• Post published:14/07/2018

قوادح عقيدة التوحيد

من صور التشاؤم عند العرب في الجاهلية 

 

البوم ..احد الطيور التي تطير العرب منها في جاهليتهم
البوم ..احد الطيور التي تطير  وتشاءم  منها العرب في جاهليتهم

 

تراثنا – التحرير :

 

السانح والبارح ..اختلف أئمة اللغة في تعريفهما لهما، وهي من الكهانة بما يتفاءلون به ويتشاءمون منه عند العرب في جاهليتهم ، وقيل السائح الذي يجيء عن مياسره مياسرك ، و قال أبو عمر الشيباني :السانح من جاء عن يمينك إلى يسارك ، و ولاك جانبه الأيسر وانسيُه ، والبارح ما جاء عن يسارك إلى يمينك وولاك جانبه الأيمن وهو وحشيه .

 

وقيل : بل السانح ما مر بين يديك من جهة يسارك إلى يمينك ، والبارح ما مر من يمينك على يسارك ، ولا يخفى ما في كل ذلك من المناقضة ، وكذلك قال بعضهم : السُنح الظباء الميامين ، وقال البعض الآخر : السنح الظباء المياشيم .

 

التيامن والتشاؤم

 

وأكثر العرب يتيمنون بالسانح ويتشاءمون بالبارح ، ومن ذلك المثل “ لي بالسانح بعد البارح “وأصله إن رجلاً مرت به ظباء بارحة ، فتطيَر من ذلك ، فقيل له : عسى أن تمر بك أخرى سانحة ، فقال المثال ، وهو يضرب في توقع المحبوب بعد المكروه .                                                                                                                     

 

وقال أبو دؤب

 

أرأيت لإربته فانطلقت

 

أرحي لحب اللقاء سنيحاً

 

وأنشد ابو زيد

 

أقول والطير لنا سانح

 

     يجري لنا أيمنه بالسعود

 

وقال الشاعر 

 

أبالسنُح الأيامن أم بنحس

 

      تمر به البوارح حين تجري

 

وقال ذو الرمة

 

خليلي لا لاقيتما ما حييتما

 

      من الطير إلا السانحات وأسعدا

 

وقال النابغة 

 

زعم البوارح إن رحلتنا غداً

       وبذلك تنعابٌ الغراب الأسود

 

ومن العرب من يتيامن بالبارح ، و يتشاءم بالسانح 

 

قال الأعشى

 

أجارهما بشرٌ من الموت بعد ما

 

        جرى لهم طير السنيح بأشأم

 

وبشر هذا هو بشر بن عمرو بن مرئد وكان مع المنذر بن ماء السماء يتصيد في يوم بؤسه الذي يقتل فيه أول من يلقاه ، وكان قد أتى في ذلك اليوم رجلان من بني عم بشر ، فأراد قتلهما ، فسأله بشر فيهما فوهبهما له :

 

وقال زهير متشائماَ أيضا بالسانح :

 

جرت سنحاً فقلت لهما أجيزي

           نوى مشمولةٌ فمتى اللقاء

 

وقال كثير 

 

أقولُ إذا ما الطيرُ مرت مخيفةَ

          سوانحها تجري ولا أستثيرها

 

وقال عمر بن قميئة

 

فبني على طير سنيح نحوسه

         وأشأم طير الزاجرين سنيحها

 

 

الكهانة

 

منتقى من كتاب ( الكهانة ) ، مطبوعات مركز المخطوطات والتراث والوثائق

 

تواصل مع تراثنا  

اترك تعليقاً