• Post published:11/12/2019

العباد عباد الله ، والبلاد بلاد الله ، فأينما وجدت الخير فأقم و اتق الله

الهجرة من البلاد والتغرب
الهجرة من البلاد والتغرب

تراثنا – د . محمد بن إبراهيم الشيباني *:ليست كل هجرة او تغرب من الأوطان بسبب ضيق العيش أو الحروب والقهر سيئة أو محزنة ، فلربما كانت بلدان الهجرة والتغرب أحسن عيشاً وأفضل حياة وأكثر أمناً وزرقاً .

د .محمد بن أبراهيم الشيباني
د.محمدالشيباني

فهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما أخرجوه من مكة المكرمة لاقي في البلد المضيف وهو المدينة المنورة أياماً طيبة سعيدة ومحبة أهلها ، واكرام وفادة وضيافة وعزة ، ونشر لدعوته التي انتشرت بفضل الله ثم الأنصار والمهاجرين الذين نصروه وآزروه .

يقول الشاعر جمال الدين بن مطروح :

لا تنكرن لأهل مكة قسوة

       والبيت فيهم والحطيم وزمزم

آذوا رسول الله وهو نبيهم

          حتى حمته أهل طيبة منهم

رأف الإله على الذي جاءه

             سلباً فلا يأتيه إلا محرم

الجمر والشاي والجمال ..بيئة صحراوية فاتنة الجمال

وهذا الطغرائي يصف خروجه من بغداد بقوله : وعن رسول الله صلى الله عليه وسلم العباد عباد الله ، والبلاد بلاد الله ، فأينما وجدت الخير فأقم و اتق الله .

قال المتنبي  :

وكل أمر يولى الجميل محبب

         وكل مكان ينبت العز طيب

والمقادير عجائب وفوائد

             قوم عند قوم مصائب

 والمشاهد من وفود الوافدين على ديار غير ديارهم ، أن تتغير على الكثير أحوالهم ، فيصبحوا من العدم إلى أحسن حال أتوا بغير مال ، ورجعوا بالمال الوفير ، إما بالحلال والعمل الطيب النظيف ، وإما بالحرام والسرقة والاحتيال ، وكلها ارزاق قد كتبها الله على العباد ، فمنه من أخذها بالطرق الشريفة ، أو بالطرق الأخرى ، فلو صبر اللص ، أو أخذ المال الحرام لعوضه ربه بالمال الحلال ، فرزق البشر قادم وفي اللحظة المكتوبة لهم ، ولكن هناك من يستبدل الأدنى بالذي هو خير ، وهذه طبائع البشر ، وما جبلوا عليه من الخير والشر والحق والباطل .

لما أراد الفاضي العراقي عبدالوهاب المالكي الخروج من بغداد على مصر ، شيعه أكابر أهلها وفضلائها ، قال لهم لما ودعهم : لو وجدت بين ظهرانيكم كل غداة وعشية رغيفين ما فارقتها ، وقال شعراً :

بغداد دار لأهل المال طيبة

       وللمفاليس دار الضنك والضيق

أقمت فيه مضاعاً بين ساكنها

      كأنني مصحف في بيت زنديق

البحث عن رغيف العيش
طوابير رغيف العيش

ولماذا يقول الخارجون من ديارهم ذلك ؟ فلو وجدوا كل صباح ومساء رغيفين يقومون أصلابهم لما خرج الناس من ديارهم وهو كناية عن ضعف المعيشة ، ونكدها وعسرها ، وأن لا يوجد في الناس من يكلف نفسه رعاية هذا وذاك ، حتي لو كان عالماً أو طبيباً أو رجلاً مهماً لندرة تطبيق ذلك ، ولقلة ما في أيدي الناس ..

والله المستعان …

*رئيس التحرير

تواصل معنا

زيارة الصفحة الرئيسة ( تراثنا ) – حساب  ( تراثنا ) على منصة تويتر – حساب ( المخطوطات ) على منصة انستغرام – مجلة ( تراثنا ) الورقية –الموقع الالكتروني لمركز المخطوطات والتراث والوثائق -لا تتوفر تراثنا عن طريق الاشتراك فقط حاليا ً.. التعقيبات والمساهمات ضمن بريد القراء ادناه –هواتف المركز :  25320902- 25320900/ 965 +

اترك تعليقاً