• Post published:02/04/2020

ارتدادات وباء كورونا على مباحث تأريخ الطب في الكويت وقراءته (3)

 المعالج بالطب الشعبي أحمد الغانم يتوسط د .كالفرلي وزوجته أليانور في المستشفى ألأمريكاني عام 1935 م

المعالج بالطب الشعبي أحمد الغانم  “يرحمه الله “يتوسط د .كالفرلي وزوجته أليانور في المستشفى ألأمريكاني عام 1935 م

تراثنا – التحرير :

عانت الكويت ودول المنطقة والعالم بأسره عبر تاريخها، من أوبئة عصفت باستقرارها وبشعوبها ،و يأتي تقريرنا ذو البعد التاريخي ، في سياق انتشار وباء كورونا في الكويت والعالم ، مما يستدعي استعراض بحوث تاريخية طبية وما يتعلق من خدمات وأحداث طواها التاريخ .

تستعرض تراثنا جوانب من التاريخ الطبي في الكويت وخدماته في حلقات مقتطفة من كتاب (الأمراض الفتاكة في تاريخ الكويت – الطاعون ، الجدري ، الأنفلونزا ) لمحرره د . محمد بن إبراهيم الشيباني ، رئيس التحرير.

مساعد العازمي ولقاح الجدري :

  • تعلم التلقيح ضد الجدري على يد أحد الأطباء في مصر وتخرج من الجامع الأزهر نحو عام 1885 م.

  • مكث في رأس الخيمة داعياً مواطنيها للتداوي فظنه أميرها من المشعوذين ..ثم أصر على بقاءه !

  • عاد إلى الكويت واتخذ من بيته في محلة العوازم بالقرب من مسجد بن فارس عيادة لمداوة الناس بلقاح الجدري .

فريج العوازم في مدينة الكويت كما بدا عام 1959 م
فريج العوازم في مدينة الكويت كما بدا عام 1959 م

أول من مارس التلقيح ضد الجدري
أول من تعاطى مهنة التلقيح ضد الجدري في الكويت الشيخ مساعد بن عبدالله العازمي المالكي ” يرحمه الله ” واليكم قصته : في حوالي سنة 1885 م ، غادر الشيخ مساعد العازمي الكويت إلى مصر لطلب العلم ، وفي أثناء إقامته تعرف على أحد الأطباء ، فأظهر له الشيخ رغبته في تعلم التلقيح ضد وباء الجدري .

فاكتسب هذه المهنة وأتقنها خلال مدة وجيزة ، والسبب الذي دعاه لاختيار هذه المهنة بالذات هو :

أولا : سهولة تعلمها بأقل التكاليف ، وكونها مصدراً للكسب .

ثانيا : أهميتها بالنسبة لبعض البلاد العربية النائية التي كثيراً ما يتفشى بين سكانها المرض لعدم وجود أطباء لمقاومته ، ولا سيما إمارات الخليج ومنها الكويت التي يزورها هذا المرض كل عام .

شهادة الأزهر
ثم غادر مساعد مصر بعد أن حصل على شهادته العلمية من الجامع الأزهر ، إلى الهند لشراء بعض المواد اللازمة للتلقيح ، وسافر منها إلى اليمن ، وبقي فيها حوالي السنة، ثم غادرها ماراً ( رأس الخيمة ) ومكث فيها .

في رأس الخيمة
وأخذ يعرض على الناس فائدة التلقيح ، ويذكرهم بالأخطار التي تهدد أطفالهم ، إذا هم لم يبادروا بتلقيحهم ، ولما سمع به أمير رأس الخيمة ظنه من المشعوذين ، الذين كثيراً ما يترددون على هذه البلاد بقصد التغرير بالناس و أخذ أموالهم .

فاستدعاه الأمير إليه للوقوف على أمره ، ولما علم أنه من طلبة العلم وأنه صادق في دعواه ، حبب إليه المقام للاستفادة منه ، فأقام هناك وتزوج وأنجب أبنة ، وهي أول مولود له .

تحديد البيتوت المصابة بالوباء من قبل رجال البلدية قديما
تحديد البيتوت المصابة بالوباء من قبل رجال البلدية قديما

إلى ألإحساء
وبعد سنوات قليلة غادر رأس الخيمة إلى الإحساء على جمل كان قد وهبه أياه أميرها ، ومكث فيها مدة ، أخذ يتزود خلالها من العلم على مشايخها ، وفي الوقت نفسه ، كان يباشر التلقيح .

العودة إلى الكويت
ثم سافر من الإحساء إلى بلده الكويت ، وكان ذلك في زمن الشيخ محمد الصباح ، واتخذ من بيته الواقع في محلة العوازم بالقرب من مسجد بن فارس عيادة ، يأتي إليه الناس فيها بأولادهم لتلقيحهم .

وفاته
وكان يأخذ من كل شخص – قران – أي أربع أنات هندية ، بقي فيها مدة ثم سافر إلى البحرين وعا إلى الكويت في زمن الشيخ مبارك، وبقى فيها إلى حوالي سنة 1347 هجرية ( 1928 م ) ، وغادرها إلى البحرين ، ومكث فيها إلى أن توفي سنة 1362 هجرية ( 1043 م ) وهو نائم في قرية عسكر جنوبي المنامة ، وله من العمر حوالي مئة سنة “يرحمه الله ” .

ذريته
وترك من الأولاد ثمانية ذكور ، أكبرهم : عبدالله ثم عبداللطيف ومحمد صالح وعبدالكريم وعبدالرحمن وحسن وعبدالرحيم وعبدالعزيز ، ومن الإناث : بنتاً واحدة .

يتبع لاحقا 

اقرأ : الحلقة السابقة ( الثانية ) : المستشفى الأمريكاني ينهي أعماله في الكويت .

تواصل معنا

زيارة الصفحة الرئيسة ( تراثنا ) . حساب  ( تراثنا ) على منصة تويتر –  حساب ( المخطوطات ) على منصة انستغرام – مجلة ( تراثنا ) الورقية – الموقع الالكتروني لمركز المخطوطات والتراث والوثائق – تتوفر تراثنا عن طريق الاشتراك فقط حاليا ً.. التعقيبات والمساهمات ضمن بريد القراء ادناه -هواتف المركز :  25320902- 25320900/ 965 +

اترك تعليقاً