم التفاؤل، وحصد محبة الناس في داخل الكويت وخارجها، ولا أذكر له عداوات أبدا، وظل حتى وفاته علما ورمزا من الشخصيات السلفية، فلم يتغير ولم يتلون، وحمل دعوة التوحيد والعمل الخيري بكل شجاعة المؤمن بمبادئه وعقيدته الوسطية السلفية، فكان على الدوام محط احترام وتقدير الأجيال التي رافقته أو الآنية من الشباب الذين كان يعطيهم من وقته وعلمه ونصحه كحامل للسلفية الحقة، وشامخا بوجهه لكل يتجرأ عليها، محاربا للبدع والخرافات والتطرف، يحمل قلبا رفيع المستوى من الطمأنينة وعلو المكانة.

نعم المربي

العلامة عبدالرحمن عبدالخالق
عبدالرحمن عبدالخالق

والله منذ أن رأيته أول مرة إلى ما قبل كورونا في أكثر من (فرح حفل عرس) وهو – طيب الله ثراه ومثواه – نعم المعلم المربي والقدوة الحريص دائما على إعلاء مكانة السُّنة النبوية والمحب لأهله والمعين لشعبه، وهو الشجاع الذي رفع شعار السلفية الحقة دون خوف أو وجل!

رحمك الله يا أبا خالد لم تبخل بمال ولا جهد وفتحت قلبك قبل بيتك من أجل الدعوة، متمسكا بالمنهج السلفي ومنبريا للدفاع عن جمعية إحياء التراث الإسلامي التي أحببتها وأحبتك، فإلى – رحمه الله – يا أبا خالد.

ومضة

٭ورحل عن هذه الدنيا شيخنا وأستاذنا الخلوق صاحب الابتسامة عبدالله الخالد – أبو خالد – تاركا أثرا كبيرا في محبيه وأصحابه وأهله ومعارفه، ونحسب أن شيخنا أحد القدوات الذين عاصرناهم وترك أثرا كبيرا في الدعوة والعمل الخيري

والاجتماعي والدعوي، ولا نزكي على الله أحدا.

أخر الكلام

وأنا أكتب تذكرت كم وكم من اللقاءات التي جمعتنا ومازال محياه تعلوه هذه الابتسامة العجيبة الساحرة، خاصة وهو يحدثك في الملتقيات والمحاضرات والحج والعمرة وكأنه صديقك الحميم المقرب، فالرجل أعطاه الله (الحبابة) أي حب

الناس، أحبوه لجمال أخلاقه وأثره بكل هذه الشيبات البيض من وقار وأدب ولباقة وأثر!

زبدة الحجي

٭ عُرف عن الشيخ عبدالله الخالد – أبو خالد – حبه للمسجد وكان يصلي دائما في مسجد البابطين في قرطبة ويقف دائما خلف الإمام، ورغم مرضه في آخر عمره، فإنه لم ينقطع أبدا عن مسجده ومصلاه خلال 25 عاما من المواظبة!

الشيخ عبدالرحمن عبدالصمد -يرحمه الله
عبدالرحمن عبدالصمد

هذا أنموذج سلفي نظيف اليد والسيرة، موسوعة سلفية متحركة يعرف في الأنساب والأصول، ورع محارب للبدع، قدوة للدعاة وطلاب العلم والأئمة والنشطاء في التحرك الدعوي والخيري.

رحم الله شيخنا وأستاذنا وقدوتنا العم الراحل عبدالله عيسى الخالد المشاري المعلم والمرشد والموجِّه، ربِّ أوسع مدخله وأكرم نزله واجعل قبره روضة من رياض الجنة ومثواه الفردوس الأعلى من الجنة.. هذا الشيخ «فقيده»!

في أمان الله

y.abdul@alanba.com.kw

*كاتب في الزميلة الأنباء 

الزميلة الأنباء 

اترك تعليقاً