• Post published:08/01/2020

الذي لا يقرأ ليس حيا !!

بدأت بصف الحرف العربي في روما ثم توالت المطابع عربياً

 

أول مطبعة دخلت الكويت عام 1947 لدائرة المعارف
أول مطبعة دخلت الكويت عام 1947 لدائرة المعارف

 

تراثنا – د . محمد بن إبراهيم الشيباني *:

 

د . محمد بن إبراهيم الشيباني
د.محمد  الشيباني

قال الأولون : “بطون تدفع وأرض تبلع”، وأنا بدوري أقول : مطابع تطبع ولا تجد من يقرأ ! فعالمنا العربي – إلا من رحم – من أكثر العوالم الموجودة على الأرض تأثراً بغير المفيد ، زهداً بالمفيد ، فهوامش الموضات وتوافهها وتقليد غيرنا من أولويات الكثير منا .

 

التوافه لا تجعل الإنسان إلا تافهاً ، فالأناء بما فيه ينضح ، والمرء يرتقي ويرتفع ويُحترم بما يحمل من ثقافة ووعي ومنطق واتزان ، على منهج راسخ وقوي ، يقوي به شخصيته .

  • توافه الأمور لا تجعل المرء إلا تافهاً ، فالإناء بما فيه ينضح والمرء يُحترم ويرتقي بالقراءة وبمنطقه .

  • من لا يقرأ ليس حياً ويتعامل مع الناس بمحدودية ،ويجلس أبكماً في المجالس خشية أن يُضحك عليه إن نطق !

  • ” تفقهوا قبل أن تسودوا” مقولة لعمر بن الخطاب لمن يريد أن يسود الأمة ويصبح رأساً على الناس .

 

القراءة والتعايش

 

 

بداية دخول الطباعة في مصر
بداية دخول الطباعة في مصر

وهذا لا يتأتى إلا بالقراءة والمتابعة العلمية ، لما تدفعه المطابع من معلومات متنوعة ، يتعايش فيها مع بني جلدته من البشر ، ويتواصل معهم ، ويحيا معهم ، فالذي لا يقرأ ليس حياً ، فقد يلتقي مع الناس ويتعامل معهم ، ولكن بمحدودية ، بحسب ما يحمل من معلومات بسيطة ، وقد يلتقي بإخوانه وأصدقائه وزملائه في مجالسهم ، ولكنه يكون أبكم ..هم يتحادثون ويتحاورون ويتناقشون ، وهو خائف أن يدخل معهم فيُضحك عليه .

 

لم يكن جيل ما قبل الثمانينيات هكذا ، كان يتابع معارض الكتاب هنا وهناك ، ويسافر إليها ليحصل على كتاب يبحث عنه أشهراً أو سنوات ، يناقش قضية ما ، أو مخطوطة علمية أو شرعية حُققت ، كان القراء يبحثون عنها هنا وهناك ينتظرون خروجها .

 

بدء ظهور المطابع

 

منذ بداية صف الحرف العربي في روما عام 1671 م ، تتالت بعد ذلك ، وكانت بدايته طباعة الكتاب المقدس ، ثم طباعة الكتب العربية في لايدن بهولندة عام 1811 م ، ثم في لندن عام 1831 ، ثم انتقلت الطباعة إلى إيران عام 1636 م ، فحلت عام 1706 م ، فتركية عام 1733 م ، فالشوير بلبنان عام 1734 م ، فمصر عام 1798 م ، فالعراق عام 1816م ، ففلسطين عام 1846 م ، فالمغرب عام 1846 م ، فاليمن عام 1877 م ، فالحجاز عام 18882 م .

 

الاستشراق والطباعة

 

منذ ذلك التاريخ ،وحركة طباعة الكتاب العربي الأولية باطراد ، وكان أكثرها تحقيقاً لمخطوطات قديمة في علوم العرب والمسلمين ، ومن قبل المستشرقين الذين انصفوا العلوم العربية القديمة وأبرزوها ،وما زالت مكتبات أوربة تزخر بالطبعات القديمة الجيدة ، ومازال عندنا في عالمنا العربي بقية قليلة تحرص على اقتناء تلك التحقيقات العلمية التي بعضها مفرد في مصنف ، واكثرها ضمن المجلات الفريدة الاستشراقية ، والتي لم تُستخرج إلى يومنا هذا أو تُترجم .. والقارئ لموضوعاتها اليوم ، وبعد مرور عشرات بل مئات السنين عليها ، يشعر وكأنها تناقش قضيانا اليوم ، المختلفة بالأساليب المتنوعة .

 

تفقهوا وتعلموا

 

” تفقهوا قبل أن تسودوا ” مقولة نادرة قالها ثاني الخلفاء الراشدين ، عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، يخاطب بها الصحابة رضوان الله عليهم في عصره ، فلعل أحدهم سيسود في يوم ما ، أو يصبح رأساً على أمه من الناس ، فعليه أن يتزود بالعلم ورأسه الفقه ، الذي هو لب كل علم ” الفهم العميق ” كما قال أهل اللغة ، وفيه حث للشباب أن يتفقهوا وهم صغار ، قبل أن يصيروا سادة وتمنعهم الانفة عن الآخذ عمن هو دونهم ، فيبقوا جهالاً كما نلاحظ ذلك واضحاً عند كثير من المسؤولين ،وبعض اعضاء مجلس الأمة ” البرلمان ” المتعجلين المجازفين بالتصريحات التي ارتدت على الكثير منهم ، لضعفهم في كثير من العلوم وفنونها .

 

والله المستعان ..

 

*رئيس تحرير تراثنا ورئيس مركز المخطوطات والتراث والوثائق

 

تواصل مع تراثنا

اترك تعليقاً