• Post published:14/06/2021

 

الحلقة ( 15)

 

دولة المماليك وسلاطينها
ينبغي لصاحب المُلك عالي الهمة رحب الصدر لا يجنح للترف ولا الانهماك في الملذات 

 

تراثنا – التحرير :

في الحلقة الخامسة عشر ، تواصل تراثنا نشر متفرقات منتقاة من كتاب ( الفخري في الآداب السلطانية والدول الإسلامية ) لمؤلفه : محمد بن علي بن طباطبا (1260 – 1309 هجرية )، مقدماً نصائحه ومشورته لما يُعين الملوك والسلاطين في شأن سياسة الراعي والرعية.

  • قالوا : همم السوقة مشغولة بصغار الأمور وبأيسر الاشياء ،  وهمم الملوك كبار ، وألبابهم مشغولة بكل عظيم !

  • معاوية بن أبي سفيان : من يطلب عظيماً يخاطر بعظيم ، وإن نظرت فيما أحاول فإذا الموت أحسن عافيه من الحياة .

 

ومما يليق بالملك ،ويُكمل فضله أن يكون عالي الهمة، رحيب الصدر ، محباً للرياسة ، مُعداً لها أسبابها ، طامح البصر إليها ، مُعْملاً فكره في توسيع مملكته ، وعلو درجته ، غير مخلد إلى التنعم ، ولا جانح إلى الترف ، ولا منهمك في اللذات .

 

قال بعض حكماء الفرس : هممُ الناس صغار ، وهممُ الملوك كبارٌ ، وألبابُ الملوك مشغولةٌ بكل شيىء عظيم ، وألبابُ السوقة مشغولة بأيسر الأشياء ، وليعلم الملكُ أن الرياسة عروسٌ ، مهورها الأنفس .

 

طالع : الحلقة السابقة (14 ) :  لاينبغي لأصحاب المُلك مخالطة الأنذال والسوقة .

 

نظر معاوية إلى عسكر أمير المؤمنين علي عليه السلام، في صفين ، فألتفت إلى عمرو بن العاص ،وقال : من يطلب عظيما يخاطر بعظيم ، وإن نظرت فيما أحاول فإذا الموت أحسن عاقبة من الحياة مع الذل ، قال بعض الشعراء :

 

هي النفسُ إن ماتت فقد ما قبلها  

 

                                  كرامٌ وإن تسلمْ فللخدثان

 

إذا النفسُ لم تَشرَه إلى طلب العُلى 

 

                       فتلك من الأموات في الحيوان 

 

ومن الغاية في ها المعنى قول امريء القيس :

 

 ولو أن ما  أسعى لأدني معيشة 

 

                            كفاني ، ولم أطلب قليلٌ من المال

 

ولكنما أسعى لمجدَ مُؤثل

 

                           وقد يُدرك المجد المؤثل أمثالي  

 

ومما يُكمل فضيلة  الملك أن تكون له قوة الاختيار عنده سليمة ، لم تعترضها آفة ، فيكون يختار الرجال اختياراً فاضلاً .

 

هامش :

 

كتاب (  الفخري ) ص 38 -39

 

 

تواصل مع تراثنا 

اترك تعليقاً