• Post published:20/09/2021

 

 العقيد طيار عبدالله خليفة النجم 

شارك في أول غارة جوية على القوات العراقية فجر يوم التحرير

 

سرب من طائرات سلاح الجو الكويتي تحوم فوق علم الكويت
سرب من طائرات سلاح الجو الكويتي تحوم فوق علم الكويت ( الخليج أون لاين )

 

تراثنا – التحرير :

 

حصد وباء  (كوفيد – 19) أرواح أقرباء وأحباء وشخصيات نكن لها الكثير من الود والتقدير ، منهم من تصدوا لرصاص وصواريخ وألغام الغازي العراقي للكويت، وخرجوا من كل تلك المجازفات سالمين ، بفضل الله وحفظه ، وتأتي مشيئة القدير ، إلا أن يلاقوا وجه ربهم الكريم وهم بين أهاليهم وذويهم .

 

طال الوباء العقيد طيار عبدالله خليفة يوسف النجم ، وأسلم الروح عن 67 عاماً (1)،  مما كان لفراقه بالغ الأثر على أقاربه وأحبائه والأخوة رواد منتدى ديوان الدكتور محمد بن إبراهيم الشيباني (2)  الكائن في مركز المخطوطات والتراث والوثائق.

 

 

العقيد الطيار عبدالله خليفة يوسف النجم - يرحمه الله
عبدالله خليفة يوسف النجم  (تراثنا)

 

العقيد الطيار عبدالله النجم

  •  كانت ليلة الغزو صافية ، وصرنا نسمع ونرى الصواريخ جو – جو التي تطلقها طائراتنا، وهي تصيب طائرات عراقية على بُعد 10 كم من القاعدة .

  • بعد نزولنا في قاعدة أحمد الجابر بدقائق هاجمتنا خمس طائرات سوخوي 22 عراقية ، وألقت قنابل عنقودية موقوتة على المدرج الرئيسي، ما أدى الى تعطيله جزئياً .

  • في اليوم العاشر جاءتنا أوامر بنقل الميراج إلى قاعدة الظهران الجوية،ووصلت إليه 15 طائرة ميراج كويتية،وبقيت ثمانية في القاعدة،ولم نخسر اي طائرة مقاتلة .

     

سرب من طيران السلاح الجوي الكويتي
سرب من طيران السلاح الجوي 

رواد ديوان مركز المخطوطات

 

وقد اعتاد النجم ” يرحمه الله ” اثراء  الحوار الدائر بين الأخوة في منتدى الديوان بمشاركاته وتعليقاته ، خاصة منها ذات التحليلات الفنية العسكرية، بما هو في مجال اختصاصه وخبراته.

 

 الجدير بالذكر ، أن الفقيد عبدالله النجم ” يرحمه الله ” وأخوة له من الطيارين البواسل، كانوا نجوماً ساطعة في سماء الكويت، فجر صبيحة يوم الغزو العراقي في الثاني من أغسطس عام 1990، إذ انطلقت أسراب الطائرات الكويتية المقاتلة ، وأبلت في معركة جوية غير متكافئة بلاء حسناً ، وكبدت العدو خسائر فادحة ، حيث تم  اسقاط 83 طائرة عسكرية عراقية، (2) رغم قلة العتاد والعدة ،وعدم الاستعداد للمواجهة مع الجار !

 

النجم وأحداث بوم الغزو

 

ومن باب استذكار بطولات طياري الكويت والفقيد فجر يوم الاحتلال ،نذكر ما جاء على لسانه موضحاً ما دار في قاعدة عبدالله السالم الجوية (السرب 18 – مقاتلات الميراج المعترضة ف- 1) ، إذ يقول النجم (  (3) :

 

“كانت القاعدة في حال طوارئ يوم الاربعاء الأول من آب اغسطس ، بسبب التوتر مع العراق، لكن ذلك تغير الساعة الثالثة بعد الظهر ، عندما أبلغنا قائد القاعدة العقيد صابر السويدان بصدور أوامر عليا بإلغاء الطوارئ ، وإبقاء 4 طيارين فقط لواجب الاقلاع الفوري، كان السربان 18 و61 يضمان 23 طائرة ميراج لكن قليلاً منها كان مجهزاً للقتال ، في نهاية ذلك الاسبوع وحتى المجهزة ، كان تسليحها يقتصر على صواريخ جو – جو وليس قنابل أو قذائف للهجوم” .

 

أوامر مفاجئة بالعودة

 

العقيد الطيار عبدالله خليفة يوسف النجم - يرحمه الله
العقيد الطيار عبدالله خليفة يوسف النجم – يرحمه الله

وأضاف النجم  : ” قبيل منتصف الليل ، جاءني وأنا في المنزل اتصال من القاعدة ،يأمر بالعودة اليها فوراً، وقبل حلول الواحدة فجراً ، كان معظم طياري السرب موجوداً فيها  ، وقيل لنا ان استدعاءنا احترازي فقط ، ولم نكن نعلم بوقوع الاجتياح العراقي الشامل ” .

 

توقع انزال عراقي 

 

ومضى موضحاً : ” لكن عند الثالثة فجراً ، طُلب منا فجأة ان يحمل كل طيار سلاحه الشخصي ، ويتواجد داخل الملاجئ المحصنة للطائرات ، وان تغلق أبواب هذه الملاجئ ، وهو ما فسرناه باحتمال وقوع انزال عراقي في محيط القاعدة “.

 

ويستأنف القول : “وعند الثالثة و20 دقيقة أطلق النفير للاقلاع الفوري ، وأقلعت 6 طائرات ميراج ، وكنت في مقر قيادة السرب استمع لاتصالات هذه الطائرات بمركز الرادار ، وكان الطيارون يبلغون عن عدد من الطائرات العمودية العراقية يخترق أجواءنا الشمالية، في جنح الظلام وكانت أوامر الرادار هي مهاجمتها ” .

 

اسقاط طائرات عراقية 

 

واستطرد العقيد النجم : ” خرج بعضنا الى خارج المباني ، محاولاً رؤية ما يحدث ،وكانت ليلة صافية ، وصرنا نسمع ونرى الصواريخ جو – جو التي تطلقها طائراتنا، وهي تصيب طائرات عراقية على بعد 10 كيلومترات على الأكثر من القاعدة ، وتضئ كرات من اللهب فوق الصحراء ، وعاد الطيارون وأبلغوا عن اسقاط 7 طائرات انزال عراقية، اعتقد انها كانت روسية الصنع من نوع ميل – 8 ” .

وقال : ” أصبحنا ندرك اننا نواجه غزواً عراقياً شاملاً ، وكنا في أدنى درجات الاستعداد لذلك ، والطواقم الأرضية لتجهيز وتسليح الطائرات غير متوافرة، وساد الارتباك” .

 

 

اختراق عراقي عميق 

 

ويواصل حديثه : ” مع أول ضوء الفجر ، أدركنا ان الاختراق العراقي البري عميق ، وان القاعدة التي تقع على البوابة الغربية للكويت تتعرض للتطويق من الدبابات العراقية ، لذا صدر قرار بنقل بعض طائرات القاعدة الى قاعدة أحمد الجابر ، والقاعدة البحرية اللتين تقعان جنوباً، وكنت ضمن 10 طيارين ميراج انتقلوا الى احمد الجابر  ” .

 

العقيد الطيار عبدالله خليفة يوسف النجم - يرحمه الله
عبدالله خليفة النجم بالزي الرسمي

 

 

وافاد النجم ” يرحمه الله” : ” وبعد نزولنا هناك بدقائق هاجمت خمس طائرات سوخوي 22 عراقية هذه القاعدة ، وألقت قنابل عنقودية موقوتة على المدرج الرئيسي، ما أدى الى تعطيله جزئياً  ” .

 

وخلص إلى القول : ” أتذكر ان التكتيك الذي اتبعته السوخوي العراقية في الهجوم كان سيئاً ، وأخطأت معظم القنابل المدرج ، ولو كانت طائراتنا الميراج ف 1 في الجو وبكامل تسليحها ، لصارت السوخوي أهدافاً سهلة جداً ، لكن ظروفنا العملياتية في 2 أب كانت سيئة جداً ” .

 

 تطويق قاعدة علي السالم 

 

قاعدة عبدالله السالم الجوية
قاعدة عبدالله السالم الجوية

 

وفي موضع آخر يقول : ” في الثامنة صباحاً وقعت غارة جوية عراقية ثانية أصابت مخزن قطع الغيار في القاعدة ، لكن اقلاع الطائرات الكويتية من نوع سكاي هوك استمر، ثم سمعنا ان قاعدة علي السالم مطوقة بالقوات العراقية ، وانه يجري اخلاء طائراتها من نوع ميراج والعمودية من نوعي غزال وبيوما الى السعودية ” .

 

وكشف العقيد الطيار النجم : ” أنه في العاشرة جاءتنا الأوامر بنقل الميراج الى قاعدة الظهران الجوية ، لأنه لم يعد ممكناً عملياً استخدامها في القتال، أقلعنا من أحمد الجابر من دون تسليح ، وحلقنا على ارتفاع منخفض جداً ، تجنباً لرصد العراقيين، ووصلت 15 طائرة ميراج كويتية الى الظهران وبقيت ثمانية في القاعدة، لم نخسر اي طائرة مقاتلة بالنيران العراقية ” .

 

 

مركز المخطوطات والتراث يعزي بوفاة العقيد طيار عبدالله خليفة النجم - يرحمه الله
د . محمد الشيباني يغرد(تويتر) معزياً بوفاة عبدالله  النجم- يرحمه الله

 

 

انطلاقة حرب التحرير 

 

واختتم النجم -يرحمه الله- تصريحه بالقول : ” في السعودية تمركزنا في مطار الطائف حتى يناير 1991 حيث سمح لنا بالمشاركة في عمليات حرب تحرير الكويت انطلاقاً من الظهران، وأنا شاركت في أول غارة على القوات العراقية في منطقة الوفرة في 26 كانون الثاني يناير 1991″.

 

هامش :

1- الوفاة يوم الأحد 18 سبتمبر 2021 .

2- الجريدة  : ( لقاء مع آمر القوة الجوية بالجيش الكويتي اللواء الركن طيار عبدالله الفودري ).

3 – منتقى من نقرير نشرته الزميلة الحياة على موقعها في 1 اغسطس عام 2000  .

 

مصادر الصور : ( الخليج أون لاين ) ، ( شبكة التواصل الأجتماعي ) ._( أرشيف مجلة تراثنا ) .

 

 

تواصل مع تراثنا 

اترك تعليقاً