• Post published:19/12/2019

من عجائب وغرائب روايات التاريخ 21

تراثنا – التحرير : لا تخلو كتب التاريخ من نوادر وغرائب ، فيها الكثير من العبر ، والفائدة ، والسمر ، ومن بين دفتي سجلات التاريخ وقع اختيار تراثنا على تلك المقتطفات منتقاة من كتاب ” عجائب من عصور مختلفة ” من مطبوعات مركز المخطوطات والتراث والوثائق ، نسند احداثها لمصادرها لمن أراد التوثق .

  • اهلك وباء أهل 18 قرية من أصل 20 لم يبق فيها ديار ولا نافخ نار.. ومن دخلها هلك من ساعته .

  • طائفة من المماليك تاهوا في الصحراء فعثروا على مدينة في الرمال بها دنانير ذهب صك عليها أسم موسى عليه السلام !

  • عندما حضرت الوفاة ملكشاه استدعى كل أمواله وجيشه وجواريه ،وقال : لو قبلهم ملك الموت لفديت نفسي بهم .

وباء

في سنة 592 هجرية ، وقع وباء شديد ببلاد عنزة (1) بين الحجاز واليمن ، وكانوا عشرين قرية ، منها ثماني عشرة لم يبق فيها ديار ولا نافخ نار .وبقيت أنعامهم ” المواشي ” وأموالهم لا قاني لها ، ولا يستطيع أحد أن يسكن تلك القرى ولا يدخلها .

بل كان من اقترب إلى شيء من هذه القرى هلك من ساعته ، نعوذ بالله من بأس الله وعذابه ، وغضبه وعقابه ، أما القريتان الباقيتان ، فإنهما لم يمت منها أحد ، ولا عندهم شعور بما جرى من حولهم ..فسبحان الحكيم العليم .
البداية والنهاية 13/26

زلزال
=

ماتوا تحت ردم الزلزال

عام 744 هجرية ، في يوم السبت الخامس عشر من شعبان منه ، جاءت زلزلة بدمشق لم يشعر بها كثير من الناس لخفتها ، ولله الحمد والمنة .

ثم تواترت الأخبار بأنها شعثت إلى بلاد حلب شيئا كثيراً من العمران حتي سقط بعض الأبراج بقلعة حلب ، وكثير من دورها ومساجدها ومشاهدها وجدرانها ، وأما في القلاع حولها فكثير جداً .

وذكروا أن مدينة منبج (2) لم يبق منها إلا القليل ، وان عامة الساكنين بها هلكوا تحت الردم رحمهم الله .
البداية والنهاية 14 /211

انطلقت الفتوحات والحروب في صحاري الجزيرة على ظهور الجمال
تاهوا في الصحراء فعثروا على المدينة المدفونة !

مدينة الرمال

سنة 652 هجرية ، قال الشيخ شمس الذهبي : إن طائفة من المماليك البحرية لما هربوا من الملك المعز ، توجهوا إلى نحو القصبة ، فبينما هم في التيه ، فتاهوا به خمسة أيام ، فلاح لهم في اليوم السادس سواد مبنى ، فقصدوه ، فإذا هو سور من رخام أخضر ، و فيه أبواب ، فدخلوا منه ، فإذا هي مدينة عظيمة مبنية بالرخام الأخضر ، وبها أسواق ودكاكين ودور .

ووجدوا بها صهاريج (3) فيها ماء أحلى من العسل وأبرد من الثلج ! فشربوا منه حتي ارتووا ، ووجدوا في بعض الدكاكين دنانير ذهب ، وعليها كتابة بالقلم القديم ( لغة قديمة ) فأخذوا تلك الدنانير وخرجوا من المدينة .
فبينما هم يسيرون في الرمل ، فرأوا طائفة من العربان ، فأتوا بهم إلى مدينة الكرك ، فلما أقاموا بها ، اخرجوا تلك الدنانير التي معهم ، وأتوا بها إلى بعض الصيارف ، فإذا عليها مكتوب اسم موسى عليه السلام .

وقيل أن هذه المدينة بنيت في زمن موسى عليه السلام ، وكان يقال لها المدينة الخضراء ، وهي من مدائن بني اسرائيل ، وقد اطمت بالرمال ، فتارة تنقص عنها الرمال فتظهره ، وتارة تطمها الرمال ، فلا تظهر ، وقد لاحت لهؤلاء المماليك وقت تناقص الرمال عنها ، انتهى ذلك .
بدائع الزهور في حوادث الدهور 1/1/292 .

ما أغنى عني مالية

في عام أربعة وخمسين وخمس مئة ، لما رجع “السلطان محمد بن محمود بن محمد بن ملكشاه ” من محاصرة بغداد إلى همدان ، أصابه مرض السل فلم ينج منه ، بل توفي في ذي الحجة منها .

وقبل وفاته بأيام أمر أن يُعرض عليه جميع ما يملكه ويقدر عليه ، وهو جالس في المنظرة ، فركب الجيش بكامله ، وأُحضرت أمواله كلها ، ومماليكه حتى جواريه وحظاياه .

فجعل يبكي ويقول : هذه العساكر لا يدفعون عني مثقال ذرة من أمر ربي ، ولا يزيدون في عمري لحظة .

ثم ندم وتأسف على ما كان منه إلى الخليفة المقتفي ، وأهل بغداد وأذيتهم ، ثم قال : وهذه الخزائن والأموال والجواهر لو قبلهم ملك الموت مني فداء ، لجدت بذلك جميعه له ، وهذه الحظايا والجواري الحسان والمماليك ، لو قبلهم فداء مني لكنت بذلك سمحاً به .

ثم قال : (مَا أَغْنَى عَنِّي مَالِيَهْ (28) هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيَهْ ) 29- الحاقة ،ثم فرق شيئا كثيراً من ذلك من تلك الحواصل والأموال ، وتوفى عن ولد صغير .
البداية والنهاية 12 /240

هوامش 

1- عنزة :موضع بين البصرة ومكة ، وقيل من أودية اليمامة قرب سواج ، والصواب الأول .والله أعلم ( معجم البلدان 4/163).
2- منبج : بالفتح ثم السكون ،و باء موحدة مكسورة وجيم ، هو بلد قديم ما أظنه إلا روميا إلا أن اشتقاقه في العربية يجوز أن يكون من أشياء اخرى ،وهي مدينة كبيرة واسعة بينها وبين الفرات ثلاثة فراسخ ، وبينها وبين حلب عشرة فراسخ ( معجم البلدان 5/209 ) .
3- الصهريج : واحد ” مفرد كلمة ) الصهاريج ، وهي كالحياض يجتمع فيها الماء .. ( لسان العرب 2/487

حلقات سابقة

مسك الختام

عن أنس قال : ما صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة مكتوبة إلا أقبل علينا فقال : ” اللهم إني أعوذُ بك من كل عمل يخزيني ، وأعوذُ بك من كل صاحب يرديني ، وأعوذُ بك من كل أملٍ يلهيني ، وأعوذُ بك من كل فقرٍ ينسيني ،واعوذُ بك من كل غنى يطغيني ” .

حسن – رواه البزار
الأذكار / د .الشيباني

تواصل معنا

زيارة الصفحة الرئيسة ( تراثنا ) – حساب ( تراثنا ) على منصة تويتر – حساب ( المخطوطات ) على منصة انستغرام – مجلة ( تراثنا ) الورقية – الموقع الالكتروني لمركز المخطوطات والتراث والوثائق • تتوفر تراثنا عن طريق الاشتراك فقط حاليا ً.. التعقيبات والمساهمات ضمن بريد القراء ادناه – هواتف المركز : 25320902- 25320900/ 965 +

اترك تعليقاً