• Post published:08/07/2019

 الرحالة القاضي عبدالرحمن السويدي 

 في الكويت 14 جامعاً ومسجدان تملأ بالمصلين في الصلوات الخمس

 

أحد مساجد المدينة في الكويت القديمة
أحد مساجد المدينة في الكويت القديمة ( صورة )

 

تراثنا – كتب د . محمد بن إبراهيم الشيباني *

 

القاضي المؤرخ الرحالة عبدالرحمن عبدالله السويدي البغدادي ( ت 1200 هجرية / 1785 م ) له كتاب مشهور عند أهله من العلماء والمهتمين ، عنوانه ” تاريخ حوادث بغداد والبصرة ” للفترة (1186 -1192 هجرية / 1772-1778 م ) .

 

 السويدي عن لجوئه إلى الكويت :

  • فررت من طاعون  البصرة في العراق إلى الكويت فأكرمني اهلها أكراما عظيماً .

  • عندما عزمت العودة للعراق قدم لي اهل الكويت سفينة كبيرة رافقني فيها كبارهم للتبرك بخدمتي ورفقتي .

  • امتثلت لأمر عمر باشا الظلوم الغشوم بتولي امر القضاء خشية إن يبطش بعشيرتي أن فررت

 

اشتكى من ضيم أهله وجور الأعادي وجهل الجبابرة والباغين ، منذرهم على أفعالهم الشائنة بالزوال والاضمحلال ، عاجلاً أم آجلاً (ص30 ) وقد كتب بذلك شعراً.

 

 

نهضة تربوية رافقت النمو في الكويت

ألا من يخبر الأعداء عنا

بأنا فوق جهل الجاهلينا

وأن الله دام لنا نصيراً

وأن الله مولى المسلمينا

وأن البغي مرتعه وخيم

وأن عدونا لم يبق حيناً

 

المكوث في الكويت

 

خرج من العراق سنة 1186 هجرية ( 1772 م ) و أنتقل إلى الكويت من طاعون جارف أصاب بلده ، فانتقل إلى البصرة ،واشتغل بالدرس في مساجدها ، ثم انتقل إلى الكويت ، فمكث مدة يدرس العلوم الدينية ، وبخاصة الحديث النبوي ، ثم رجع إلى العراق بعد زوال الطاعون .

 

أهل ديانة وصلاح

 

وقال (ص 49 ) عن موقع الكويت  : والكويت بلدة على ساحل البحر ،وكانت المسافة ستة أيام براً ، فدخلناها وأكرمني اهلها إكراماً عظيماً ، وهم أهل صلاح وعفة وديانة ، وفيها أربعة عشر جامعاً ومسجدان ، والكل في أوقات الصلاة الخمس تملأ من المصلين ، وأقمت فيها شهراً ، لم أسأل عن بيع أو شراء او نحوهما ، ودرس في جامع ابن بحر ، وهو جامع كبير على البحر .

 

 

 

كرم اهل الكويت

 

وفي ص 46 قال : ولما تواترت الأخبار بانقطاع الطاعون عن البصرة ، وأردت الرجوع إليها ، قدموا لي – اهل الكويت – سفينة كبيرة ، وأنزلوني أنا وعيالي ،ولم ينقص الطاعون ببركة حديث المصطفى منا أحداً .

 

ونزل في المركب معي من أكابر أهل الكويت ، أناس بقصد التبرك بخدمتي ورفقتي ، ونزل معي جميع من كان في الكويت من أهل البصرة بلا نول ، وصاحب المركب يخدمنا بنفسه .

 

الامتثال للباشا

 

ويقول في ( ص 50 ) طلب مني عمر باشا قبول وظيفة القضاء والتدريس ، فأردت أن أهرب إلى الكويت ، ولكن تذكرت أن عمر باشا ، رجل ظالم وغشوم ، وأخشى أن يبطش بعشيرتي في بغداد ، انتقاماً مني ، فامتثلت الأمر .

 

 

 

 

كتاب ( تأريخ حوادث بغداد والبصرة من 1772- 1778م ) تأليف عبدالرحمن بن عبدالله السويدي البغدادي ، حققه د . عماد عبدالسلام رؤوف ، وطٌبع في عام 1987م ضمن (سلسلة خزائن التراث) صادر عن وزار الثقافة والإعلام – دار الشؤون الثقافية العامة ، ويُعد من الكتب النادرة في مجال المذكرات ، أو المذاكرات الشخصية ، التي يؤرخ فيها أصحابها لأحداث عصرهم ، من مقتنيات مكتبة مركز المخطوطات والتراث والوثائق.

 

 

الكويت دار الأمن والأمان والسلم والسلام .
الكويت دار الأمن والأمان والسلم والسلام .

الكويت المأوى

 

أعطانا السويدي نبذة عن الكويت وأهلها وديانتهم ، وأنها موئل آمن وأمان ، وأنها ملجأ للفارين من طغيان واستبداد الحكام وانظمة الحكم آنذاك ، وليس السويدي هو أول من كتب عن الكويت في هذا الشأن ، فقد كتب قبله وبعده عرب وأجانب كثيرون ، مدحوا هذه الدوحة الطيبة ، أدام الله عزها وجعلها قبلة للخيرين والطيبين والأشراف من الناس .

 

والله المستعان

 

• اخترت من هذا الكتاب النادر( نوادر مقتنيات مركز المخطوطات والتراث والوثائق ) ما ورد فقط عن الكويت وقد جاء ذكرها في أربعة مواضع .

 

(*) رئيس مركز المخطوطات والتراث والوثائق ورئيس مجلة تراثنا

#القاضي_عبدالرحمن_عبدالله_السويدي_البغدادي

#القاضي_السويدي_وواحة_أمن_الكويت

 

تواصل مع تراثنا 

المقالة تحتوي على تعليق واحد

  1. عبدالله الرقاص

    الله يرحمه عبدالله السويدي حفيده صديقي حتى عليه الزمان بعد أن كانت لهم وجاهة و لا زالت جنسيته عراقية مع أن أخوي شهيدان بالمقاومة الكويتية و لا حول و لا قوة إلا بالله .

اترك تعليقاً