• Post published:06/05/2019

 حكايات تراثية

(تراثنا) تحاور الشيخ ناصر السعود الصباح ” رحمة الله عليه “ 

 

الشيخ ناصر السعود الصباح
الشيخ ناصر السعود الصباح

 

تراثنا – التحرير :

 

في أغسطس من عام 1996 م تفردت مجلة تراثنا في بداية صدورها (العدد الثالث) بلقاء مميز ، قلما يجود به الشيخ ناصر السعود الصباح (رحمة الله عليه) على وسائل الاعلام ، فكان حواراً شيقاً ممتعاً .

 

كان “رحمة الله عليه” يتحدث بأريحية تامة في مكتبه الكائن في السالمية ، وتناول جوانب من حياته واخوته ، كما تطرق إلى قصة أطلاق مسمى السالمية على منطقة الدمنة ، وتحدث عن تربية ابناء الاسرة ، متناولاً ما لقاه الشيخ جابر الأحمد أمير البلاد الراحل ” رحمة الله عليه ”  و الامير الحالى الشيخ صباح الاحمد حفظه الله من تربية حسنة على أيدي حجي زيد .

 

الشيخ ناصر السعود الصباح يتذكر :

• في منتصف الليل.. وضعنا لافتة باسم (السالمية) بدلا من عنبرة والدمنة !

• اطلقنا مسمى السالمية على المنطقة بمباركة من الشيخ عبدالله السالم تيمناً بوالده .

• حجي زيد تولى تربية الأمير الراحل جابر الأحمد وصاحب السمو الشيخ صباح الأحمد فأصبحوا خيار الناس .

• امام تهديدات قاسم.. عُهد إلى أبناء الأسرة بأسلحة وقدنا مجموعات تقدر بخمسين شخصا من أهل البادية لحماية الحدود .

 

 

شارع سالم المبارك كما بدا قديما في الستينيات
شارع سالم المبارك كما بدا قديما في الستينيات ،

 

 

تستعيد تراثنا ذكرى هذا الحوار الماتع ، وتنشره لأول مرة على صفحات موقعها الإلكتروني ، مقتضبا بعض الشيء ، ويمكن الحصول على مزيد من التفاصيل من كتاب احتوي تفاصيل اللقاء التراثي ، اصدره مركز المخطوطات والتراث والوثائق وضمه الى مكتبته ونشراته .

 

أوائل من سكن السالمية

 

معروف عن اسرة الشيخ ناصر السعود الصباح رحمة الله عليه (رئيس اتحاد ملاك العقار ورئيس مجلس حي منطقة السالمية ) ان أسرته كانت من أوائل من سكن منطقة الدمنة (السالمية حاليا ) في عام 1950م .

 

 

 

أصل الحكاية

 

فكان بدء الحديث عن كيفية تغير اسم المنطقة من (دمنة ) إلى السالمية ، فروى لنا الظروف التي لابستها قائلاً :

 

في سنة 1952 , اكتشفنا أن لوحة تحمل اسم ” العنبرة ” عند مدخل ” الدمنة ” قريب من موقع مركز الإطفاء الحالي ، بجوار مسجد الشراح وبراحة الأذينة ، لم يلق اسم ” العنبرة ” أو “الدمنة” استحسان شقيقي الأكبر عبدالعزيز.

 

ويستطرد قائلا : عندها تذكرنا حادثة وقعت في عهد الشيخ سالم المبارك “1917 – 1921م ” حينما قام بزيارة ” الدمنة ” في حقبة حكمه ، فوجد أهلها من العوازم يعملون على إقامة سد لحجز مياه الأمطار خلفه ، لتوفير مياه الشرب لهم ولدوابهم ، فمنحهم الشيخ مبلغاً من المال يعينهم على الاستعانة بعمال يساندونهم في إقامة السد .

 

 

شارع سالم المبارك وفق تحديثات البلدية
شارع سالم المبارك وفق تحديثات البلدية

 

أسميناها سالمية

 

لقد استحسن شقيقي عبدالعزيز هذا الحدث ‘ ورأى أن يطلق عليها مسمى ” السالمية ” نسبة إلى الشيخ سالم المبارك ” رحمة الله عليه ” ، بدلاً من العنبرة والدمنة ، فاقترحنا على حاكم الكويت الشيخ عبدالله السالم الصباح ” 1950 – 1965م “، تغيير المسمى إلى الاسم الجديد ، فلم يمانع الأمير من إطلاق مسمى والده على المنطقة .

 

خط السالمية

 

واسترجع الشيخ ناصر سعود الصباح ( 1922-2002م ) ,الخطوات التي أتبعت لإشهار اسم السالمية بين المواطنين فقال :

بدأنا بإحضار خطاط , عمل لوحة تحمل اسم ” السالمية ” بحرف كبير ، ووضع تحتها عبارة تقول : تخليدا لذكرى الشيخ سالم المبارك الذي ساعد في إنشاء سد السالمية، وأزلنا اللوحة التي تحمل مسمى “العنبرة “، ونصبنا مكانها اللوحة الجديدة ، مؤكداً أن كل ذلك تم في منتصف الليل .

 

الناس تتفاجيء

 

وقال : عندما أصبح الناس فوجئوا باللوحة , فأخذوا يرددون اسم ” السالمية ” وأرسلنا إلى سائقي التاكسي في الديرة الذين يصيحون لمناداة الناس لحملهم إلى ” الدمنة “باستبدالها باسم ” السالمية “، وكذلك تم تعديل المسمى في السجل العقاري ، الذي كان يشرف عليه سابقا العم عبدالله الجابر ، وكذلك في البلدية ، وهكذا استقر الاسم ، وأصبح متداولاً بما يذكر بالسيرة الطيبة للشيخ سالم المبارك .

 

المطاعم والمباني المطلة علي في واجهة السالمية البحرية
المطاعم والمباني المطلة علي واجهة السالمية البحرية

 

مجلس حي المنطقة

 

ثم تحدث عن ظروف انشاء مجلس حي منطقة السالمية الذي كان يترأس مجلس إدارته حينها ، موضحاً انه حرص على تلبية احتياجات المواطنين وتلافي القصور في خدمات المنطقة ..

 

القنص وغزلان الجهراء

 

وتشعبت جوانب الحوار مع الشيخ ناصر السعود الصباح رحمة الله عليه إلى رعاية ( اثل الخالد ) المتواجد في السالمية منذ القدم ، وهواية القنص ( الصيد) التي جمعته واخوته الاربعة حولها ، فأنتجوا فيلما سينمائياً توثيقياً لأحدى رحلاتهم لتلفزيون الكويت، فحرص على بثه في بعض المناسبات ، وتحدث عن اختفاء الغزلان من منطقة الجهراء ، كما تحدث عن الشخصيات التي يتخذها قدوة من أسرة الصباح الكريمة .

 

منطقة رأس السالمية الممتدة داخل البحر
منطقة رأس السالمية الممتدة داخل البحر ” صورة

 

حجي زيد مربي الأسرة 

 

ويتجه حديث الماضي إلى منحى آخر , فنسأله: هل اتبعت أسرة الصباح الكريمة في الماضي نهجاً في تربية أبنائها يشبه منحى السلاطين القدماء , الذين عهدوا بأبنائهم إلى ادباء ومفكرين لتربيتهم ؟ فرد قائلا : هذا أمر لم نلحق عليه ، ولعله كان سائداً لدى العرب والكويتيين قديماً ، ولكنني اشرت في حديثي إلى حجي زيد ، حيث عهد إليه تربية أبناء الشيخ أحمد الجابر حاكم الكويت الاسبق ، وأصبحوا الآن حكام البلاد ووزراء.

 

واستطرد : كان حجي زيد من خيرة الرجال , وتولى تعليم أبناء الأمير ” يقصد الأمير الراحل جابر الأحمد رحمة الله عليه ” و” الامير الحالي الشيخ صباح الأحمد حفظه الله ” العلوم المختلفة ، وكان يلازمهم في كل خطواتهم ، وكل من تولى تربيتهم أصبحوا من خيار الناس .

 

مظاهرات منددة بتهديدات قاسم عبدالكريم بضم الكويت للعراق
مظاهرات منددة بتهديدات قاسم بضم الكويت للعراق” صورة

 

تهديدات قاسم

 

وسار بنا ختام أطراف الحوار مع ضيفنا الكريم إلى حقبة تهديدات عبدالكريم قاسم حاكم العراق للكويت , فقال محدثنا :

 

في بداية الاستقلال عام 1961 , هدد رئيس الوزراء العراقي بغزو الكويت ، فحضرت القوات العربية والبريطانية إلى البلاد ، للذود عن استقلالها الطري ، وعهد إلينا أبناء الأسرة بأسلحة ، وأمرنا بتولي قيادة مجموعات تقدر بخمسين شخصا من أهل البادية ,لحماية الحدود ، حيث لم يكن لدينا جيش نظامي بعد ، ولكن الحمد لله ، مرت الظروف الحالكة بخير، ولم يحدث شيء وبقيت الكويت سالمة لأهلها.

 

 

نقلا عن تراثناالعدد الثالث

انقر للمزيد

 

 

لقاء مع الشيخ ناصر السعود الصباح - مجلة تراثنا العدد الثالث

 

 

تواصل مع تراثنا 

اترك تعليقاً