• Post published:11/08/2018
تدوين الحديث النبوي في القرن الثاني الهجري
تدوين الحديث النبوي في القرن الثاني الهجري

تراثنا – التحرير : تواصل تراثنا في الحلقة التاسعة نشر حلقات من سلسلة  كتاب ” تدوين الحديث النبوي في اربعة عشر قرناً ” للدكتور محمد الشيباني رئيس التحرير ، كاشفة جهود العلماء في الذب عن سنة الرسول صلى الله وسلم من الضياع  وتنقيتها من الاكاذيب والموضوعات ، وفي هذه الحلقة نلقي الضوء على جانب من جهود العلماء في القرن الثاني هجري( الحلقات كاملة ) .

• الزهري: يخرج الحديث من عندنا شبراً فيرجع إلينا ذراعاً .
• كان الإمام مالك يسمي العراق (دار الضرب) أي: تُضربُ فيها الأحاديث وتخرج إلى الناس كما تضرب الدراهم الزائفة.

تدوين الحديث النبوي
تدوين الحديث النبوي

• الخلافات السياسية والزندقة والتعصب للجنس  والشعوبية والإمام والتقرب للملوك والخرافات من اسباب وضع الحديث .
• يقابل الوضاعين في الحديث ما يفعله كثير من الاعلاميين والسياسيين  من كذب بلغ الافاق  في ايامنا..وهي طبيعة البشر .
• أهتم أتباع التابعين اهتماما عظيماً بتوثيق السنة والتثبت من قبول الاخبار بكل وسيلة تطمئن إليها القلوب .
• سلك التابعون مسلك الصحابة في التثبت فكانوا يُحلِفون الراوي على ما سمعه او يطلبونه من طريق آخر أو يرحلون في طلب الرواية .
• أمر الخليفة عمر بن عبدالعزيز بتدوين السنة تدويناً شاملاً بعد أن كانت مقيدة عند بعض الصحابة و التابعين.
• أوائل القرن الثاني الهجري وُضعت المناهج التي يسير عليها نقاد الحديث من أجل المحافظة على السنة من الوضع والتحريض والخطأ.

٭ بواعث الوضع
إن الخلافات السياسية التي ذرّ قرنها بين المسلمين أواخر خلافة عثمان بن عفان رضي الله عنه، وفي خلافة علي رضي الله عنه؛ كانت سبباً في وضع الحديث .. وكان العراق أول بيئة نشأ فيها الوضع، وقد أشار إلى هذا أئمة الحديث، حيث كان الزهري يقول: «يخرج الحديث من عندنا شبراً فيرجع إلينا ذراعاً»، وكان الإمام مالك يسمي العراق (دار الضرب)؛ أي: تُضربُ فيها الأحاديث وتخرج إلى الناس، كما تضرب الدراهم الزائفة وتخرج للتعامل. وإذا كان السبب المباشر في وضع الحديث الخلافات السياسية؛ فلا شك أنه حدثت بعد ذلك أسباب أخرى كان لها أثر في اتساع دائرة الأحاديث الموضوعة. ونستطيع أن نجمل فيما يأتي معظم الأسباب التي أدت إلى الوضع في الحديث، موجزين بذلك ما استطعنا.
أسباب وضع الحديث
– الخلافات السياسية.
– الزندقة .
– العصبية للجنس والقبيلة واللغة والبلد والإمام .
– القصص والوعظ .
– الخلافات الفقهية والكلامية .
– الجهل بالدين مع الرغبة في الخير .
– التقرب إلى الملوك والأمراء بما يوافق هواهم .

لم تتوقف جهود فرز السنة الصحيحة من الموضوعة حتي يومنا هذا
لم تتوقف جهود فرز السنة الصحيحة من الموضوعة حتي يومنا هذا

أشهر واضعو الحديث
ونتيجة لما ذكرنا من بواعث الوضع، نذكر فيما يأتي أشهر أصناف الوضَّاعين وهم :
– الزنادقة الخارجون على الدين .
– أرباب الأهواء والبدع والخرافات .
– الشعوبيون والمتعصبون للجنس والبلد .
– المتعصبون للأئمة، والمذاهب المختلفة .
– القصاص والوعاظ المرتزقون .
– الزُهّاد والمُغفَّلون من الصالحين .
– المتملقون للملوك والحكام .
– المنافقون المنتحلون للعلم عن غير حقيقة.
الإعلاميون وضاعو عصرنا
ولا ينبغي لنا أن ندهش لحصول ذلك في تاريخ الإسلام … فهو أمر يتوافق وطبائع البشر، وضعف النفوس … ولعلّه يقابل في أيامنا هذه ما نراه من فعل كثير من الصحفيين والمذيعين والسياسيين الذين يكذب أحدهم الكذبة فتبلغ المشرق والمغرب، فيصدقها الناس، ويحلفون عليها، والذين قالوها يعلمون أنهم كانوا كاذبين.هكذا أهل الدنيا منذ أن خلقهم الله، منهم الصالحون، ومنهم دون ذلك.

العلامة المحدث ناصر الدين الألباني "يرحمه الله " كان علما في الذب عن السنة النبوية وكشف المكذوب من الصحيح
العلامة المحدث ناصر الدين الألباني “يرحمه الله ” كان علما في الذب عن السنة النبوية وكشف المكذوب من الصحيح .

الرواية في القرن الثاني الهجري
٭ الحديث في عصر أواسط التابعين (أوائل القرن الثاني الهجري) :وجاء عصر تابعي التابعين، ويعدُ قريب العهد بالعصر الأول للإسلام (عصر الصحابة رضوان الله عليهم، وجدّت أمور لم تكن موجودة في القرن الأول الهجري أو كانت موجودة في بدايتها ولكنها تطورت في القرن الثاني، واحتاج الأمر إلى عناية أكبر بالسنة نتيجة لهذه الأمور، ووضعت المناهج التي يسير عليها نقاد الحديث من أجل المحافظة على السنة من الوضع والتحريض والخطأ.
ويمكن أن نجمل ما جد في القرن الثاني الهجري، ورفع إلى المزيد من توثيق السنة في النقاط الآتية:
– توفي الصحابة الذين كانوا يحفظون السنة، ويوشك أن يتوفى التابعون أيضاً الذين تلقوها منهم.
– كثر الوضع في الحديث والخطأ فيه؛ لأنه نشأ قوم من أتباع التابعين ليس عندهم من التورع عن الكذب، والحيطة ما عند الصحابة والتابعين.
– استطالة السند، وتعذر مقابلة جميع الرواة الذين يوصلون الأحاديث إلى رسول الله .
– نشأت المذاهب الفقهية، وأدى الاختلاف بينها إلى أن يبذل أئمة كل مذهب توثيق ما عندهم من الأحاديث ومناقشة مخالفيهم، وتمخض عن كل هذا حركة كبيرة في توثيق السنة، وخاض غمارها الأحناف والشافعية، وأصحاب مالك رحمهم الله أجمعين.
وقام الإمام الشافعي في وجه من ينكرون حجية السنة؛ بحجة أنها غير موثقة حتى يتاح للفقهاء أن يعملوا بها وهم مطمئنون.
– لم تُدوَّن السنة في أول الأمر تدويناً شاملاً، خوفاً من اختلاطها بالقرآن، أما الآن فقد زال هذا الخوف؛ لكثرة الحافظين والكاتبين لها.

علم الحديث النبوي منارة أضاءت سبل السالكين
علم الحديث النبوي منارة أضاءت سبل السالكين

سلك التابعون مسلك الصحابة
اهتم أتباع التابعين وأهل العلم من بعدهم اهتماماً عظيماً بالسنة، وحرصوا عليها، واستوثقوا لها، وحفظوها، وتثبتوا في قبول الأخبار بكل وسيلة تطمئن إليها قلوبهم، لما يترتب على ثبوت الحديث من أحكام ترتبط بها أمور الدين والدنيا، لهذا كثيرا ما كانت تتردد على ألسنة الصحابة والتابعين ومن بعدهم عبارة: (إن هذا العلم دين، فانظروا عمن تأخذون دينكم ).
وهكذا اجتهد التابعون ومن بعدهم في التثبت للحديث النبوي، وسلكوا سبيل الصحابة في ذلك، فتارة كانوا يُحلِّفون الراوي على سماعه، وتارة يطلبون الخبر من طريق آخر، وأخرى يرحلون في طلبه ليسمعوه من مَعينه وأصله، كما كان يفعل أبو العالية وغيره، قال أبو العالية: (كنا نسمع الرواية عن أصحاب رسول الله بالبصرة فلم نرض حتى ركبنا إلى المدينة فسمعناها من أفواههم ) .

 المزيد لاحقاً

حلقات سابقة

تابعنا هنا

اشترك في ايميل خدمة تلقي الاخبار المجاني هنا

ما تنشره الروابط لا تمثل بالضرورة رأي تراثنا
روابط خارجية

المقالة تحتوي على 2 تعليق

  1. محمد سعود النزاري الخزرجي

    السلام عليكم ورحمة الله مقاله جميل

    1. محرر تراثنا

      وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته ..
      جزاك الله خير استاذ محمد على التفاعل الايجابي …

اترك تعليقاً