• Post published:31/10/2018

الحلقة 13

سلسلة في علم الحديث وتدوينه وجمعه

 

الإسناد وأهميته لحفظ رسالة الإسلام نقية صافية
الإسناد وأهميته لحفظ رسالة الإسلام نقية صافية “ صورة

 

تراثنا – التحرير :

 

في القرنين السابع والثامن تواصلت جهود علماء أهل الحديث في السير على نهج من سبقهم في القرون السابقة في الذب عن السُنة النبوية وصونها ، وامتاز هذان القرنان بقلة الهمم وغلبة التقليد إلا من القلة ألأفذاذ الذين حملوا راية التبيين والنصح ، وفي الحلقة (13) تستكمل تراثنا استعراض كتاب ” تدوين الحديث النبوي في اربعة عشر قرناً ”من اصدارات مركز المخطوطات والتراث والوثائق (الحلقات كاملة ).

• زخر هذان القرنان بأحداث تاريخية بلبلت الأفكار، وقعدت بهمم العلماء عن الرحلة وصار الاسناد في الحديث يقصد للتبرك إلا القلة ..

• اعتنى شيخ الإسلام ابن تيمية بجلاء منهج المحدثين الذين سبقوه في حفظ السنة وما أثاره المبتدعةوالمتكلمون وأهل الريب.

• تصدى أهل الحديث بالتنبيه والتوضيح والتبصير على كل ما يقع فيه الاشتباه في كتب العلماء بقصد حفظ حديث رسول صلى الله عليه وسلم .

 

 السنة في القرنين السابع والثامن الهجريين 

 

اشتهر في هذين القرنين من المجددين والمدافعين الذابين عن الحديث النبوي شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله (٦٦٩ – ٧٢٨ هـ) فقد اعتنى بجلاء منهج المحدثين الذين سبقوه في حفظ السنة وما أثاره المبتدعة والمتكلمون وأهل الريب والوضع والقول على رسول الله ما لم يقل.

 

 

 

أحداث بلبلت الأفكار

 

لقد زخر هذان القرنان بأحداث تاريخية بلبلت الأفكار، وقعدت بهمم العلماء عن الرحلة، فحلت الإجازة والمكاتبة محلها، وصار الاسناد في الحديث يقصد للتبرك، اللهم إلا في أفراد تبعث بهم العناية الإلهية من وقت لآخر يحددون ما خلق ويحبون ما اندثر.

 

وقد اشتهر من هؤلاء طائفة كانوا يرحلون إلى الأقطار ويجلسون للاملاء، ويكتب عنهم أتباعهم الآمالي، مثل الحافظ بن حجر العسقلاني، ومنهم الحافظ السخاوي تلميذ ابن حجر، لكن كان أكثر علماء عاكفين على كتب الأولين بالجمع والاختصار والشرح والتخريج وما إلى ذلك، حتى إذا كان أواخر هذا الدور انعدمت العناية بالحديث وعكف على الفروع إلا في قليل من البلدان.

 

ومن حملة الحديث ورواته في هذا القرن (السابع) العلامة عبدالغني المقدسي (ت ٦٠٠ هـ) وابن قدامة (ت ٦٢٠ هـ) وابن الصلاح (ت ٦٤٣ هـ) وفي هذين العصرين السابع والثامن المفسر والمؤرخ العلامة ابن كثير (ت ٧٧٤ هـ) والإمام الذهبي (ت ٧٤٨ هـ) وأقران هؤلاء في عصورهم، ومن تلاهم واقتفى أثرهم في حفظ السنة والتمسك بها.

 

علماء أعتنوا بالاسناد

 

كتاب تدوين علم الحديث
كتاب تدوين علم الحديث

وكما عُني أولئك بالحديث وسنده سار على دربهم رجال علماء أفذاذ ضبطوا أسماء المحدثين والرواة وقيدوها. فأفردوا الكتب الكثيرة للمؤتلف والمختلف منها، وللمتفق والمفترق، وللمشتبه من الأسماء والنسب،وأشهر من ألف في ذلك في هذين القرنين: محمد بن عبدالغني ابن نقطة (٦٢٩ هـ) وإسماعيل بن هبة بن باطيش (ت ٦٥٥ هـ)، ومنصور بن سليم الاسكندري ابن العمادية (ت ٦٧٣ هـ)، ومحمد بن علي الصابوني (ت ٦٨٠ هـ)، ومحمد بن أبي بكر الفرضي البخاري (ت ٧٠٠ هـ)، وعبدالرزاق بن أحمد بن الفوَطي (ت ٧٢٣ هـ)، وعلي ابن عثمان بن التركماني (ت ٧٤٩ هـ)، وابن رافع السلامي (٧٠٤ -٧٧٤هـ)، وابن البرزالي (ت هـ) في تاريخه، ويعرف بوفيات ابن رافع، من سنة ٧٣٧هـ إلى سنة وفاته.

 

ووصل إلينا «مختار من ذيله على تاريخ ابن النجار» انتخبه تقي الدين محمد ابن أحمد الفاسي المؤرخ المعروف (ت ٨٣٢ هـ)، سماه «المختار المذيل به على تاريخ ابن النجار” .

 

وأبو عبدالله بن أبي الفضائل المعروف بابن السلم بنابلس (٦٢٠-٦٩٤ هـ) سمع منه المزي والذهبي، وأبو الحسن علي بن أحمد بن الخضير بن محمد الفرحي الكردي الكوزاني الموزابي (٦٣٥-٧٠٩ هـ) سمع منه البرزالي وذكره في معجمه وقال: شيخ من فقهاء الأكراد من أصحاب الشيخ تاج الدين، ولي قضاء بعلبك وبُصرى، وأبو إسحاق إبراهيم بن علي بن ظاهر بن حميد الشامي ثم الدمياطيالمهندس المعروف بابن بقا روى عن إبراهيم بن عمر بن سُمَّاقا الأسعردي. وحدث. سمع منه الحافظ أبو محمد عبدالمؤمن بن خلف الدمياطي (ت ٦٤٨ هـ) .

 

وأبو المحاسن محمد بن علي بن الحسن بن حمزة الحسيني الدمشقي، شمس الدين، (715-765هـ) حافظ للحديث، مؤرخ. مولده ووفاته في دمشق. كان شاهد المواريث فيها، وولي مشيخة دار الحديث البهائية. من كتبه «عبر الأعصار وخبر الأمصار» بلغ فيه شعبان سنة 765هـ (قبيل وفاته) و«الكشاف في معرفة الأطراف» مخطوط في الحديث، و«ذيل تذكرة الحفاظ للذهبي» طبع و«ذيل العبر للذهبي» مخطوط و«التذكرة في رجال العشرة» مخطوط و«العرف الذكي في النسب الزكي» «معجم شيوخه» و«تعليق على الميزان» بيَّن فيه كثيرا من الأوهام واستدرك عليه أسماء عدة، و«الإلمام بآداب دخول الحمام» مخطوط رسالة، و«الإكمال» مخطوط في ذكر من له رواية في مسند الإمام أحمد بن حنبل، و«اختصار تهذيب الكمال» مخطوط المجلد الثاني منه. يقول الزركلي: رأيته بخطه، حذف من الأصل من ليس في الكتب الستة، وأضاف اليه من في مسند أحمد والموطأ ومسند الشافعي ومسند أبي حنيفة.

 

يتبع لاحقاً..

 

حلقات سابقة

 

 تواصل مع تراثنا 

اترك تعليقاً