• Post published:02/10/2019
المارشال مونتغمري
المارشال مونتغمري

تراثنا : في 54 مايو ( أيار ) عام 1945 م انتهت الحرب رسمياً في أوربة ، تقاسم الحلفاء ( روسية ، أميركة ، بريطانية ، وفرنسة ) ) ألمانية ، وأنشأوا لجنة رقابة تضع أربعة أعضاء من هذه الدول .

وقد عُين المارشال مونتغمري فيكونت العلمين على المنطقة الألمانية من نصيب بريطانية ، وبعد الحرب ، أي حرب ، كبرت أم صغرت ، ماهي الحاجات الرئيسية في ذلك ؟ لا شك في أنها التغذية ، الإسكان ، الحد من الأمراض و الأوبئة التي قد تنتشر ، ثم العناية بنقل الناس إلى حاجاتهم ، وهي نقلهم عن طريق المواصلات ، حيث فقد الجميع ما يملكون .

يقول مونتغمري : ” ولقد وجدت نفسي فجأة مسؤولاً عن إدارة نحو 20 مليون ألماني ورفاهيتهم ، فكان علي أن أحل مشاكل مخيفة ، وإذا هي لم تحل قبل بدء الشتاء فإن عدداً كبيراً من الألمان سيموتون من الجوع والبرد والمرض ” .

هتلر النازي
هتلر النازي

لقد تسلم هذا الرجل إدارة الجزء البريطاني المقسم ، وكانت جيوش الحلفاء تحتجز مليوناً ونصف المليون أسير ألماني ، ولا يستطيع الحلفاء حجزهم في معسكرات أو خلف أسلاك شائكة ، فكان لا بد أن يرحلوا إلى جزر مختارة ، ثم يعاد أحصاؤهم ، ويزودوا بأوراق ثم يسرحون ويوجهون إلى أماكن استخدامهم المدني .

ثم ماذا بعد مرور سنين من تنظيم ألمانية وتقسيمها إلى غربي وشرقي ، فالغربي كان فيه الرحمة ، كما قال مونتغمري العمل على رفاهية 20 مليون ألماني غير الأسرى ، وكان ما كان من التنظيم واحترام البشر ، فارتفع هذا الجزء ، وتقدم وواكب الحضرية ، وكأنه لم يدخل في حرب مع أوربة كلها بل مع العالم .

وانظروا إلى الجانب الشرقي من ألمانية ، سجون ومعتقلات وعذاب وقتل و تأخر وحصار في كل النواحي ، وقد زرت عام 1987 م الجزأين الشرقي والغربي ، ورأيت الفرق كما بين السماء والأرض ، هذا في فرح ورقي وتقدم وتقنيات وصناعات حديثة ، تنتقل من بلد لآخر ، بل تزور أهلها في الجزء الأخر ، تسهر إلى الصباح في سعادة وأمن ، و الجزء الشرقي في ضنك ، وبؤس وحرمان وآلام ويأس .

وهذا تمام ما قاله مونتغمري : “كون الروس محاربين ممتازين ، ولكن تفكيرهم في كل مشكلة يختلف كل الاختلاف عن تفكيرنا ” !

مونتغمري يعطف ويشفق على 20 مليون ألماني غير الأسرى ، وأنهم في رقبته ، ولا بد من توفير كل وسائل الرفاه لهم ،وكانوا بالأمس أعداء بريطانية ، قادتهم وشعبهم .

ونحن لا يتجاوز عددنا في الكويت مليوناً وربع المليون كويتي ، ومعنا الوافدون 3 ملايين ( بالكثير ) يعني المجموع أربعة ملايين وربع المليون ، وفي رقعة مساحتها ستة آلاف ميل مربع ، وعندنا وفرة مالية كبرى ، وليس عندنا حروب ولا مشاكل ، وعاجزون عن حل مشاكلنا ونتخبط في الازمات الاقتصادية و والطرق والأسكان والعمل وتراجع المؤشرات في تصنيفنا العالمي في كل مجال سنوياً ،إلى الأدنى فالأدنى ، مع انتشار شلل المفسدين والفساد في كثير من القطاعات .

والله المستعان .
د . محمد بن إبراهيم الشيباني
رئيس التحرير

تواصل معنا

زيارة الصفحة الرئيسة ( تراثنا ) – حساب ( تراثنا ) على منصة تويتر – حساب ( المخطوطات ) على منصة انستغرام – مجلة ( تراثنا ) الورقية – الموقع الالكتروني لمركز المخطوطات والتراث والوثائق – • تتوفر تراثنا عن طريق الاشتراك فقط حاليا ً.. التعقيبات والمساهمات ضمن بريد القراء ادناه –  هواتف المركز : 25320902- 25320900/ 965 +

اترك تعليقاً