• Post published:21/02/2019

أسرار دفينة وغوامض لم يتأت للكثيرين الوقوف عليها

أناس عاشوا لغيرهم ..!

 

من خلف اسوار القضبان
من خلف اسوار القضبان

 

تراثنا – د . محمد الشيباني * :

 

د . محمد بن إبراهيم الشيباني
د . محمد الشيباني

كثيرون هم الرجال الذين عاشوا لغيرهم أكثر مما عاشوا لأنفسهم في هذه الحياة ، ففي الذكريات ( المذكرات ) التي أصدرها كثيرون من رجال أمتنا العربية والإسلامية عن حياتهم ونضالهم فيها ، وكيف أنهم دافعوا عن القضايا التي تبنوها وعاشوا لأجلها ، كان مآل أكثر السجون والمعتقلات ، ومنهم من قضى نحبه فيها ، ومنهم من خرج وعاش طويلاً ، وحكى حكايات تُعد من النوادر.

 

عبرة وعظة

 

في قصصهم عبرة وعظة ، فعندما تقرأ تلك الذكريات تريد أن لا يشغب عليك أحد حتى تقضي عليها قراءة وفائدة في مجلس واحد ، لا تتحرك فيه حتي تطبع ما قرأته في ذهنك ، تستفيد منه في حياتك ، بل يشدك لتكتب أنت مثلهم ، ولكن من دون سجون ومعتقلات والعياذ بالله .

 

ذكريات عراقية

 

فلو أتينا على ذكريات العراقيين فقط لأغنتنا من كثرتها عن ذكريات العرب الأخرين ، كمثال على بعض هذه الذكريات التي سطرت في الحقب الماضية مثل كتاب ” من وحي سجن أبي غريب ” لعلي محمود الشيخ علي ، وكتاب ” مذكرات سجين عن سجن بغداد المركزي ” لطالب عبدالرزاق ، و ” محكومتي ” لسلمان الصفواني ، ورسالة كتبها من السجن ببغداد عام 1936 ، و ” كنت معهم في السجن ” لجعفر الخليلي ، و” سبعة أشهر في سجن بغداد ” ليونس بحري و” ثمانون وألف ليلة في السجون ” لحمادي الناهي .

 

وغيرها من الذكريات التي تتعرف من خلالها على أنماط السجون وواقعها وناسها في ذلك اليوم من حكومات ومستعمرين ، وسجان وسجين ، واقع حياة كان يعيشه البشر آنذاك فيه من القسوة والظلم ما لم تره أو تسمع به.

أسرار دفينة 

 

وكما قال المؤرخون أمثال كوركيس عواد : ” تتفاوت المذكرات في ما ترمي إليه من أغراض وقد يتاح لأصحابها الكشف عن أسرار دفينة وغوامض لم يتأت للكثيرين الوقوف عليها “.

 

وحسبنا في مقالاتنا هذه حث من يقرأ لنا على التتبع والقراءة والغوص في أسرار ما كتبه رجالات تلك الأزمان ، وكيف عاش من مات ليحي ما ترك ، وكيف مات من عاش ليحي شهوته .

 

والله المستعان ..

 

• الاجتهاد  :

• “العباد مؤمنون بالاجتهاد لا بالتقليد ، لأنهم يستدلون بالصنعة على الصانع ” .

* رئيس  مركز المخطوطات والتراث والوثائق ومجلة تراثنا 

تواصل مع تراثنا 

اترك تعليقاً