• Post published:07/05/2020

الحلقة 13

شهادات الحاتم من كتاب(من هنا بدأت الكويت)

 

 

الشيخ صباح دعيج الصباح
الشيخ صباح  بن دعيج “ صورة

 

  • كثرت حوادث سرقة الدكاكين وكلها متشابهة ، فلا يمر يوم دون أن يتحدث الناس عن سرقة جديدة .. فسخط الناس لغياب الأمن .

  • سلط صباح بن دعيج جواسيسه على السوق فلم يعثروا على أثر للسارق وعندها لمعت في ذهنه فكرة ..فاطبق على لص عبادان !

 

إحدى الأسواق القديمة في كويت السور
إحدى الأسواق القديمة في كويت السور

تراثنا – التحرير :

 

من بين سطور(من هنا بدأت الكويت) للمؤرخ الكويتي عبدالله الحاتم ، انتقى د . محمد بن إبراهيم الشيباني *دعابات وشهادات تاريخية ضمنها في كتابه ( شهادات عبدالله الحاتم.. بين الدعابة والتاريخ) تنشرها تراثنا الإلكترونية في سلسلة حلقات ( الحلقات كاملة ) .

 

يروي المؤرخ عبدالله الحاتم هذه الحادثة التي تنم عن الفطنة في سبر سرقات غامضة وقعت في السوق قديما ، فيقول : هذه بعض حوادث السرقة الغامضة ، نسوقها للاستدلال على ما لهذا الرجل ” صباح الدعيج الصباح ” من حنكة وذكاء في كيفية معالجته لمثل هذه الحوادث ، والكشف عن مرتكبيها .

 

سرقة دكاكين

 

ويستطرد المؤرخ الحاتم قائلا : في أواخر العشرينيات (1) كثرت حوادث السرقة ..و خاصة سرقة الدكاكين ، فلا يمر يوم واحد دون أن يتحدث الناس عن سرقة جديدة ناسين التي سبقتها .

وجنح الجميع لهذه الحوادث ، وعزوا ذلك في بادئ الأمر إلى تراخ من ( صباح الدعيج ) او عدم اهتمام بما يجري .

 

والغريب في الأمر ، أن معظم هذه السرقات كانت متشابهة ، وتحدث جميعاً في منطقة واحدة ، مما دعا ( صباح الدعيج ) يرحمه الله – إلى تركيز جل اهتمامه على هذه المنطقة بالذات ، وتسليط العيون والجواسيس عليها ..

 

ولكن دون جدوى ..وهذا يدل على أن القائم أو القائمين بهذه السرقات كانوا من الدهاء والخبث بحيث لا يتركون خلفهم أي أثر أو خبر .

 

عصى وخيزران

 

ويستطرد قائلا : وفي عزة هذه الأحداث وتلك الصيحات ، لمعت في ذهن صباح (2) فكرة استدعى على أثرها أحد الخدام ، وطلب إليه أن يذهب ويأتيه بشخص ، عينه وعين له مكانه .

 

فذهب الخادم ، وما هي إلا دقائق حتى عاد به،وهنا لم يكلمه صباح ، بل طلب إحضار حزمة من عصى الخيزران ، وأشار إلى الخدام ، فطرحوه أرضا بعدما أوثقوه ، ولما أحس بشدة وطأة الضرب ، اعترف بكل السرقات ، فأثار عمل صباح هذا إعجاب الجمهور ، وصار حديث المجالس يومها .

 

لص عبادان !

 

أما كيف اهتدى ( صباح الدعيج ) إلى كشف خبيئة السارق ، سؤال يطرحه الحاتم ويجيب عليه بالقول : “فالجواب هو أن هذا الأخير كان من أهالي عبادان ، يدعي المرض ، كأن به مساً من الجنون ، وقد اتخذ له مكاناً بين مدخل الشارع الجديد وسوق الغربللي .

 

احد حراس الأسواق في الكويت قديما بالزي الرسمي

 

 

فيثير منظره الشفقة والأسى ، ويدفع المارة إلى التصدق عليه ، لا أحد يصدق – حتي صباح بن دعيج نفسه – بأن شخصاً كهذا قد يكون لصاً محترفاً، ولكن الذي حدث هو أن معظم السرقات كانت تحدث في المنطقة نفسها التي لا يفارقها أبداً ، وصباح المعروف بشدة وطأته على اللصوص والداعرين وسرعة كشفه لهم – لم يُعر هذا الرجل أي اهتماماً في باديء الأمر ، ولما استفحل الأمر ، وزاد تبرم الناس بما يجري .. لمعت في خاطره هذه التساؤلات .

 

هذا الرجل المثير للشفقة : هل هو صادق في شكواه ؟ ام أن مظهره ليس إلا تمويهاً وتغطية لما يعمل ؟ وأن ادعاءه كاذب من أساسه؟

 

وصار صباح يفكر بأمر هذا الرجل إلى أن استقرت الفكرة في ذهنه ، تجردت جميع الشكوك والملابسات ، وتأكد في قرارة نفسه من هذا الدعي هو السارق بيعينه ، لا أحد غيره ،و قد صدق حدسه .

 

هامش

1- أواخر العشرينيات من القرن العشرين .
2- الشيخ صباح الدعيج : عُرف ب ( صباح السوق ) حيث اسند إليه الشيخ سالم الصباح 1917 – 1921 مهمة الأمن بما فيها حماية أمن الأسواق

 

الصور :

– صباح الدعيج : موقع Jibla73
– امن الأسواق : موقع الكويتية

صباح الدعيج

 

طالع الحلقة السابقة (12) :

 

الشيخ مبارك يغرم التاجر المشغول بعد دراهمه !

 

 

مسك الختام 

 

عن يزبد بن عبدالله بن ركانة بن المطلب قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قام للجنازة ليصلي عليها قال : ” اللهم عبدُك وابنُ أمتك ، احتاج إلى رحمتك ، وأنت غني عن عذابه ، إن كان محسناً فزد في إحسانه ، وإن كان مُسيئا فتجاوز عنه “.

صحيح- رواه الحاكم
الأذكار / د .الشيباني

 

تواصل مع تراثنا 

المقالة تحتوي على تعليق واحد

  1. فيصل السمحان

    أشكركم على هذه العلومات القيمة
    عن صباح السوق
    والملاحظة
    أنه كما هو معلوم لدى اسرة الصباح
    أن صباح السوق
    هو صباح الدعيج الفاضل
    وأسرة الفاضل هذه لها مصاهرات مع أسرة الصباح لكنهم ليسوا من أسرة الصباح ولمزيد من المعلومات يمكن الرجوع لمشجرة أسرة الصباح

اترك تعليقاً